يبدو ان الانتخابات التشريعية ستحسم المصير السياسي لرئيس الوزراء البريطاني جوردن براون الذي تدهورت شعبيته ويتراجع في استطلاعات الرأي فضلا عما لحق به من اذلال بسبب زلة لسان.. ولد براون في العام 1951 وسط عائلة متواضعة في مدينة العمال الصغيرة كيركالدي (اسكتلندا). وكان براون تلميذا مجتهدا شغوفا بالرياضة والتحق بجامعة ادنبره في سن السادسة عشرة. وهناك فقد البصر في احدي عينيه في مباراة للرجبي.. وبعد ان نال شهادة دكتوراه في التاريخ ومارس لفترة وجيزة مهنة الصحافة والتعليم، انتخب نائبا في العام 1983. وفي وستمينستر ربطته صداقة مع نائب شاب لامع ما لبث ان غير مجري حياته، وكان اسمه توني بلير.. لكن تحول من اعتبرا "اخوة في الدم" الي خصمين بعد وفاة الزعيم العمالي جون سميث عام 1994. وترك براون لبلير رئاسة الحزب مقابل وعد برد المثيل، بحسب ما ذكرت تقارير صحفية.. وفي العام 1997 اوصلت موجة عارمة من تأييد العماليين بلير الي داونينج ستريت، مقر رئاسة الوزراء فعين براون وزير ماليته القوي. وبعد ان اضعفت الحرب علي العراق بلير، دفع الي الاستقالة عام 2006. وفي اواخر يونيو استلم براون رئاسة حزب العمال ثم دخل داونينج ستريت بدون المرور في انتخابات. ولم يدم شهر العسل طويلا مع البريطانيين، حيث تردد براون وانتهي في خريف 2007 الي الاحجام عن الدعوة الي انتخابات مبكرة كان من الممكن ان تثبت شرعيته. وفي خريف 2008 افسحت له الازمة الاقتصادية العالمية المجال لتحسين وضعه مجددا فاطلق سلسلة من خطط الانقاذ المصرفية الطموحة. غير ان المملكة المتحدة غرقت بالرغم من كل ذلك في احدي أسوأ الازمات الاقتصادية في تاريخها. ولقي براون الذي لا يشعر بالارتياح امام عدسات الكاميرات، صعوبة في فرض نفسه امام منافسه الاربعيني ديفيد كاميرون وامام نك كليج الذي يضاهيه حيوية والذي برز في هذه الحملة اثناء المناظرات التلفزيونية الثلاث غير المسبوقة التي اعتبر براون في نهاية المطاف مهزوما فيها.