سقوط كتل خرسانية كبيرة من عقار بمنطقة طه الحكيم بطنطا.. صور    انخفاض فى الطلب على السبائك والجنيهات الذهب فى مصر    أستاذ علوم سياسية: حل مجلس الحرب الإسرائيلي دليل على فشل نتنياهو (فيديو)    يورو 2024 – تشكيل فرنسا.. مبابي يقود القوة الضاربة ضد النمسا    وفاة تاسع حالة من حجاج الفيوم أثناء أداء مناسك الحج    أحمد عز: ولاد رزق 3 من أصعب الأجزاء اللي اتعملت    آلاف المتظاهرين يتوجهون إلى مقر إقامة نتنياهو بالقدس الغربية للمطالبة بإسقاطه    حمامات السباحة ملجأ مواطني القليوبية للهروب من الحرارة المرتفعة (صور)    الخارجية الأمريكية: 9 كيانات مقرها في الصين سهلت حصول الحوثيين على أسلحة    أبرزهم خالد زكي وحمدي حافظ.. شائعات الوفاة تطارد كبار نجوم الفن    «حياة كريمة» تعيد الابتسامة على وجه بائع غزل البنات.. ما القصة؟    منظمة الأغذية: مصر تنتج 413 ألف طن لحوم أبقار سنويًا    ثبات سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بختام ثاني أيام العيد الاثنين 17 يونيو 2024    "على نفقته الخاصة".. طلب عاجل من الأهلي بشأن مواجهة الزمالك    «حياة كريمة» تعلن تكفلها بإقامة مشروع لصاحب واقعة «غزل البنات»    فسحة ب 5 جنيه.. زحام شديد بحدائق القناطر الخيرية في ثاني أيام عيد الأضحى (صور)    9 سيارات كسح لشفط المياه.. استمرار العمل على إصلاح كسر خط رئيسي بأسيوط    مشروع الضبعة.. تفاصيل لقاء وزير التعليم العالي بنائب مدير مؤسسة "الروس آتوم" في التكنولوجيا النووية    بتوزيع الهدايا للأطفال.. محافظ الأقصر يهنئ متحدي السرطان بعيد الأضحى    ذكرى رحيل إمام الدعاة    محمود الليثي يدخل في نوبة بكاء في بث مباشر    الإفتاء توضح حكم طواف الوداع على مختلف المذاهب    احذر- الكحة قد تدل على وجود مشكلة في معدتك    انتبه- 3 روائح يصدرها جسمك عند الإفراط في لحم العيد    بترا: الأردن يثمن تنظيم مؤتمر السلام بشأن أوكرانيا ويرفض الانضمام للبيان الختامى    رئيس وزراء الهند يهنئ الرئيس السيسي: عيد الأضحى يذكر بقيم التضحية والرحمة    ثاني أيام عيد الأضحى.. استمرار انقطاع المياه بالفيوم    أيمن الرقب يكشف السيناريوهات المتوقعة عقب حل مجلس الحرب الإسرائيلي (فيديو)    ستولتنبرج: نصف الإنفاق الدفاعي في الاتحاد الأوروبي يذهب إلى الولايات المتحدة    شروط القبول في برنامج البكالوريوس نظام الساعات المعتمدة بإدارة الأعمال جامعة الإسكندرية    مرض العصر.. فنانون رحلوا بسبب السرطان آخرهم الموزع الموسيقي عمرو عبدالعزيز    البابا تواضروس يستقبل عددًا من الأساقفة    حقق حلمه.. إشبيلية يعلن رحيل سيرجيو راموس رسميًا    «حصريات المصري».. تحرك عاجل بشأن الشيبي.. 3 صفقات في الزمالك وحقيقة مشاجرة «ناصر وزيزو»    أسقف السويس يهنئ قيادات المحافظة بعيد الأضحى المبارك    أسماء 23 مصابا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة قمامة على صحراوي الإسكندرية    تفاصيل جديدة حول الطيار المصري المتوفى خلال رحلة من القاهرة إلى الطائف    تعرف أفضل وقت لذبح الأضحية    دعاء يوم القر.. «اللهم اغفر لي ذنبي كله»    وزيرة التضامن تتابع موقف تسليم وحدات سكنية    إطلاق مبادرة «الأب القدوة» في المنوفية.. اعرف الشروط    بالترددات وطرق الاستقبال .. 