بعد أول يوم تنسيق مرحلة أولى.. توجيه عاجل من رئيس جامعة عين شمس لقطاع التعليم    رئيس الوزراء يتابع مع رئيس "اقتصادية قناة السويس" ملفات العمل    رئيس الوزراء: مستعدون لوضع حوافز خارج الصندوق لتوطين صناعة السيارات الكهربائية    مسؤولون بريطانيون: ستارمر يقترب من الاعتراف بالدولة الفلسطينية    نادي الأهلي يعلن التعاقد مع مدرب جديد لكرة الطائرة    الدفع ب9 سيارات إسعاف وإطفاء.. حريق بأحد العقارات في مصر الجديدة    انتهاء أزمة كسر خط المياه الرئيسي بالدقهلية.. وضخ المياه يعود تدريجيًا (صور)    تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب بمقابر الزرزمون بالشرقية    مدحت صالح مفاجأة أشرف عبد الباقي في "سوكسيه" بالساحل الشمالي    إكسترا نيوز ترصد تفاصيل وصول مساعدات مصرية إلى غزة ضمن قافلة "زاد العزة"    الأردن: الكارثة في غزة وصلت لوضع لا يمكن وصفه    الخارجية الفلسطينية: الضم التدريجي لقطاع غزة مقدمة لتهجير شعبنا    38 قتيلا حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة فى الصين    وزير العمل ومحافظ الإسكندرية يفتتحان ندوة للتوعية بمواد قانون العمل الجديد    "ياعم حرام عليك".. تعليق ناري من شوبير على زيارة صلاح للمعبد البوذي    خاص.. الزمالك يفتح الباب أمام رحيل حارسه لنادي بيراميدز    النقابات العمالية تدشن لجنة الانتقال العادل لمواجهة التحول الرقمي    إم جي تطلق سيارتها IM5 سيدان الكهربائية رسميًا في الأسواق.. صور وتفاصيل    سفيرة الاتحاد الأوروبى: مصر ركيزة الاستقرار الإقليمى وندعم جهودها لوقف حرب غزة    تعليمات حاسمة لرؤساء لجان امتحانات الدور الثاني للشهادة الإعدادية بالفيوم    "الداخلية" تكشف ملابسات فيديو ادعاء الإصابة لتحصيل مبالغ مالية بالإسكندرية    الكهرباء: تشغيل الكابل الثاني بمحطة جزيرة الدهب وتقدم في التغذية البديلة.. فيديو    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية - تفاصيل المناقشات    نادية مصطفى ومنصور هندى في انتخابات التجديد النصفى لنقابة الموسيقيين    «الأعلى للثقافة» يُعلن الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2025 (الأسماء)    نقابة الموسيقيين تكشف تفاصيل التحقيق مع محمود الليثي ورضا البحراوي |خاص    أحمد التهامي يكشف كواليس العمل مع عادل إمام ويشاركنا رحلته الفنية|خاص    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    أمين الفتوى: الطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة.. وهناك نجاسات مغلظة وأخرى مخففة ولكل منها أحكامه    كيف أعرف أن الله يحبني؟.. عالم أزهري يجيب    وزير الصحة يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة وشركة روش مصر لتطوير رعاية مرضى التصلب المتعدد    ماء المخلل.. هل هو مفيد؟    الأمراض المتوطنة.. مذكرة تفاهم بين معهد تيودور بلهارس وجامعة ووهان الصينية    بالأرقام.. رئيس هيئة الإسعاف يكشف تفاصيل نقل الأطفال المبتسرين منذ بداية 2025    تحرير (144) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    بعد هجوم الجماهير.. زيزو يوجه رسالة ل المشجع الذي أهدى له «بورتريه بصورته»    الطب البيطري بسوهاج يتفقد مجزر البلينا للتأكد من سلامة وجودة اللحوم المذبوحة    المياه أغرقت الشوارع.. كسر في خط مياه رئيسي بالدقهلية    جامعة مصر للمعلوماتية تتعاون مع شركة اديبون لتدريب طلبة الهندسة بإسبانيا    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى