هل مصر في حاجة إلي نوبة صحيان؟ نوبة صحيان بالتعبير العسكري هو انطلاقة البدء ليوم جديد... معظم المؤشرات- بكل أسف- تشير إلي انهيار حاد لوطن ومجتمع... انهيار أمني، وانهيار اقتصادي وانهيار اجتماعي وانهيار أخلاقي... فهل هذا هو انهيار متعمد مع سبق الاصرار؟ ومن الذي خلفه؟... المتابع اليومي للأحداث يتابع مسلسل الانهيار الأمني لوطن ومجتمع كان يتحاكي العالم عنه بأنه أرض السلام والأمان عاش المصريون والأجانب علي أرضه آمنين في مساكنهم واشغالهم وطريقهم وحرماتهم... ويتساءلون أين انجازات الحكومة الموقرة في إعادة الأمن والآمان لمصر وماذا تم إنجازه بعد أكثر من 002 يوم منذ انطلاقة ثورة الشعب؟... وعلي الجانب الآخر من هي الأيادي المحركة للاضرابات والفوضي الأخيرة؟ ولماذا لا يتم محاسبتها؟... هل هي من فلول نظام الحكم السابق؟ أم هي من الأجنحة المتشددة للتيارات الدينية أو الإرهابية... وهل هناك اختراقات وايادي وتيارات خارجية تصول وتجول في أرض الوطن أم أن كل من لديه مصالح بمصر هو متابع محايد لما يجري ولا يتدخل في شئونها الداخلية؟... وهل هناك مصالح للبعض ترغب في استمرار نزيف المجتمع المصري والانهيار المخطط لاركانه واشاعة الفوضي في بقاعه أم أن كل ما يحدث من انهيارات هي بمحض المصادفة؟... وهل تحول المصريون في يوم وليلة من شعب مسالم إلي شعب دموي أم أن هناك اختراقا خارجيا فكريا وماديا وعمليا يشاهد حاليا علي مسرح الأحداث؟... المتابع للأحداث يري أيضا الانهيار الاقتصادي لمصر بأيدي أبنائها وحكومتها ويشاهد المصائب الكبري التي ترتكب يوميا بالحكومة بقرارات وتصريحات وسياسات تساهم بالمزيد في الانهيار... وكان بعضهم تناسي القسم لحماية الوطن وإعلاء شأنه... لقد فقدت مصر ما يزيد عن 052 مليار جنيه من أول العام إلي الآن وربع احتياطيات النقد الأجنبي وهروب الاستثمار الأجنبي ليصبح صفرا هذا العام واحجام الاستثمار الداخلي وزيادة حادة في الانفاق العام وزيادة غير مسبوقة في الدين الداخلي وزيادة استجدائية في الدعم ومن جهة أخري زيادة حادة في الأسعار يشعر بها كل مواطن وانخفاض شديد في الانتاج والصادرات والسياحة وتحويلات المصريين بالخارج... ويتساءل المصريون أين فرص العمل التي هي درع الأمان لانطلاقة مصر للمستقبل وكان يجب ان نخلق سبعمائة ألف فرصة عمل فاضيف للبطالة ما يزيد عن مليون ونصف... فهل هناك ديمقراطية دون فرصة عمل وهل هناك حرية دون فرصة عمل... من يعمل حريته ومن يستجدي يسير خلف من يطعمه... المتابع لما يحدث يري أيضا انهيارا اجتماعيا وأخلاقيا غير مسبوق... برزت البلطجة والفوضي وعدم الاحترام وقلة بل انعدام للأخلاق لدي البعض... وقفزت قيم مستحدثة علي المصريين فمثلا الغدر بدل الرحمة، والخيانة بدلا من الشهامة، والكذب بدلا من الصدق، والفهلوة بدلا من العلم، والاضراب بدلا من العمل، والعدوانية بدلا من السلم، والبلطجة بدلا من الانضباط، والتطرف بدلا من الاعتدال... ما يجري علي الساحة لوطن يتطلب نوبة صحيان لمصر والمصريين في عالم يجري ودنيا تتغير... تطلعات وآمال وأحلام وتوقعات الأجيال الشابة كبيرة... وعلي مصر الحاضر ألا تحرق مصر المستقبل... مطلوب نوبة صحيان كي تعود مصر للمصريين.. وان يعود المصريون لمصر... مطلوب نوبة صحيان لبناء الدولة ولاعادة الهيبة والاحترام والمصداقية لأركانها... مطلوب نوبة صحيان لاختيار قيادات قادرة وواعية وقوية تقود الشعب بحب وعطاء، وحزم وانجاز، ومعلومات وشفافية... مطلوب نوبة صحيان للمصريين لمضاعفة الانتاج والصادرات والسياحة والتعليم والخدمات... ولبناء أساس لوطن تحلم به الأجيال.