في حديثها مع إذاعة »أوروبا 1« قالت السيدة العربية، المسلمة، إنها تقدمت بالفعل إلي الجهة المعنية في مرسيليا بطلب تغيير اسمي طفليها، ليصبح »محمد«: »كيفين«، وتتخلي »فاطمة« عن اسمها لتصبح: »ناديا«. أرجعت الأم الحالمة بمستقبل أفضل لأولادها اضطرارها لتغيير الاسمين إلي خوفها علي مستقبلهما تأثراً بما أعلنه رئيس الحزب اليميني المتطرف »مارين لوبن« ابنة، ووريثة، أكثر الفرنسيين كراهية للعرب واليهود والأفارقة، لخوض انتخابات: »جان ماري لوبن« وطالبت فيه، مؤخراً عبر القناة التليفزيونية الفرنسية: France 2 بأن: »علي كل المهاجرين المتجنسين في فرنسا أن يغيروا أسماءهم، وأسماء أولادهم، إلي أسماء فرنسية«! كثيرون شنوا عبر الإنترنت هجوماً عنيفاً علي هذه السيدة. أحدهم كتب مؤكداً أن تغيير أسماء أطفالها سيخلق لهم مشاكل كثيرة أكثر بكثير من صعوبة العثور علي وظائف مناسبة، أخطرها الأزمات النفسية بدءاً بسخرية معارفهم من تغيير الأسماء، مما سيجعلهم يتهمون أمهم بأنها المسئولة عن اضطرابهم النفسي وعزلتهم عن المجتمع الذي تصورت أنهم سيذوبون في نسيجه. ومواطن مغربي اسمه: محمد كتب منبهاً الأم إلي أن حصول أولادهم علي وظائف مناسبة لا يتطلب تغيير الأسماء، وإنما يتطلب تعليمهم واستعدادهم للعمل. وعليها أن تشكر الله أنها تقيم في فرنسا الدولة الكبيرة التي تعطي للجميع فرص النجاح والتقدم بصرف النظر عن هوياتهم وألوانهم وألقابهم، أما جماعات التعصب وكراهية الآخر فهي موجودة منذ القدم والمهم أنها عاجزة عن نشر تعصبها وكراهيتها. ومهاجر ثالث عربي/ مسلم وصف الأم بأنها لم تأخذ رأي معارفها قبل أن تتخذ قرارها السخيف، وإلاّ ما أقدمت عليه. فإذا كان هدفها حمايتهم من المتعصبين من أمثال: جان ماري لوبن وابنته ووريثته في رئاسة الحزب اليميني المتطرف فإنهم لن يتركوا أولادهم في حالهم بعد تغيير اسم الأول من محمد إلي »كيفين«، وتغيير اسم الابنة من »فاطمة« إلي »ناديا«، بل علي العكس سيجد معظمهم في ذلك مادة جديدة للسخرية لأن التغيير لم يمس اللقب اسم العائلة فيصبح: »كيفين أبو قاسم« و»ناديا المحمودي«! ويضيف رابع قائلاً:[اسمي محمد. وأقيم في فرنسا منذ 23عاماً. حصلت علي جنسيتها، وأدير مؤسسة يعمل فيها 150فرنسياً تختلف أسماؤهم من »بيير« و»كريستيان« و»إريك« و»هشام« و»راشد« و»علياء«.. وجميعهم زملاء وأصدقاء بلا تفرقة أو امتيازات سوي تفاوت الكفاءات والإنجازات]. وسيدة عربية كتبت تقول: [ بذلت جهداً كبيراً حتي لا ألعن هذه الأم، رغم غلطتها في حق أولادها ودينها. إنها مريضة وتحتاج إلي علاج روحي يعيد اتزانها، وثقتها في هويتها وصحة معتقداتها. عليها أن تؤمن بأن القدر هو الذي يسعد فلان ويتعس فلانه، وليس تغيير اسميهما. عليها وعلينا جميعاً أن نؤمن بالحياة الأخري. فالجنة حقيقة. وجهنم حقيقة. وان سيدنا محمد »صلي الله عليه وسلم« هو آخر أنبياء ورسل الله سبحانه وتعالي لهداية البشرية]. وسيدة عربية ثانية قالت: [ لا أعتقد أن تغيير الاسم سوف يوفر وظيفة مناسبة. هذا هراء، وغباء. الفرص تتحقق فقط عندما نقوم بواجباتنا ونلتزم بحقوقنا ونسدد ضرائبنا ونشارك في إعلاء شأن البلد الذي اخترناه، ونندمج في المجتمع الذي نعيش فيه. أنا عربية وأولادي يحملون أسماء عربية، أفخر ويفخرون بها. كما أنني فرنسية بالتجنس وأحترم القوانين والقيم والعادات التي يحافظون عليها].