نحو مليون و51 ألفا و300 فرد منذ بداية الحرب    بمشاركة وزير السياحة.. البابا تواضروس يفتتح معرض لوجوس للمؤسسات الخدمية والثقافية    «أحط فلوسي في البنك ولا لأ؟».. الفوائد تشعل الجدل بين حلال وحرام والأزهر يحسم    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    مجمع إعلام القليوبية يطلق أولى فعاليات الحملة الإعلامية «صوتك فارق»    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    بايرن ميونخ يجدد عقد لاعب الفريق لمدة موسم    بالصور.. اندلاع حريق بمخلفات الأشجار على طريق البراجيل    تدريبات خاصة ل"فتوح والجفالي" بفرمان من مدرب الزمالك    موسوي: إسرائيل كشفت عن وجهها الوحشي بانتهاكها كافة الأعراف الدولية    انطلاق تصوير فيلم «ريد فلاج» بطولة أحمد حاتم    أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم.. البوري ب130 جنيها    نتنياهو يقترح خطة عمل جديدة لغزة.. ماذا تتضمن؟    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    القبض على رمضان صبحى فى مطار القاهرة أثناء العودة من تركيا    خالد الغندور يكشف مفاجأة سارة بشأن بطولة دوري أبطال أفريقيا    فينيسيوس يصدم ريال مدريد بشرطه للتجديد    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    5 أبراج «معاهم مفاتيح النجاح».. موهوبون تُفتح لهم الأبواب ويصعدون بثبات نحو القمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نجحت سوزان مبارك فى تصعيد أنس الفقى وعائشة عبدالهادى ومشيرة خطاب وزينب رضوان وإبراهيم سليمان والإبقاء على فرخندة والعادلى؟
نشر في اليوم السابع يوم 24 - 03 - 2011

الكلام هنا عن تلك السيدة التى كانت أولى، عن السيدة التى انشغلت بأن يستقر فى وجدان الناس أنها «الهانم» والتى حاربت وتلاعبت بالقانون وبالناس من أجل أن تسرق مستقبل 80 مليون مصرى وتهديه لنجلها الأصغر جمال مبارك.
أنت تعلم الآن أن الكلام هنا عن السيدة سوزان مبارك أو سوزان ثابت أو ست مصر الأولى قبل 25 يناير الماضى، وتعرف بالضرورة أن تلك المرأة كان لها دور فى تجبر وطغيان النظام السابق، وإذا كانت الحكمة الشهيرة تقول إن وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم منه، فإن الحكمة الأشهر التى صنعتها سوزان مبارك تقول إن وراء كل ديكتاتور ظالم امرأة أكثر ديكتاتورية وظلما منه.. أضف إلى معلوماتك هذه أن أحد أهم مكتسبات ثورة 25 يناير كان رفع غطاء الحماية عن زوجة الرئيس السابق التى كان ذكر اسمها بسوء أو حتى بدون تفخيم وتعظيم خطا أحمر يعلو الخط الأحمر الخاص بالأمن القومى لمصر كلها.
اسأل أهل الصحافة والإعلام وستدرك أن انتقاد الرئيس مبارك أو مصر نفسها كان أمرا سهلا وعاديا مقارنة بنشر أو كتابة أى كلمة لا تحمل مديحا فى السيدة التى كانت أولى، أعتى الصحف معارضة وأشد الفضائيات انتقادات كانت تأتى حتى السيدة سوزان مبارك وتدوس فرامل بكل ما أوتيت من قوة، لأن التاريخ القريب يحمل بين طياته حوادث إن دلت على شىء فسوف تدل على أن سوزان مبارك إن لم تكن صاحبة الكلمة الأولى فى البلاد فإنها صاحبة الكلمة الأقوى، ظهر ذلك فى المذيعات اللاتى تم نفيهن ودفن نجوميتهن بالحيا لمجرد أن سوزان لا تحب أشكال بعضهن أو تغير من نجومية بعضهن كما حدث مع هالة سرحان، وحدث هذا مع العشرات من أصحاب الكفاءات الذين كانوا مرشحين لمناصب مهمة فى الدولة وتم شطب أسمائهم بالأستيكة قبل لحظات من تولى المنصب وحلف اليمين لمجرد أن هواهم لم يكن على نفس موجة مزاج الست الأولى سوزان مبارك.