3 قنوات مفتوحة تنقل مباراة فرنسا والنمسا في يورو 2024    هيئة نظافة القاهرة ترفع 12 ألف طن مخلفات في أول أيام عيد الأضحى    لبيك اللهم لبيك    بعد إعلان رغبته في الرحيل.. نابولي يحسم مصير كفاراتسخيليا    بالصور.. شواطئ بورسعيد كاملة العدد ثاني أيام العيد    ثاني أيام عيد الأضحى 2024.. طريقة عمل كباب الحلة بالصوص    مدير صحة شمال سيناء يتابع الخدمات الطبية المجانية المقدمة للمواطنين    القبض على شخص بحوزته أقراص مخدرة بالخصوص    التحقيق مع حلاق لاتهامه بالتحرش بطفلة داخل عقار في الوراق    الفرق بين التحلل الأصغر والأكبر.. الأنواع والشروط    «لست محايدًا».. حسام فياض يكشف صعوبات مسرحية النقطة العميا    الخشت يتلقى تقريرًا حول أقسام الطوارئ بمستشفيات قصر العيني خلال العيد    مانشستر سيتي يحدد سعر بيع كانسيلو إلى برشلونة في الميركاتو الصيفي    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    المنيا تسجل حالة وفاه جديدة لحجاج بيت الله الحرام    في ثاني أيام العيد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    بيلينجهام: ألعب بلا خوف مع إنجلترا.. وعانينا أمام صربيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كادر المعلمين مثار اعتزاز ومطالبهم المشروعة لتحسين دخولهم تتحقق بالتدريج
أخرجوني من الوزارة .. بسبب زيارات الهانم !
نشر في الأخبار يوم 15 - 09 - 2011

لا أحد يتخيل أن وزيرا يفقد منصبه لأنه لا يحظي بالرضا السامي لزوجة الرئيس.. وأن وزيرا يبقي لسنوات طويلة رغم فشل سياسته لأنه مقرب من دائرة "الهانم".. غياب المعايير الموضوعية للإبقاء أو الإقصاء كان هو المنطق اللا معقول السائد في السنوات الأخيرة للنظام السابق.. الدكتور يسري الجمل وزير التعليم الأسبق كان إحدي ضحايا هذا العبث بعد 4 سنوات من توليه المنصب.. وبدون مبررات موضوعية أو ذاتية تم إقصاؤه بمكالمة هاتفية من موظف بمجلس الوزراء.. "الأخبار" حاولت الاقتراب من كواليس المثلث الحاكم في مصر لسنوات طويلة "مبارك وسوزان وجمال".. في حوار رئيس مجلس أمناء الجامعة اليابانية الحالي الدكتور يسري الجمل الذي حكي بدون تحفظات تجاهل الرئيس السابق لقضايا التعليم.. وتركيز سوزان مبارك علي التصوير التليفزيوني لزياراتها المدرسية.. وتطرق الحوار إلي شعارات لم يتم تطبيقها حول المشروع القومي لتطوير التعليم والخطط حبيسة "سيديهات" الإنترنت.. وعبر أستاذ علوم الحاسبات عن رأيه في شباب الثورة معتبرهم ثمارا للتعليم المصري نقلوا جرأتهم من العالم الافتراضي إلي أرض الواقع فتمكنوا من تغييره بنجاح منقطع النظير.. فشلت فيه عدة أجيال سابقة.. ومن خلال مشاركته الحالية في العمل الاجتماعي وترشحه لرئاسة نادي اليخت بالإسكندرية توقع د.الجمل أن تنقشع الحالة الضبابية التي تعصف بالمرحلة الانتقالية بمجرد وصول المصريين إلي بر الانتخابات الآمن.. وقدم نصائحه للقائمين علي التعليم في مصر بعد الثورة في حوار تفصيلي خال من قيود المنصب الرسمي.
