من بين عشرات البرامج التي تحاصرنا في الفضائيات كل يوم يبقي لبرنامج »مصر تستطيع» قيمة خاصة تدعو للتفاؤل والفخر وتعطي للمشاهد الأمل في مستقبل أفضل لمصر. شدني البرنامج منذ حلقاته الأولي فحرصت علي انتظارها كل خميس وجمعة لاتابع بسعادة بالغة قصص نجاح المصريين في كل المجالات خارج وداخل مصر وخاصة الحلقات التي تم تصويرها في اليابان مع نماذج مصرية غير مسبوقة استطاعوا أن يحفروا أسماءهم بحروف من نور في تاريخ اليابان باكتشافاتهم العلمية وما وصلوا إليه من مواقع قيادية في مختلف القطاعات. طوال مدة عرض البرنامج تسيطر عليك حالة من السعادة والفرحة ويظل يراودك الأمل في أن تتضاعف التجارب التي يعرضها البرنامج عشرات المرات .. وتتأكد في كل لحظة أن مصر فعلاً تستطيع. معد ومقدم البرنامج شاب واعد ووجه جديد هو أحمد فايق يبذل أقصي جهده ليخرج برنامجه في أفضل صورة.. لا ينقصه إلا مزيد من الخبرة التي لا يمكن اكتسابها بين يوم وليلة لكنها ستأتي حتما خلال وقت قصير مادامت العزيمة موجودة عبقرية مصطفي حسين انشغالي الفترة الماضية بقضية الضريبة العقارية لم يمنعني عن هواية القراءة حيث استمتعت بقراءة كتاب عبقري عن فنان عبقري لكاتب عبقري .. الفنان هو رسام الكاريكاتير الأشهر علي مدي أكثر من نصف قرن مصطفي حسين والكاتب هو الزميل الفنان د. طارق عبد العزيز التلميذ المخلص لمصطفي حسين.. يتضمن الكتاب عشرة فصول في 241 صفحة من القطع المتوسط وصدر في عدد خاص من »كتاب اليوم» الذي يرأس تحريره الزميل علاء عبد الهادي . حرص د. طارق علي ألا يضع اسمه علي الكتاب مسبوقا ب »دكتور» لأنه عندما أعد هذا الكتاب في صورة رسالة ماجستير لم يكن قد حصل علي الدكتوراة بعد وهذه أمانة يستحق عليها التقدير. أعجبني أيضاً اختياراته لمحتوي فصول الكتاب وتسلسلها حيث رصد في الفصل الأول »فن الكاريكاتير والصحافة» الواقع السياسي والاجتماعي في مصر وأثره علي الحركة الفنية.. وتحدث عن الكاريكاتير في الصحافة المصرية وفن الكاريكاتير في »أخبار اليوم» التي احتضنت موهبة مصطفي حسين وأعطته الفرصة للنبوغ بتعاونه مع الكاتب الكبير الراحل أحمد رجب صاحب غالبية الأفكار والموضعات التي أثارتها رسوم مصطفي حسين. في الفصل الثاني أفاض الكاتب في الحديث عن ميلاد مصطفي حسين ونشأته والشخصيات التي أثرت في موهبته وكيف عشق الرسم قبل التحاقه بالدراسة فكان يجيد الرسم بالطباشير الملون علي الأرض وعلي الجدران. تناول الفصل الثالث مشوار مصطفي حسين في الصحافة ابتداء من أول غلاف رسمه لمجلة »الاثنين والدنيا» مقابل 50 قرشا وأول كاريكاتير رسمه في جريدة المساء عام 1957. بعدها انتقل د. طارق للحديث في الفصل الرابع عن مصطفي حسين وفن التصوير وكيف أبدع في رسم الصور الشخصية.. ومازالت أشهر لوحاته »المستحمات» تزين متحف الفن الحديث وكيف صمم شعار المحكمة الدستورية. الرسوم التوضيحية عند مصطفي حسين كانت عنوانا للفصل الخامس الذي ركز علي توضيح دورها في العمل الصحفي وخاصة في إظهار المحتوي أو مضمون القصص القصيرة والفكرة المراد توصيلها للمتلقي. وخصص الكاتب الفصل السادس للحديث عن الكاريكاتير السياسي عند مصطفي حسين خاصة حينما أبدع في نقد القذافي واسرائيل بينما خصص الفصل السابع للكاريكاتير الاجتماعي الذي كشف الي أي مدي يشعر مصطفي حسين بمعاناة البسطاء من خلال نقده المستمر للحكومة والتجار لارتفاع الأسعار. في الفصل الثامن تحدث الكاتب عن الشخصيات التي أبدعها مصطفي حسين مثل قاسم السماوي وكمبورة وعلي الكوماندا وعبده مشتاق .. إلخ الفصل التاسع تناول براعة مصطفي حسين في تصميمات الجرافيك خاصة رسم أغلفة الكتب والرسومات الداخلية وأفيشات الأفلام والمسرحيات ونأتي إلي آخر الفصول »العاشر» ليبدع الكاتب في كشف أسرار عديدة عن حياة مصطفي حسين لن استطيع الخوض في تفاصيلها ليشتاق القارئ لقراءتها بنفسه والاستمتاع بهذا الكتاب العبقري لا تفوتني الإشادة بهذا الكم الهائل من الصور ورسوم الكاريكاتير وأغلفه الكتب .. إلخ التي حفل بها الكتاب فأضاف إلي متعة القراءة متعة أخري باسترجاع ذكريات هذه الأعمال المتفردة.