سيذكر التاريخ لثورة 25 يناير ذلك، سيذكر لها أنها كشفت للسيدة سوزان مبارك أنها بشر يمشى على الأرض وليست ملكة يجب على كل من حولها أن ينحنوا ليقبلوا أياديها أو يرتدوا أوسخ الثياب حتى تظل هى الأجمل والأشيك، سيذكر التاريخ لتلك الثورة أنها كشفت لسوزان مبارك أن إرادتها مهما كانت قوية وتأثيرها مهما امتد على مسؤولين كبار كانوا ينحنون لها طلبا للرضا، فلن تكون يوما أقوى من إرادة شعب احتقرته يوم تخيلت أنه من العبيد الجاهزين للتوريث، وأذلته حينما تعاملت معه دوما بمنطق الفقير الذى ينتظر إحسان مشروعاتها وجمعياتها ومجالسها.
سوزان مبارك لم ترض يوما بالدور الاجتماعى المرسوم لزوجات الرؤساء فى الدول المحترمة، سعت منذ اللحظة الأولى لأن تكون شريكا فى الحكم كما كانت ترى جيهان السادات ولكنها غفلت عن أن فى الأمر كاريزما ما تدفع سيدة لصدارة المشهد بشكل مقبول لم تكن سوزان مبارك تملكها، لذلك عاشت زوجة الرئيس السابق فترة طويلة فى القصر الرئاسى وهى تلعب دورها الاجتماعى وترضى بفكرة كونها ظل الرئيس، ثم تجاوز ظلها ظل الرئيس فى أواخر التسعينيات وغطى عليه وعلى القصر الرئاسى تماما مع بداية الألفية الجديدة وبروز فكرة توريث جمال التى دعمتها بقوة حتى لا تبتعد عن القصر الرئاسى إن ذهب الرئيس أو مات.
كان الضغط والتخطيط لتوريث جمال مبارك عرش مصر ذروة نفوذ وسلطة السيدة الأولى لأنه منحها فرصة السيطرة على كل شىء من خلال الابن الأصغر جمال وشلته التى كانت تحكم مصر منذ عام 2005 تحديدا، قبل ذلك كانت السيدة الأولى تلعب فى الجانب الخلفى من الملعب تجتذب كبار المسؤولين لصفها، وتضع أصحابها والموالين لها، ومن يأتون على هواها فى المناصب الكبرى والحيوية، بدأت ذلك فى المناطق السياسية الخفيفة مثل المجالس المتخصصة والجمعيات وكل ما هو نسائى فى البلد، ثم تطور نفوذ السيدة وتضخم ووصل إلى حد تعيين وطرد الوزراء وكبار المسؤولين فى الدولة والحزب خاصة فيما بعد عام 2004 ويمكنك أن تلحظ ذلك بشدة فيما سربته وثائق «ويكيلكس» عن سوزان مبارك وكشفت من خلاله مدى قوة السيدة الأولى وسيطرتها على الرئيس السابق والقصر الرئاسى كله، ومن ضمن هذه الوثائق واحدة تعود إلى أبريل عام 2006 وصفت السيدة التى كانت أولى بأنها كانت داهية قوية تسيطر على القصر أكثر مما كان البعض يتوقع أو يتخيل وورد فى الوثيقة التى كانت عبارة عن برقية من السفارة الأمريكية أن سوزان مبارك كانت هى اللاعب الرئيسى فى ملف التوريث والمحفز الرئيسى لابنها جمال فى خلافة والده وذكرت السفارة الأمريكية فى برقيتها أن سوزان أقنعت مبارك بعدم تسمية نائب له واعتبرت السيدة الأولى واحدة من خمس شخصيات هم الأكثر تأثيرًا على الرئيس، مشددة على الحاجة لفتح قنوات اتصال معها.