السنوات الأخيرة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك شهدت بروز أسرة حاكمة أقرب إلي النظام الملكي.. وبحكم توليك منصب وزير التربية والتعليم 4 سنوات.. صف لنا علاقة مثلث الحكم بقضايا التعليم.. مبارك ونجله جمال وقرينته سوزان التي كانت ترعي مشروعي الرعاية المتكاملة لتلاميذ المدارس وتطوير ال 100مدرسة.. وهل أتت تلك المشروعات بثمارها؟
التعليم من القضايا التي تحظي دوما باهتمام المجتمع كله ولأنها تمس كل أسرة.. وبالتالي فإن العاملين بالسياسة والشأن العام يدركون أن رعايتهم وقربهم من الشأن التعليمي يمثل جذبا لاهتمام الناس بهم وكذلك التأثير الإعلامي العميق علي الرأي العام.. ولكن المدهش أن الرئيس السابق مبارك كانت متابعته لقضايا التعليم في حدها الأدني.. وعلي مدي 4سنوات لا أتذكر أنه اهتم بالسؤال عن خطه أو برنامج أو مشروع له صلة بقضايا التعليم والطلاب والبحث العلمي.. فقد كانت تلك القضايا هي آخر اهتماماته.. وأتذكر مرة وحيدة - حتي أكون منصفا- انشغل فيها مبارك بحالة الذعر التي تمثلها الثانوية العامة للعائلات والبيوت المصرية.. وظهر ذلك في تعبيرات أتذكرها خلال اجتماع برئاسته لمجلس الوزراء حينما قال.. "الثانوية العامة.. عاملة ذعر للناس شوفوا حل أو حاجة تهدي الناس وتخفف الضغط عليهم".. وكانت الاستجابة سريعة لجملة مبارك العفوية.. وهي تكليف رئيس الوزراء لي كوزير للتربية والتعليم بتنظيم مؤتمر لتطوير التعليم الثانوي.. هذه هي المرة الوحيدة التي اقتربت فيها قضايا التعليم من حيز اهتمامات مبارك.. أما سوزان مبارك فكانت تتمتع بذكاء ودهاء يجعلها تدرك أن اهتمامها بالمشروعات التعليمية سوف يقربها من الشعب وفئاته البسيطة وخاصة من الجانب الإعلامي.. فكانت تركز علي الحضور وتكثيف التواجد الإعلامي عند وضع حجر الأساس لأي مشروع تعليمي أو متابعة مراحله الإنشائية المختلفة والأهم هو الافتتاح وحرصها علي إلقاء كلمة تليفزيونية خلال المتابعة الإعلامية.. ويتم بث ذلك في فقرة إخبارية خاصة عقب نشرات الأخبار في التليفزيون الرسمي.. وتمثل ذلك بقدر أكبر في رعايتها لمشروع ال 100 مدرسة وترتيب زيارات لها عند افتتاح أي مشروع في المحافظات.. أما علي مستوي جمال مبارك أمين السياسات السابق بالحزب الوطني المنحل ونجل الرئيس فكان يترك كل ما يتعلق بالشأن التعليمي للدكتور حسام بدراوي وكان هو الناصح والمرشد لجمال في كل ما يتعلق بالتعليم من قريب أو بعيد في كلمات ملخصة ومعلومات مركزة تمنحه المظهر اللائق بأمين السياسات الذي لابد وأن يتحدث عن كل صغيرة وكبيرة خلال لقاءاته المتواصلة.
