»الهزاز، السوستة، المرجيحة، الغزالة، الزقازيق، وعربة النشان« كلها أسماء تطلق علي المراجيح التي تنتشر في القري والعزب والنجوع بمحافظة الفيوم ويطلق عليها البعض «مراجيح الغلابة» ممن لا يستطيعون الذهاب إلي الملاهي مرتفعة الثمن، وهي دائما ما تشهد إقبالا كثيفا من الأطفال الذين يتسابقون علي ركوبها لأنها تعوضهم عن الملاهي الشهيرة، لتصبح البديل الذي يجد فيه الاطفال الفرحة بالقري. ويقول محمد سيد «صاحب مراجيح» إن المراجيح الخاصة به يطلق عليها «مراجيح الغلابة» لأن ثمن ركوب أكبر لعبة لا يتجاوز الجنيه الواحد فقط، وتعتبر بديلا للملاهي الشهيرة المرتفعة الثمن، مشيرًا إلي أن مهنته ورثها عن آبائه وأجداده، ويقول لنا: «وجدت نفسي لا استقر أبدًا في منزلنا بقريتنا الصغيرة في الفيوم، ودائما ما نتنقل بمعداتنا «المراجيح» في كافة القري والعزب والنجوع ففور مشاهدتنا من قبل الأطفال يتزاحمون علينا ويتهافتون علي ركوب المراجيح فنحن بحق نصنع لهم مدينة ملاه في أرض الله الواسعة وبأسعار في متناول جميع الأطفال»، مشيرًا إلي أنه يمتلك العديد من الألعاب التي تجذب الأطفال خاصة ومنها «المرجيحة» وهي قديمة جدًا ومصنعة من الحديد وعلي الرغم من تطور العديد من الألعاب إلا أنها ظلت باقية يحب أن يركبها ويلعب بها الجميع، لدرجة أن الكبار يتسابقون علي ركوبها في الأعياد خاصة عندما يكون السباق علي من يستطيع منهم أن يقوم بدائرة كاملة بها. ويتابع أن من ضمن الألعاب القديمة «الزقازيق» وهي عربات تتراص فوق بعضها وعندما يكتمل العدد تدور من الأسفل إلي الأعلي، بالإضافة إلي وجود «الغزّالة» وهي تحتوي علي عدد 8 حصان وتدور عندما تكتمل وكأن الطفل يمتطي حصانا، وهي من الألعاب المحبوبة لدي الأطفال، كما يوجد لعبة «النشنكان» وهي مثل الرماية يقوم الطفل أو الرجل بالنشان علي البمبة وإن تمكن من إصابتها يحصل علي صورة هدية وكل هذه الألعاب قديمة وموجودة منذ زمن ومازالت متصدرة المشهد في القري. ويوضح أن من الألعاب المستحدثة التي قام بشرائها مؤخرًا لعبة «السوستة المطاطة» وهي التي يقوم الطفل بالدخول إليها وترفعه السوستة إلي أعلي وهكذا، مشيرًا إلي أن معه 3 آخرين شركاءه في هذه الألعاب وجميعهم أقارب وأشقاء. ويشير «محمد» الي أن مهنته لها مخاطر عديدة بسبب ما قد تسببه من حوادث وإصابات للأطفال الذين قد يسقطون - لا قدر الله - من فوق المراجيح أو الألعاب الأخري، ولكن الامر في النهاية وكما يؤكد لنا «قضاء وقدر» وعلي الرغم من تأكيده أنه يكون حريصا كل الحرص علي متابعة الأطفال أثناء ركوبهم المراجيح إلا أنه «ساعة القدر يعمي البصر» علي حد تعبيره، لافتا إلي أنه قد حدثت العديد من الإصابات في السابق ولكنها كانت في المجمل إصابات طفيفة. ويؤكد أن «المراجيح» يتم تصنيعها في بعض ورش الحدادة بالفيوم، والبعض الآخر في مصر في ورش النجارة التي تهتم بالألعاب، لافتا إلي أن أسعارها مرتفعة جدًا فأقل لعبة يتراوح ثمنها ما بين 10 إلي 20 ألف جنيه، وصيانتها مرتفعة للغاية فأقل صيانة تتكلف 4 آلاف جنيه علي الرغم من أن لعب الطفل الواحد علي اللعبة يبدأ من 25 قرشًا وحتي جنيه. ويضيف أنه يكسب من مهنته جيدًا ولكنها شاقة فهو يشعر بالغربة دائمًا بسبب تنقلاته الكثيرة بين البلدان، مشيرًا إلي أنه ذهب إلي معظم قري ونجوع العديد من المحافظات منها الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والجيزة و6 أكتوبر وتعتبر ألعابه ملاذ الكثير من الأطفال خاصة من محدودي الدخل لأن أكثر لعبه يتم دفع جنيه واحد فقط لركوبها. • محمود عمر