تحكمت السيدة الأولى فى كل شىء حتى أنها أصبحت تحكم دولة داخل الدولة بما تملكه من أتباع ساهمت فى حصولهم على مناصب عليا، ويمكن ببساطة أن تشير إلى أى مسؤول بقى فى منصبه لسنوات طويلة وحتى النفس الأخير لنظام مبارك وظل بعيدا عن أى محاسبة أو مساءلة وتقول وأنت مرتاح إن السيدة تحبه، أو هو قد نجح فى توفيق أوضاعه معها أو كان يخدم فكرها ومخططها بخصوص جمال، أسماء كثيرة تنتمى إلى تلك الفئة بداية من وزير التعليم السابق حسين كامل بهاء الدين الذى ظل فى منصبه سنوات رغم الكوارث ومرورا بوزير الثقافة فاروق حسنى وفرخندة حسن وزينب رضوان وإبراهيم سليمان، وانتهاء بأنس الفقى وعائشة عبد الهادى وإسماعيل سراج الدين ومشيرة خطاب التى خلقت سوزان مبارك لها وزارة من العدم، والعادلى الذى وفق أوضاعه واختار حماية ملف التوريث ليحظى بدعم إضافى من الهانم أبقاه فى الوزارة رغم كل الكوارث والأخطاء.
هؤلاء كانوا الأتباع الأبرز للسيدة الأولى وكل واحد فيهم ترتبط قصة صعوده أو بقائه فى منصبه أو ابتعاده عن المحاسبة أو المساءلة رغم «بلاويه السودة» بالسيدة سوزان مبارك التى ضمنت لهم الحماية طوال سنوات حكم الرئيس مبارك، كل واحد فى الأسماء المذكورة سلفا يمكنك أن تستخلص تسبيحه بحمد «الهانم» فى كل التصريحات واللقاءات والحوارات وكل واحد فيهم يمكنك أن تضبطه متلبسا فى صورة وهو يحنى رأسه أمامها أو ينظر لها بخوف أو يسير خلفها بخطوات خشية أن يغضبها، أو يقبل يدها فى ذل مثلما فعلت عائشة عبد الهادى، وكل واحد من هؤلاء وغيرهم ممن شمتلهم سوزان مبارك بالرعاية تحول إلى أرمل وشعر باليتم بعد أن رحلت ماما سوزان عن السلطة وأخذت معها مظلة الحماية التى احتمى فيها بفشله وعدم كفاءته طوال سنوات وجوده فى السلطة أو بجوارها.
إنهم أرامل الهانم يا عزيزى هؤلاء الذين دخلوا إلى السلطة عبر بوابة مشروعاتها وجمعياتها مثلما حدث مع أنس الفقى الذى وصل إلى وزارة الإعلام من بوابة مشروع القراءة للجميع، وزينب رضوان التى ظهرت للنور من بوابة جمعية مصر الجديدة، وعائشة عبد الهادى التى أصبحت وزيرة بالابتدائية بسبب لعبة تمكين المرأة التى تزعمتها زوجة الرئيس السابق، وإبراهيم سليمان الذى حظى بالحماية وبقى رغم كل الملفات السوداء لأنه اهتم بالديكورات والأنتيكات.
فرخندة حسن تلك السيدة الهلامية التى نالت شهرتها بين الناس بسبب غرابة اسمها وظهورها المتواصل بجوار سوزان مبارك، هى أول أرامل الهانم وأكبرهم سنا، صداقة وطاعة منحتا فرخندة وجودا دائما ومنصبا مستمرا فى المجلس القومى للمرأة ذلك المشروع الوهمى الذى استخدمته السيدة الأولى فى رسم صورة أكثر تحضرا عن النظام الحالى لدى أهل الغرب الأوروبى، جاءت السيدة سوزان مبارك بالدكتورة فرخندة ووضعتها على قمة المجلس دون أن تقدم لنا كشفا واحدا عن إنجازاتها اللهم إلا تحويل المجلس إلى مجلس ملاكى يخدم نساء الحزب الوطنى، وكل الأفكار التى تجمّل وجه سيدة مصر الأولى أمام العالم، وفى الوقت الذى كانت فيه الهانم تظهر بجوار الدكتورة فرخندة للحديث عن خططهن لتمكين نساء مصر وحمايتهن كانت كل المؤشرات تتحدث عن ارتفاع نسبة العنف ضد الزوجات ونسبة النساء اللاتى يبعن أطفالهن، ثم جاءت الكوتة التى تعتبرها الهانم والدكتورة فرخندة من أهم إنجازاتهما لنساء مصر لتكشف عن الدور الساذج الذى يلعبه المجلس القومى للمرأة الذى أهدته الهانم لصديقتها الدكتورة فرخندة بعدما شهد العالم كله على مستوى نائبات الكوتة حيث لم يتعد مستوى معظمهن بائعات الخضار فى أسواق السيدة والعبور.