سوزان والإعلام
ولكن اهتمام سوزان مبارك بالجانب الإعلامي لقضايا التعليم والنشء.. كان من المفترض أن يجعلك كوزير للتعليم من أقرب الوزراء لها.. أليس غريبا أن تشهد علاقتك بها عدة حالات توتر كانت حديث الأوساط والسياسة والإعلامة؟
سبب الخلاف الدائم بيني وبين سوزان مبارك هو عدم تنفيذي لرغبتها في أن أتفرغ للتحضير لزياراتها للمدارس والمشروعات التي تقوم برعايتها.. وفي الحقيقة كان يمنعني عن ذلك المهام الجسيمة التي تتطلب تواجدي المتواصل بالوزارة ومتابعة القضايا اليومية الخاصة بأمور التعليم.. وأتذكر أن خلافي معها بلغ ذروته عندما لاحظت سوزان عدم منحي الاهتمام الكافي لزياراتها للمدارس.. وتجلي ذلك في عدم ذهابي المسبق للتحضير لزياراتها لمدارس محافظة الأقصر وتنسيق المدارس وتجميلها قبل حضورها.. وهذا ما لم أفعله لسببين فقد كنت أري أننا طالما بدأنا مشروعا للتطوير فيجب أن تري سوزان المدارس علي طبيعتها لنتعرف جميعا كمسئولين علي السلبيات والنواقص لعلاجها دون رتوش تجميل كاذبة تمحوها الأيام القليلة التي تعقب الزيارات.. والسبب الثاني هو تركيزي علي مهامي الرئيسية كوزير للتربية والتعليم والتي كانت تمنعني فعلا من التفرغ لرحلات "الهانم" ورغباتها في أن يتفرغ كل وزير للتحضير لزياراتها للمواقع.. واختزنت سوزان مبارك لي هذا التوجه ولم أعد منذ ذلك الوقت من الوزراء المرغوب في استمرارهم بالوزارة.. وهي واقعة معروفة لدي كل الوزراء في حينه ويطلقون عليها " واقعة زيارة الهانم للأقصر"..
صمت نظيف!!
ألم يشرح لك رئيس الوزراء الأسبق الدكتور نظيف المعروف علاقته الطيبة بك وهو من رشحك للمنصب.. أي أسباب موضوعية وراء إقالتك من منصبك غير الأسباب الشخصية لسوزان مبارك.. وماهي ملابسات خروجك من وزارة نظيف؟
خروجي من الوزارة كان مفاجأة لي شخصيا مثلما كان مفاجأة للجميع ولم يسبقه أي تمهيد.. وأتذكر يوم أن تلقيت خبر تركي للمنصب أنني كنت في الصباح في زيارة لمدارس محافظة 6 أكتوبر ويرافقني فيها المحافظ وبعض التنفيذيين.. حيث قمنا بحملة تشجيعية للطلاب للتطعيم ضد إنفلونزا الخنازير.. وبدأنا بأنفسنا حيث كنت أول الحاصلين علي التطعيم.. وبعد انتهاء الجولة بنجاح عدت إلي مكتبي في الوزارة بالقاهرة.. وفوجئت باتصال هاتفي من أمين عام مجلس الوزراء يبلغني فيه بخبر إقالتي وخروجي من الوزارة.. والغريب أن الدكتور نظيف علي الرغم من علاقتي الطيبة به قبل أن أتولي المنصب لم يتصل بي ويوضح لي أسباب الإقالة.. وفي اعتقادي أن سبب الخروج هو عدم رضاء سوزان عني منذ زيارة للأقصر.. كما كانت هناك آثار لواقعة شهيرة لموجه بالتربية والتعليم بالإسكندرية وضع سؤالا في امتحان اللغة العربية.. وكان السؤال " أذكر مضاد لمبارك!! ".. وبالطبع وقتها قامت الدنيا ولم تقعد وتم التنكيل بواضع السؤال ونقله من موقعه.. رغم أن الموجه قال عند استدعائه أنه لم يقصد شيئا من وراء السؤال.. وقمت بإلغاء العقوبات التي تم اتخاذها ضده بعد أن أثبتت التحقيقات براءته من أي مقصد مشين.. وأعدته إلي موقع عمله مما اعتبرته سوزان مبارك خروجا علي طاعتها وتمردا علي رغباتها.. وهذه الواقعة التي كانت قبل زيارة الأقصر الشهيرة..
