أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي »أفيجدور ليبرمان» أمس استقالته من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجا علي وقف إطلاق النار في غزة. ووصف ليبرمان الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية لوقف إطلاق النار ووافقت عليه الفصائل الفلسطينية بأنه بمثابة » خضوع واستسلام للإرهاب». وأضاف » لا أستطيع النظر بعيون سكان الجنوب وعائلات الجنود المفقودين وأنا وزير جيش عاجز». وجاءت استقالة ليبرمان في كلمة تليفزيونية علي الهواء مباشرة، بعد عقده اجتماعا طارئا لحزبه المتشدد »إسرائيل بيتنا ». ويمتلك حزب ليبرمان 5 مقاعد في الكنيست المكون من 120 مقعدا، ومع انسحابه من الائتلاف الحاكم فستتبقي لنتنياهو أغلبية بفارق مقعد واحد فقط، مما قد يدفع رئيس الوزراء للتفكير في تبكير الانتخابات المقررة في نوفمبر 2019. وقبل إعلان ليبرمان استقالته، دافع نتنياهو في حفل تكريم مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون، عن قراره وقف إطلاق النار في غزة. وقال نتنياهو» في أوقات الطوارئ عند اتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لايمكن للجمهور أن يكون دائما مطلعا علي الاعتبارات التي يجب إخفاؤها عن العدو»، وأضاف » لقد توسل أعداؤنا لوقف إطلاق النار لأنهم يعرفون جيدا السبب». وأثار وقف إطلاق النار غضبا وانتقادات واسعة داخل حكومة نتنياهو وكذلك الإسرائيليون الذين يعيشون في القري الجنوبية التي تعرضت للقصف من غزة. وتظاهر المستوطنون اليهود خلال اليومين الماضيين وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس البيت اليهودي نفتالي بيت. واعتبرت حركة حماس استقالة ليبرمان » انتصارا سياسيا» لغزة. وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري، إن الاستقالة هي اعتراف بالهزيمة، والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية. كما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن استقالة ليبرمان واحدة من التداعيات السريعة لفشل الاحتلال في القطاع. وقد سادت حالة من الهدوء النسبي علي الحدود بين القطاع وإسرائيل بعد إعلان وقف إطلاق النار بوساطة مصرية. وخرج آلاف الفلسطينيين في مظاهرات للاحتفال في شوارع غزة أمس الأول. في الوقت نفسه فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل لأي اتفاق حول سبل تسوية الوضع في غزة، بعد عقد اجتماع مغلق لبحث التصعيد العسكري الذي شهده القطاع المحاصر في الأيام الأخيرة. وقال السفير الفلسطيني لدي الأممالمتحدة رياض منصور إن الاجتماع الذي عُقد بطلب من الكويت، التي تمثل العرب بالمجلس، وبوليفيا، استمر 50 دقيقة وانتهي إلي الفشل. وأضاف للصحفيين أن »مجلس الأمن مشلول وفشل في تحمل مسؤولياته وقف أعمال العنف»، مؤكدا أن هناك »دولة أغلقت الباب أمام الحوار»، في إشارة إلي الولاياتالمتحدة التي تنحاز دائما في مواقفها بالأممالمتحدة لإسرائيل منذ تولي دونالد ترامب الحكم. ولم يتمكن المجلس من إصدار بيان رئاسي بشأن الأوضاع في غزة، لأن بيانات المجلس تصدر بالإجماع.