يتفق الخبراء والمحللون علي أنه ونتيجة للنزعة العدوانية والتآمرية تتطابق المصالح بين معظم البلاد العربية خاصة الخليجية واسرائيل فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية الشاملة علي نظام الملالي الإيراني. أكثر الدول حماسا لهذه العقوبات وما يترتب عليها من نتائج هي المملكة العربية السعودية التي تخوض حربا مستمرة منذ سنوات ضد الحوثيين الذين استولوا علي مقاليد حكم اليمن الدولة الحدودية. هذا النظام الحوثي اختار أن يخوض هذه الحرب بالنيابة عن إيران التي تقدم مساعدات هائلة تشمل السلاح وإغداق الأموال لمواصلتها. من المتوقع وطبقا للمؤشرات أن يكون لهذه العقوبات انعكاسات غاية في الخطورة علي الاوضاع الاقتصادية وبالتالي الاجتماعية. يعود ذلك بشكل أساسي إلي الخسائر التي ستلحق بإيران نتيجة المقاطعة التي تفرضها الولاياتالمتحدة علي استيراد الدول للبترول الايراني. هذه المقاطعة تعني تقلص إيرادات النظام الايراني الذي يعد الدخل من البترول المورد الرئيسي للموازنة الايرانية. بالطبع فإن وراء هذه العقوبات بداية وبشكل أساسي إرضاء اسرائيل واللوبي التي ترفض ما حققته الدولة الإيرانية من تقدم في الانشطة النووية التي تراها تهديدا لأمنها. يأتي ذلك علي ضوء التصريحات والمواقف العدوانية التي تتخذها إيران ضد اسرائيل وما صاحب ذلك من تخصيص أموال هائلة لتنظيم وتحديث التسليح. زاد من تفاقم التوجس الأمني الإسرائيلي دخول قوات للحرس الثوري الإيراني إلي سوريا. وعلي ضوء هذا العداء المتبادل فإن وجود ايران علي حدودها مع سوريا يزيد من الاخطار التي يمكن أن تتعرض لها. كانت اسرائيل قد بررت غاراتها علي الاراضي السورية إلي هذا الوجود الايراني. كان من نتيجة ذلك استخدام روسيا لنفوذها علي سورياوإيران لإبعاد هذه الميليشيات الإيرانية ومعها حزب الله من الحدود السورية مع اسرائيل. من ناحية أخري كانت التحركات العدائية الإيرانية في دول الخليج العربي واستغلالها للعناصر الشيعية لضرب الأمن والاستقرار بها أحد أسباب العداء العربي ضد إيران. من هنا تطابقت المصالح العربية الإسرائيلية ووجدت إدارة ترامب فرصة لكسب ود وتأييد الجالية اليهودية ذات التأثير داخل الولاياتالمتحدة. يضاف الي ذلك ابتزاز الدول العربية الخليجية التي كان عليها أن تدفع ما تطلبه واشنطن وكذلك تعاقدات مع شركات السلاح الامريكية بمئات المليارات من الدولارات. كان علي نظام الملالي الإيراني أن يدفع هذا الثمن الباهظ لتطلعاته العدوانية القائمة علي السيطرة والهيمنة علي منطقة الخليج العربي الغنية بالبترول. جاءت هذه البداية بالتسلط العقائدي علي الجارة العراقية التي خاضت حربا ضروسا معها إبان حكم صدام. ان ترامب يستهدف من وراء إلغاء الاتفاق النووي وهذه العقوبات ممارسة الضغوط الاقتصادية علي إيران. ان هذا النظام الايراني غارق في الفساد وإهدار أموال البترول علي مغامراته الخارجية. هذا كان مردوده تدني الحياة لجميع أفراد الشعب باستثناء الملالي والمحيطين بهم. وهو ما ينذر بثورة شعبية.