ألم يكن لواقعة تسرب أسئلة الامتحانات في المنيا أي تأثير علي موقعك كوزير مختص بالتعليم.. وخاصة في ظل الضجة الإعلامية التي أثيرت حول الحادث ؟
خلال السنوات التي قضيتها في الوزارة حدثت حالة واحدة لتسرب الامتحانات في عام 2008 وهي زمنيا بعيدة عن تاريخ إقصائي من المنصب.. خاصة أن التسرب جاء نتيجة واقعة فساد في اللجنة المشرفة علي الامتحانات في مديرية تعليم المنيا.. والسبب أثبتته التحقيقات وكان رغبة أحد أعضاء مجلس الشعب من الحزب الوطني المنحل بالمنيا في ضمان نجاح ابنته.. فقام بعمل المستحيل كي يحصل علي أسئلة الامتحانات مسبقاً.. وتم الكشف عن تفاصيل الواقعة وعقاب المتهمين المشاركين فيها بأحكام قضائية رادعة.. وقد جاءت هذه الواقعة فرصة لمراجعة دقيقة لجميع إجراءات تأمين امتحانات الثانوية العامة منذ وضعها وطباعتها وحتي نقلها إلي اللجان وصولا إلي تسليمها للطلاب..
الأكاديمية البحرية
ترشيحك لرئاسة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري جاء في ذروة الأزمة بين رئيس الأكاديمية الحالي الدكتور محمد فرغلي ووزارة النقل.. ثم هدأت العاصفة وتم استبعاد الترشيح.. ماهي ملابسات الترشيح والاستبعاد؟!
هذا الأمر لابد وأن نضعه في سياقه الصحيح.. وذلك بالعودة إلي قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية عام 2007.. حيث تم اختيار الدكتور محمد فرغلي لمدة 4 سنوات علي أن يتم فتح باب الترشيح عام 2010.. وقبل ذلك الوقت بقليل قام الدكتور فرغلي بالدعوة إلي عقد جمعية عمومية للأكاديمية في العام الماضي وتم اتخاذ قرار بالمد لرئيس الأكاديمية لمدة 4 سنوات إضافية.. ولكن المجلس الاقتصادي الاجتماعي للجامعة العربية عند اجتماعه هذا العام قرر أن قرار الجمعية العمومية بالمد لرئيس الأكاديمية غير قانوني لأن المد لا يجوز إلا أذا كان بترشيح من المجلس.. ومن المعروف أن الجهة التي تقوم بالترشيح لمنصب رئيس الأكاديمية في مصر هي وزارة النقل ويجوز لها ترشيح الدكتور فرغلي مرة أخري أو من تراه مناسبا.. ولكن لا يجوز المد المباشر من الجمعية العمومية.. وما حدث أن وزارة النقل كانت لديها بعض الإشكالات القانونية مع الأكاديمية خاصة بورش وردان كانت محل تحقيقات الجهات القانونية والقضائية.. وبعدها قام المجلس الاقتصادي بتشكيل لجنة من 5 دول عربية لفحص كل ما يتعلق بالأكاديمية والإجراءات الإدارية بها ومدي قانونيتها.. وفي هذا التوقيت قامت وزارة النقل بطرح اسمي كمرشح لمصر لرئاسة الأكاديمية بحكم تاريخ عملي بها منذ 30 عاما كمحاضر ثم رئيسا لقسم للالكترونيات والحاسب الآلي.. ثم نائب رئيس الأكاديمية للبحث العلمي ومؤسس وعميد لكلية الهندسة.. حتي انتقالي لوزارة التربية والتعليم.. واعتمادا علي تلك السيرة الذاتية قامت وزارة النقل بترشيح اسمي كممثل لمصر.. حيث إنه من حق الدول العربية أيضاً أن ترشح أسماء ممثلة لها.. ولم يكن لي تدخل شخصي في هذا الأمر.. والآن فإن المرشح الرسمي لمصر لمنصب رئيس الأكاديمية هو رئيس أركان القوات البحرية اللواء أسامة الجندي.. حيث رأي المجلس الأعلي للقوات المسلحة صلاحيته لهذا المنصب حسماً لأي خلافات بين وزارة النقل والأكاديمية..