زواج جمال مبارك كشف عن دور آخر تلعبه الدكتورة فرخندة يبدو أنه كان أهم من دورها فى المجلس القومى للمرأة وهو دور التخديم على الهانم والذى كان يبدأ كما اعتدنا بتصريحات تنسب كل الأفضال للهانم ووصل إلى قيام الدكتورة فرخندة بلعب دور الخاطبة حينما رشحت خديجة الجمال للسيدة الأولى كعروس لجمال.
أنس الفقى هو الأرمل الحقيقى للهانم فهو اكتشافها الذى فرضته على أقوى الوزارات فى مصر وجاءت به من قصور الثقافة لتضعه على كرسى وزارة الإعلام وتحميه من كل أنواع الانتقاد أو محاولات الإزاحة، طبعا أى كلام عن تفنن الفقى فى صناعة ثورة إعلامية خاصة للهانم سيبدو قليلا أمام ما كشفته تحقيقات النيابة مؤخرا مع الوزير السابق، فما جاء بالتحقيقات يكشف بوضوح عن أن كل وزير أو مسؤول جاءت به السيدة الأولى أو شملته بالرعاية قدم لها المقابل من دم هذا الوطن ومن جيب هذا الشعب فقد جاء فى التحقيقات، وبدا ذلك واضحا وجليا فيما ذكره أنس الفقى خلال اليوم الأول من أيام التحقيق معه بخصوص الحقائب التى كانت تحتوى عملات ومشغولات ذهبية، قال إنها تخص السيدة سوزان مبارك، ثم تكشف فيما بعد أن الوزير السابق كان يهدف إلى وضع صورة الهانم على العملات الذهبية ومفاجأتها بهذا الأمر، وتكشف أيضا أن الهانم كانت تحصل على ما شاءت من أموال وذهب من وزارات الدولة المختلفة دون أى ورق رسمى بدليل أن وزير المالية أرسل لها عملات ذهبية مع أنس الفقى الذى قال فى التحقيق أنها كانت تخص هدايا حفل القراءة للجميع.
ما سبق ذكره وما يعرفه الجميع من علاقة قوية ربطت الوزير السابق بالهانم التى جعلته وزيرا يفسر موقف الوزير الذى ظل يحارب لآخر نفس من أجل بقاء النظام، وكأنه يدافع عن سيدته أو كأنه يخشى مرحلة اليتم المقبلة أو مرحلة الترمل التى يعيشها الآن فى السجن بعد أن ذهب عنه غطاء الهانم وغطاء النظام كله.
وزيرة القوى العاملة السابقة عائشة عبد الهادى هى النموذج الأقوى والأشهر على طغيان وتجبر الهانم، دعك من فيديو تقبيل اليد الشهير سنعود إليه لاحقا وركز مع قصة عائشة عبد الهادى التى قالت للجميع إن الهانم وعدتها بالوزارة قبل أن تتولاها بعام وهو أمر يدلل على تدخل الهانم فى الاختيارات وثقتها فى قدرتها على فرض اختيارها بدليل أنها كانت تعد المقربين منها بالمنصب قبل فترة طويلة من التعديل الوزارى، الأمر الآخر أن الهانم كانت تسقط من حسابتها كل شىء خاص بالكفاءة والمهنية من أجل تصعيد نسائها ورجالها الذين أصبحوا أراملها الآن، وهل هناك أدل على ذلك من تعيين عائشة عبد الهادى وزيرة وهى لم تكمل تعليمها ولم تحصل على الإعدادية؟ وهل هناك أدلة على نفوذ الهانم أكثر من الإبقاء على عائشة عبد الهادى سيدة المصاطب رغم فشلها فى إدارة الوزارة ورغم الأخطاء الكبرى التى وقعت فيها طوال الفترة الماضية بداية من موضوع تشغيل المصريات خادمات فى الخليج وانتهاء بتعيين أصحاب المؤهلات كأفراد أمن فى المولات؟.
