عيب ترقص الثورة علي السلالم.. بكده نرجع لطغيان المخلوع والهانم.. راحوا فين حبايب مصر الثوار.. مين استبدلهم ببتوع الطبل والمزمار؟.. الثوة اللي تقف في نص الطريق.. زي الساذج اللي يطفّي نص الحريق!.. انهض يا مصري وواصل المشوار.. حاصر الفلول وأمنعها من الصحوة والانتشار.. انتبهوا.. الثورة تعود إلي الخلف.. تتراجع.. تفقد كل يوم جزءا لا بأس به من حماسها الثوري.. أسهمها تهبط كل ساعة في »بورصة الكلام«.. تعالوا نتساءل معاً: أين الثورة.. أين الثوار؟ هل تاهوا عن الميدان وضلوا الطريق، وسقط كل منهم في بحر النسيان وأصبح في حكم الغريق؟! .. هل اختطفتهم كائنات غريبة من كوكب المريخ أم أخفاهم معلم فاكهة »لحم أكتافه من خير النظام السابق في شادر بطيخ«؟! لابد أن نسأل عن الثوار لأن الثورة التي حركوها وأشعلوها توقفت في منتصف الطريق.. سرقها منهم تجار السياسة.. الانتهازيون الذين ما أن اطمأنوا إلي نجاحها في الإطاحة برأس النظام السابق حتي اصطنعوا موجة ثورية »علي مقاسهم« وضبطوا ترددها علي ايقاع أهدافهم ومصالحهم.. لابد ان نكرر البحث عن الثوار ايضا لأننا أمام حالة غير مطمئنة من تغييب الفعل الثوري.. فنحن أمام مجلس عسكري يحكم ولا يدير.. وحكومة تدير ولا تحكم.. وشعب فاض به الكيل ويريد من المجلس العسكري ان يحكم ويدير في نفس الوقت حتي لا يقال إن الحكومة مغلولة اليد ولا تملك إصدار القرار.. وحتي لا يقال إن الحكومة مثلما كانت في النظام السابق »مجرد ديكور«! نعود إلي الفعل الثوري.. فالأرض التي كان الثوار يتحركون في مساحتها يشغلها فريقان الآن.. التيارات السياسية المتناحرة، والتي بدلا من التوافق لدعم الثورة لتحقق أهدافها، نجدهم يحترفون الجدل حول الانتخابات.. والفلول الذين دفعوا أصحاب المطالب الفئوية لاستئناف وقفاتهم الاحتجاجية لإثارة المزيد من الفوضي وتعطيل الانتاج، وكأن مطلوبا من الثورة أن تنصف الذين تعرضوا للظلم 03 سنة خلال ساعات معدودة!.. وقد تضاعف جهد الفلول بشأن تحريض هؤلاء في الفترة الأخيرة حتي يقال إن »أيام المخلوع كانت أرحم«! الثورة - أي ثورة- هي استعداد للاعداد للمستقبل.. لكن عندما يطغي الماضي الفاسد علي الحاضر فإن المستقبل يكون مجهولا.. لن تصل إليه »نصف الثورة« والتاريخ لا يعترف بأنصاف الثورات!