كادر المعلمين
خلال 4 سنوات توليت فيها المسئولية عن التعليم في مصر.. ما هي البصمة التي يعتبرها د.يسري الجمل ستظل مسجلة باسمه.. وما هي الأحلام التي لم تكتمل.. وهل يحسب كادر المعلمين لك أم عليك؟!
أهم ما تحقق خلال تلك الفترة هو إعداد الخطة الإستراتيجية لتطوير التعليم والتي شارك فيها أكثر من 200 خبير في التربية والتعليم وتم وضع 12 برنامجاً للتطوير المستقبلي في مصر مطابقاً للمعايير الدولية.. وأنا أري حتي الآن أن تلك البرامج لو تم تطبيقها سوف تحدث طفرة ونقلة نوعية كبري.. ولا تزال هذه الخطة هي المعتمدة علي موقع الوزارة.. ولا تنقص تلك الخطة سوي موارد التمويل للبدء في تطبيق برامجها.. والذي بلغ حسب تقدير الخبراء في عام 2007 حوالي 48.5 مليار جنيه إضافية عن موازنة الوزارة.. كذلك خلال فترة مسئوليتي عن الوزارة تم إنشاء الأكاديمية المهنية للمعلمين للمرة الأولي في الشرق الأوسط.. بهدف تدريب وتأهيل المعلمين إلي المستويات الأعلي حسب النظم العلمية الحديثة.. أما كادر المعلمين فبرغم كل ما يثار حوله إلا أنه يعد أحد أهم انجازات الوزارة خلال فترة تواجدي في المنصب.. لأن نقل المعلم إلي كادر خاص ومستويات متدرجة من معلم مساعد إلي معلم إلي معلم أول إلي معلم خبير بموجب اختبارات للمستويات لابد من اجتيازها للترقي جعل المنظومة أشبه بأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.. وعلي مستوي الأجور كل المعلمين تضاعفت رواتبهم من 100 إلي 200 ٪ من خلال الكادر.. أما التذمر من الاختبارات فهذا أمر طبيعي مقاوم للجديد ولكن مع الوقت أدركت الغالبية المردود الايجابي للاختبارات في تطوير مهاراتهم ومعارفهم وتعاملهم مع الحاسب الآلي.. وأنا أتصور أن كل معلم في مصر يعتز أن له كادرا خاصا.. وهذا لا يعني بلوغ الكمال في تحسين الحالة الاقتصادية ودخول المعلمين.. فالمطالبات ستظل مستمرة وهم يستحقون ذلك فعلاً.. لأنهم القائمون علي تعليم وتخريج الموارد البشرية لمصر كلها.. أما الحلم الذي لم يتحقق فهو تنفيذ مشروع تطوير التعليم الثانوي الذي تم وضعه من خلال جهد ضخم والذي كان من المقدر له أن يشمل في البداية 1730 مدرسة ولو تم تطبيقه ستختفي حالة الذعر من الثانوية العامة ويسهم في القضاء علي الدروس الخصوصية.