وضع عائشة عبد الهادى كله يتلخص فى ذلك الفيديو الذى ظهرت فيه وهى تهرول مسرعة خلف الهانم سوزان مبارك عقب أحد المؤتمرات وتنحنى على يدها وتقبلها أمام الجميع فى لحظة ذل نادرة الحدوث بعد أن انتهى زمن الوسيات والعبيد.
قبلة عائشة عبد الهادى ليد سوزان مبارك كشفت عن الوجه القبيح للهانم والوجه القبيح للنظام كله بعد أن جعل معيار المرور فيه إلى حيث المناصب الكبرى هو الانحناء والخضوع وتقبيل الأيادى والتعرى إن أمكن.
إبراهيم سليمان وزير الإسكان ونهب الأراضى الأسبق هو الآخر واحد من أرامل الهانم وواحد من رجالها وربما يفسر لك ذلك سر عدم محاسبة سليمان رغم كل بلاغات ودلائل الفساد التى ظهرت لتدينه فى عصر الرئيس السابق، سليمان كان رجل ديكورات الهانم، فهو كما جاء فى بلاغ المقدم معتصم فتحى الضابط السابق بهيئة الرقابة الإدارية كان واحدا من ضمن المسؤولين عن شراء أنتيكات وقطع فنية من مزادات كبرى لصالح الهانم وهو المسؤول عن تزيين وتعديلات الديكورات والفنيات الخاصة بقصورها وواضح أن الوزير الأسبق اتهم كثيرا بديكورات الهانم أكثر من اهتمامه بأساسات الوطن وأرضه بدليل أنه خرج من الوزارة وتركها خرابة بسبب انشغاله فى تجميل وتعمير قصور الهانم، وفى قائمة الأرامل يمكنك أن تضع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية ذلك المشروع الذى اهتمت به الهانم من أجل إعادة تقديم نفسه للوسط الأوروبى، تصرفات إسماعيل سراج الدين وما تم كشفه عن وجود حسابات سرية للمكتبة تتولى الهانم التصرف فيها دفع موظفى المكتبة لإعادة فتح ملف تولى الدكتور إسماعيل شؤون المكتبة بسبب علاقته بالسيدة الأولى وخرجوا للتظاهر عقب ثورة يناير مطالبين بإقالة الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة بعد وصفوه بأنه أحد رموز النظام السابق، رافعين لافتات مكتبوبا عليها «إسماعيل سراج الدين هو الراجل اللى ورا سوزان مبارك» فى إشارة للعلاقات الوثيقة والأسرية التى كانت تجمعه بالرئيس السابق وحرمه.
أرملة أخرى من أرامل الهانم هى الوزيرة السابقة مشيرة خطاب التى منحتها صداقتها للهانم وزارة تم خلقها وتصنيعها وتأييفها مخصوص فى آخر تعديل وزارى قبل الثورة هى وزارة الأسرة والسكان، والتى وضعت الهانم صديقتها مشيرة خطاب على رأسها بعد سنوات من الانتظار والاشتياق والوعود ظلت مشيرة خطاب طوالها ملازمة للهانم ولا تكف عن إطلاق تصريحات من نوعية: (الجهود التى قامت بها السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية لفتت أنظار العالم إلى ظاهرة الاتجار بالبشر)، حب الهانم لمشيرة خطاب لم يتضح فقط فى خلق وزارة جديدة مخصوص لها ولكن كان واضحا فى التنبيه على كل الوزراء بأن يقدموا الدعم الكافى للوزيرة الجديدة وظهر ذلك فى مفارقة غريبة حدثت فى يناير 2010 حينما اجتمعت الهانم مع عدد من الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس القومى للسكان لكى تحثهم على دعم وزارة مشيرة خطاب وتذليل العقبات أمام خططها، وطبعا أنت تعرف بأى صفة اجتمعت الهانم مع الوزراء وبأى صفة أمرتهم ووضعت لهم الخطط والمؤشرات.. لقد كانت الهانم سيدة القصر وصاحبة الكلمة الأقوى فى سنوات حكم الرئيس الأخيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.