ما نزال في محاولة كشف الأسرار وتوضيح الحقيقة في العلاقة بين الملكة الجميلة حتشبسوت والمهندس العبقري سننموت! ولذلك سوف أوضح هنا كل الأدلة العلمية التي قد توضح لنا علاقة الملكة بسننموت. واعتقد أن السبب الذي جعل العديد من علماء المصريات في العالم كله يعتقدون أن هناك علاقة ما بين الملكة حتشبسوت والمهندس العبقري سننموت قد ترجع إلي أنها أعطت العديد من المناصب لهذا الشخص العبقري الذي ترجع أصوله إلي عامة الشعب، وهذا لم يحدث من قبل لأي شخص حتي من قبل الملك زوسر الذي لم يمنح مثلها لمهندسه العبقري إيمحتب الذي قام ببناء مجموعته الهرمية الرائعة في سقارة مستخدمًا الحجر علي نطاق واسع، وبني هرم الملك زوسر علي شكل هرم مدرج وجعل البشرية جمعاء تدخل عصر بناة الأهرام المذهل. واستطاع سننموت أن يحصل ببراعة علي ثقة الملكة حتشبسوت. وقد تعرف إلي الملكة حتشبسوت قبل أن تتزوج من أخيها غير الشقيق الملك تحتمس الثاني. وبحصوله علي ثقة الملكة، فقد تم تكليفه بمهام خاصة جدًا، كان من بين أهمها، في رأيي، مسؤوليته الكاملة عن القصر الملكي، فضلاً عن كونه كان رئيس كل أعمال الملكة، وهذه الوظيفة الأخيرة تجعل من حاملها في مرتبة متقدمة بعد الملكة نفسها. وقد أثبتت النصوص أنه كان مخلصًا للملكة بدرجة كبيرة جدًا حتي جعلته يشرف علي تربية ابنتها الوحيدة الأميرة »نفرو رع». واستطاع أن يعلمها الحكمة والثقافة والعلم. وبعد أن بني لنفسه مقبرة بعيدًا عن معبد الملكة، قام ببناء مقبرة أخري أسفل المعبد نفسه. وهذا شرف لم ينله أحد من قبل. وأعتقد العلماء أن وجود المقبرة في هذا المكان، سوف يسمح للقرين (الكا) الخاصة بسننموت أن تستقبل القرابين التي يتم تقديمها لروح الملكة المتوفاة عندما تصعد روحها إلي عالم السماء وتدخل في رحاب العالم الآخر، بل قد يتم الاتحاد بينهما في عالم السماء. وأكرر أن هذا السلوك من قبل الملكة لم ولن يحدث لأي شخص قدم خدمات جليلة لأي ملك، مما دعا البعض إلي الاعتقاد بوجود علاقة خاصة تربط بين الملكة وسننموت. وقد كتب بعض علماء المصريات أن حياة الملكة حتشبسوت بها بعض الغموض، خصوصًا أن هناك العديد من الجوانب في حياتها لم يتم تفسيرها إلي الآن. وقد وصل سننموت إلي مناصب جديدة، منها أنه كان المساعد والمعاون للملكة، بل إن عالمة آثار أجنبية أشارت إلي أن سننموت كان وراء كل قرارات الملكة السياسية والعسكرية؛ وعلي هذا الأساس، قررت الملكة أن يتم وضع تماثيل لسننموت داخل العديد من المعابد. وفي رأيي، إن هذا دليل علي تقدير الملكة لهذا الرجل الذي بني لها أعظم معابد مصر قاطبة، وهو المعبد الساحر الذي أقيم في حضن الجبل، وجعل العالم كله يعتقد أن الذين اختاروا عجائب الدنيا السبع، لو وصلوا إلي الأقصر، لاختاروا هذا المعبد كي يكون العجيبة العظمي. وأقول دائمًا إن الفراعنة كانوا بشرًا مثلنا يحبون ويكرهون، وإن واجبنا نحن الدارسين أن نحاول أن نفترض وأن نحلل، وهذا واجب شرعي، وضرورة من ضرورات العلم والاستنتاج، أما إذا كنت مخطئًا في نظر هذا الشخص عندما قلت إن حتشبسوت كانت تقابل سننموت علي البحيرة، فأعتقد أنه يعرف جيدًا أن هذا مجرد تخيل وليس حقيقة تاريخية. وليس لدينا أي دليل عن سبب اختفاء سننموت في النهاية، وهل تم ذلك في حياة الملكة أم بعدها، ويعتقد البعض أنه عاش بعد وفاة حتشبسوت. وفي النهاية، فإن هناك الكثير من الأسرار التي تحيط بحياة الملكة حتشبسوت والمهندس سننموت. واعتقد أن المستقبل سوف يكشف لنا الكثير من الأمور عن تلك الحياة المثيرة للملكة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس جميعًا. تلك هي حتشبسوت الملكة الأسطورة وحاملة ثقافة مصر القديمة العظيمة.ولذلك قررت ان أقدم في جريدة الأخبار سيرة هذه الملكة العظيمة. وأعتقد أن هذه الملكة قد حكمت مصر بقوة وعظمة جعلت كل سيدة في عالمنا اليوم ترغب في أن تصبح الملكة حتشبسوت حتي أن الفنانة إلهام شاهين كان أملها في حياتها الفنية أن تمثل دور الملكة لأنها عاشقة لما قدمته لمصر خلال فترة حكمها. وإذا كنا نظهر أو نقدم الأدلة لوجود علاقة بين الملكة وسننموت فإن هذا لا يقلل من عظمتها لانها إنسان قد يحب ويكره.