خطيئة التزوير
البعض يعتبر أن التعليم المصري لم يكن أباً شرعياً لشباب ثورة 25 يناير.. بتعاملهم المستنير مع العالم الافتراضي للشبكة الإلكترونية.. وقدرتهم علي التنظيم والتنفيذ والمواجهة التي افتقدتها أجيال سابقة.. هل توافق أم تختلف؟
أولاً من خرجوا في مظاهرات ثورة 25 يناير هم شباب تعلموا في مدارس مصرية.. وتطوير قدراتهم علي التعامل مع الحاسب الآلي بدأت لبناته الأولي في التعليم المصري.. ولكن تمردهم علي الواقع الساكن جاء نتيجة لافتقادهم الحرية واستبعادهم عن المشاركة في الحياة السياسية أو الأحزاب بممارساتها خلال النظام السابق.. وبالتالي فالبديل كان هو العالم الافتراضي عبر شبكة الانترنت سواء من خلال البريد الإلكتروني أو شبكات التواصل الاجتماعي.. وجدوا فيها تعبيراً أمثل عن أنفسهم وما يدور في عقولهم بحرية دونما خوف ثم انتقلت جرأتهم إلي الواقع عن طريق الفعل الايجابي.. خاصة في ظل عدم سماح نظم التعليم في مصر طوال العقود الماضية سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي بأي حرية في التعبير عن القضايا التي تمس الحياة الشبابية.. وأقرب وأبلغ مثال ما حدث هنا في الإسكندرية من خلال التواصل الشبابي مع قضية خالد سعيد والاستجابة غير المسبوقة لتلبية دعوات الوقفات الصامتة شارك فيها الآلاف.. يرتدون ملابس الحداد السوداء ويصطفون علي الكورنيش ظهورهم للمدينة ووجوههم للبحر.. هذا التنظيم الاحتجاجي كان دلالة علي شبكة مترابطة من الشباب بحس وطني قوي وفاعل ومقدمة لابد منها لحدث أكبر يؤدي إليه ترابطهم الفكري والاستجابة المدهشة للدعوة للاحتجاج الصامت.. وتحول الصمت إلي صرخة موحدة نتيجة لانعزال الحزب الوطني عن غالبية الشباب وقاعدته العريضة.. وفقر الأحزاب الأخري التي فشلت في جذبه إلي المشاركة.. وفي رأيي أن تزوير الانتخابات النيابية كان أكبر صفعة وجهها النظام السابق لكل المتعلقين بآمال في منافذ حرة للتعبير أو التمثيل الشعبي.. فالرغبة الجامحة في احتكار الحياة السياسية للحزب الوطني جعلته يغلق كل منافذ التعبير بالكامل ويخنق القدرة علي التنفس للأحزاب والتيارات السياسية الأخري.. هذا التزوير الفاضح لم يعكس الواقع ولم يعبر عما تموج به البلاد من تيارات مخالفة.. والاعتماد علي التعامل الأمني مع المعارضين.. كان محاولة فاشلة لعلاج خطيئة التزوير التي اقترفها كل رموز النظام السابق وقياداته دونما استثناء.
النصيحة
ماهي النصيحة التي يقدمها الدكتور يسري الجمل وزير التعليم الأسبق للقائمين علي النظم التعليمية في مصر بعد الثورة التي فجرها وعي لم يدركه الكبار في البراعم الصغيرة لشباب مصر؟
أن نبدأ من الآن وليس الغد تطبيق فكرة الممارسة الديمقراطية في التعليم.. وترسيخ ثقافة الاختلاف وقبول الرأي الآخر.. لابد من تضمين العملية التعليمية لتلك الأفكار علي كل المستويات والمراحل التعليمية وتدريب الطلاب عليها كي تصبح من مكونات شخصياتهم.. وعدم النظر للطلاب علي أنهم صغار أو ناقصو خبرة.. لأن المرحلة التعليمية للتعليم الجامعي أو ما قبله هي التي تتشكل فيها شخصية مواطن الغد.. الذي يجب أن يكون مدرباً علي التعبير الحر والمسئولية عن حرية الآخرين.. وكذلك لابد من تعويد القيادات الجامعية والتعليمية مقدمي الخدمة التعليمية علي تقبل النقد والتواصل الهادئ مع اعتراضات متلقي الخدمة من الطلاب وممثليهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.