أطلق د. شوقي علام مفتي الجمهورية، المؤشر العالمي للفتوي، وهو أول مؤشر من نوعه في هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. جاء ذلك خلال البيان الختامي للمؤتمر العالمي للإفتاء، الذي نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور ممثلي 73 دولة. ويهدف المؤشر لتبيان حالة الفتوي في كل دائرة جغرافية وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجي والإحصائي؛ للمساهمة في تجديد الفتوي من خلال الوصول إلي مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية. كما يعد المؤشر العالمي للفتوي بمثابة الآلية والترمومتر الذي يعيد الفتاوي غير المنضبطة الخارجة عن المسار الصحيح إلي سياقها المنضبط وطريقها القويم، حتي لا تظهر خطابات إفتائية متشددة أو منحلة تكون بمنأي عن الحضارة الإسلامية السمحة عبر كل زمان ومكان. وأعلن المفتي عن إطلاق ميثاق عالمي للفتوي، وهو عبارة عن مدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء مترجمة إلي عدة لغات. كما أعلن مفتي الجمهورية عن تدشين المنصة الإلكترونية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بلغات عدة تحمل اسم »هداية» وهي منصة تثقيفية بعدة لغات تبدأ بالعربية وبها 2000 ساعة صوتية ومرئية تشمل مجموعة منتقاة من الخطب والدروس الوعظية والمحاضرات العلمية والأفلام والمنتجات الفنية، التي تقدم الإسلام الوسطي باللغات المختلفة، من خلال عروض الفيديو والنصوص والمنتديات التفاعلية التي تساعد في بناء بيئة معرفية آمنة، بحيث يصبح بإمكان الدارسين والباحثين عن المعرفة الإسلامية الصحيحة الاستفادة من معارف وخبرات المتخصصين من خلال المنصة علي مدار الساعة. وتستهدف المنصة المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني، وذلك عبر تقديم نماذج واقعية في التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطي باعتباره خط الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح. وتعد المنصة إحدي أهم أدوات التواصل للأمانة العامة مع المستهدفين من خدماتها وتوصيل رسالتها وصوتها للناس في مختلف بقاع الأرض؛ حيث تعمل تلك المنصة علي تزويد المسلم في كل مكان بكل ما يحتاجه من معارف وعلوم ومهارات في شتي شئون حياته بصوره تفاعلية وجذابة. وأكد المفتي في البيان الختامي للمؤتمر أن التجديد الرشيد هو أنجح وسيلة للرد علي دعاوي المتطرفين علي كل المستويات وأن الإجابة عن أسئلة العصر المتجددة وقضاياه الجديدة جزء لا يتجزأ من عملية التجديد لا يجوز التواني فيه وشدد علي أنه من لا يتجدد يتبدد وان من لا يتقدم يتقادم. ودعا إلي تبني »التجديد العام» ونشر تلك الثقافة في كافة مجالات الحياة وطالب دور الفتوي وهيئاتها ومؤسساتها الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة في نشر وتيسير الحصول علي الفتوي الصحيحة، خاصة وسائط التواصل الاجتماعي. وأوضح أنه علي هامش جلسات المؤتمر انعقدت مجموعة من ورش العمل للتحاور حول عدة موضوعات ومشروعات مهمة، منها نحو ميثاق عالمي جامع للفتوي: ودارت مناقشاتها حول: إصدار أول ميثاق عالمي للإفتاء، يحدد أخلاقيات هذه المهنة، ويضع نواة لثقافة الإفتاء الرشيد، ويطرح مبادرة للخروج من أزمة الفوضي التي سببها أدعياء الإفتاء، وقد أثمرت الورشة عن صياغة أول مقترح ميثاق للإفتاء في العالم. وقال إنه تم عقد ورشة عمل بعنوان نحو منهج دراسي للفتوي ودارت مناقشاتها حول: تقديم برنامج دراسي لطلاب الفتوي حول العالم، واستعراض التجارب السابقة، ومن بينها تجربة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في ذلك، وكذلك ورشة دور الفتوي في معالجة المشكلات الأسرية والحد من ارتفاع نسب الطلاق وطرق تقديم حلول لها. وأضاف أن المؤتمر سعي كذلك إلي التنبيه علي طبيعة ما يسمي بفتاوي الأمة، والتأكيد علي عدم ولوج الأفراد لهذا المنزلق الخطير بعيدا عن ساحات الاجتهاد الجماعي، ووضع ضوابط محددة للتعامل مع التراث الإفتائي، والتنبيه علي خطورة تنزيل فتاوي تاريخية علي غير زمانها أو موضوعها. وأوضح أنه تم التأكيد علي وجوب نشر ثقافة التجديد، انطلاقا من أن التجديد منظومة متكاملة تشمل مجال الإفتاء والمجال الديني، ولا تنفصل عن باقي مجالات الحياة النفسية والاجتماعية. وعليه، ينادي المؤتمر الجميع بتبني ما نسميه »التجديد العام». وأشار إلي أنه تم التأكيد علي ضرورة التجديد في قضايا الإفتاء شكلا وموضوعا، واستحداث آليات معاصرة للتعامل مع النوازل والمستجدات لتشمل -مع الجانب الشرعي- تحليل الأبعاد النفسية والاجتماعية. وأكد أن المؤتمر نبه علي خطورة ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق في بعض المجتمعات والدول، والدعوة إلي النظر في الأسباب المركبة للظاهرة، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهتها. وأعلن عن تدشين أول مرصد لاستشراف المستقبل الإفتائي للتنبؤ بمآل حركة الإفتاء في المستقبل كيف يكون؟ من خلال الأسئلة والسياقات وطريقة الرد.