لماذا لا نسأل سيدنا الشيخ إياه عن مقاصده من فتواه بجواز زواج الأجنة..! وهل تدخل تحت باب تجديد الخطاب الديني..؟! أم تحت باب الإسراع بزواج البنات والتناسل والتكاثر باعتبار أن الدولة تعاني من نقص في الإنجاب فيريد مساعدتها بزيادة الإنتاج التناسلي بتزويج البنات حتي وهن في بطن أمهاتهن وفتح منافذ جديدة لزواجهن ؟!.. ربما ظن سيدنا أن تجديد الخطاب الديني يعني الإتيان بالغريب حتي يستفز العقول للبحث والدوران حول المعاني المخبأة في فتواه. ولماذا لا نسأل سيدنا الشيخ عن كيفية تنظيم زواج الأجنة.. وهل سيتم توثيقه كزواج محتمل في دفتر تسجيل المواليد أم في دفتر المأذون الشرعي ولا رجعة فيه.. وكيف يتم أخذ رأي العروس خاصة إذا كان وليها غير موجود مثلا أو قد يكون توفاه الله قبل حتي قبل أن تتخلق في بطن أمها.. وهل يجوز الحجر علي رأيها والاكتفاء بوليها كأحد أقربائها..؟! إلي وقت قريب ظننت أن الزواج هو الذي تكتمل أركانه وشروطه من الولي الشرعي للمرأة والإيجاب والقبول بين الرجل والمرأة وشهادة الشهود والمهر والإعلان والإشهار، فإذا توافرت هذه الأركان والشروط في عقد الزواج كان صحيحًا وإلا يكون باطلًا.. لكن شيخنا لا فض فوه جدد نوعا جديدا هو زواج الأجنة أو الزواج الموقوف.. يضاف إلي ما نسمعه من زواج المسيار والسياحي والمحلل والمتعة!. يبدو أن سيدنا الشيخ لم يتركنا نضرب الودع لفهم فتواه وشرحها في إحدي الجرائد قائلا: (هناك نوع من الزواج اسمه الزواج الموقوف وهو عبارة عن زواج البنت في بطن أمها، (وهي جنين)، بعقد قران موقوف فهو جائز إذا ثبت طبياً أنها بنت وفي بطن زوجة أخري ولد، وأرادت الأسرتان أن يكون بينهما صهر فأعلنا زواج الولد والبنت ويكون هناك عقد قران موقوف لحين بلوغ البنت والولد وحين البلوغ والقدرة علي الوطء، فيأتي بالبنت فإذا وافقت يتم الزوج، والعكس إذا لم يوافق الولد يتم الزواج، لأنه يجوز للوالد أن يزوج ولده إجبارا بحكم المصلحة..).. لكن هل عرف السلف الصالح السونار وتحديد نوع الجنين! سبحان الله الشيخ برجماتي نفعي صرف.. فيري أن الأب يجوز له أن يقهر ابنه علي الزواج بحكم المصلحة لكن فات الشيخ أن يوضح لنا أي مصلحة يقصد.. هل هي مصلحة الابن أن يتزوج من فتاة لا يرغبها أم هناك بيزنس بين الوالد وأبو الفتاة الجنين وعليه يتم الزواج من أجل البيزنس؟!.. أما الرابطة المقدسة للزواج ليست لها أهمية عنده.. المهم المصلحة البيزنس.. ضحكتنا يا سيدنا الشيخ أطال الله في عمرك أو كما شاء يفعل بك.. فقد فقدنا الحس الكوميدي منذ زمن طويل. كنت أود وصف ما أفتي به شيخنا لكن د.آمنة نصير وصفت في أحد المواقع الإلكترونية ما قاله الشيخ قائلة: »ده هبل وعبط ولا يصدر عن عالم دين.. ده نوع من العبط الفكري، وأقول له ولأمثاله، كفاكم عبثا في مفهوم رباط الزواج المقدس كفاكم لعبا بهذه الأوراق، التي لا تدركون وزنها وثقلها، فمتي يكف هؤلاء الناس عن العبث»؟. لا أدري لماذا الآن أتذكر ما قاله لي أحد مدراء مستشفي الأمراض العقلية يوما بأن من خارج المستشفي أكثر بكثير ممن في داخله..!