أنا حبيب النبي تكرم عبيدك والنبي أنا في جاه النبي تكرم عبيدك والنبي صوت الحاج محمد الكحلاوي، يهيم بنا في فضاء الروحانية الفسيح، يذرف دموع الرهبة والخشوع والاشتياق لرسول الله صلي الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، الرقة والإنسانية والتواضع والعظمة، والعاشق يحب محمد العدل بشوش الوجه، الصادق الذي لا ينطق إلا الحق، البر بأهله وأمته. محمد الكحلاوي لا يغني ولكنه يعزف علي أوتار القلوب، فيدخل فيها البهجة والفرحة والدموع، ويجعلها تشتاق إلي زيارة رسول الله، والجلوس في صحبته إلي آخر العمر، ومن زار قبره وصلي عليه، يعاوده الحنين والاشتياق للعودة إليه. كلام جميل عن رسول الله: نبي يرفع الرأس بكل خشوع، وفي عينيه لؤلؤتان قد فاضا أسي ودموع، وفي الخلف ألوفٌ سجدٌ، جاءت تطمئن قلبها، وصوت الله يرج الكون أسفله، ومن أعلاه أنا الواحد، أنا الواجد، وأمامنا يقف نبي الرحمة المهداة، ويطلب من رب العرش أن يعفو، فذد عنا وطمئنّا لأن الخوف يقتلنا، وقفنا كلنا نبكي.. أنا لا شيء أملكه، لعل العفو يشملني بحبك يا رسول الله. مديح الرسول ضرب من الإبداع الفني بعشقه وحبه، أو كما قال الأديب زكي مبارك »فن من فنون الشعر، التي أذاعها التصوف، ولون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع، لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص».
ولد الهدي فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء أمير الشعراء أحمد شوقي، كتب أروع الكلمات التي تفيض حنيناً واشتياقاً لرسول الله، »بك بشر الله السماء فزينت.. وتوضأت مسكاً بك الغبراء».. وفي قصيدته »إلي عرفات الله».. »إلي عرفات الله يا خير زائر.. عليك سلام الله في عرفات»، وهي من الألحان الخالدة للموسيقار رياض السنباطي، استخدم فيها دقات الطبول وكأنها وقع القافلة العربية. أبدع شوقي في وصف جلال الحج ورهبته، من السلام علي الحجاج، إلي وصف أماكن الحج مثل زمزم والكعبة، والحجيج بملابسهم البيضاء من كل لون وجنس، متساوون وتلاشت بينهم الفروق، وتضرع إلي الله وطلب الصفح والغفران، ويبدو جلال الموقف في زيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم، فتفيض الدموع من عينيه، ويري النور يشع من القبر، ويشكو لرسول الله حال الأمة الإسلامية وما آلت إليه، من ضعف وهوان.
كوكبة من عظماء المنشدين الذين هاموا حباً في رسول الله، ولمس الإيمان مشاعرهم وأحاسيسهم، فأفاضوا ترانيم عذبة، ومعاني روحانية جميلة، خصوصاً مع نسمات صلاة الفجر، التي تضفي علي الأجواء الإيمانية روعة وعذوبة، الشيوخ: علي محمود وطه الفشني وكامل يوسف البهتيمي ومحمد الفيومي وزكريا أحمد والنقشبندي.. والشيخ علي محمود إمام المداحين، قال عنه العالم الأزهري الجليل عبد العزيز البشري »صوت الشيخ علي محمود من أسباب تعطيل المرور في الفضاء، لأن الطير السارح يتوقف إذا استمع لصوته»، وكان صاحب مدرسة عريقة في التلاوة القرآنية. المنشدون المصريون أضافوا مسحات إيمانية رائعة لمديح الرسول، وتزينت بأصواتهم المساجد، والعابدون الذين تتمايل أجسادهم خوفاً وطرباً، فمن يكون في حضرة رسول الله ينسي الدنيا وما عليها، وتتعلق روحه بالسماء والدعاء، طلباً للصفح والمغفرة. نتذكر صوت النقشبندي في الحسين، وهو يفتت الصخر في القلوب مديحاً في رسول الله خصوصاً في رمضان، وما أحلي صلاة الفجر في رمضان، صفاء القلوب والنفوس ابتغاء مرضاة الله، وينطلق صوت المصلين »اللهم صلي علي النبي، اللهم صلي علي حضرة النبي».. عليه ألف صلاة وسلام.