بعيدا عن التفسير المتعسف للأحداث والوقائع، التي تجري حولنا في كل يوم، وكل مكان، إلا انه من الواضح بما لا يدع مجالا للشك، ان هناك ارتباطا ظاهرا، بين أحداث الشغب والعنف الزائد عن الحد، وغير المبرر، التي اثارتها مجموعة من جماهير الدرجة الثالثة، عقب انتهاء اولي مباريات الأهلي في كأس مصر، مساء أول أمس، وبين حالات الانفلات، والخروج علي القانون المتكررة في مواقع كثيرة. ومن الواضح ان ما حدث عقب المباراة من احداث شغب وعنف واعتداء علي المرافق والممتلكات العامة والخاصة، يأتي متسقا، للأسف الشديد مع السياق العام لموجة الانفلات العام السائدة هذه الأيام، والتي اصبحت ظاهرة شائعة ومنتشرة، طفحت علي السطح، مثيرة للقلق، والإحباط في نفس الوقت. ورغم عدم ترحيبنا أو تحبيذنا بالآخذ في تفسير ما حدث، علي انه جزء من مؤامرة للإخلال بالأمن العام في مصر، وإشاعة الشعور بالقلق ، وعدم الاستقرار، والاستهداف المستمر والدائم لنشر حالة من الاحتقان والتوتر في الشارع المصري، إلا ان ما حدث يؤكد بالفعل انه جزء من هذه المؤامرة ولذلك فإنه يجب ألا يمر مرور الكرام، ولا يصح ان يمضي دون فحص وتدقيق،...،. والأهم من ذلك، ألا يترك دون حساب ودون عقاب، ودون تطبيق صارم وحازم ومعلن للقانون. وإذا كنا، ولازلنا نطالب بوقفة حازمة وجادة تجاه حالات الانفلات العام التي انتشرت، وحالات العنف الزائد وغير المبررة التي شاعت، وحالات التعدي علي القانون التي تكررت،...، فإننا نؤكد الآن علي ذلك. ولذلك فإننا نقول بوضوح ، ان الأمر اصبح علي قدر بالغ من الخطورة، بما يهدد الاستقرار، ويؤثر علي أمن وأمان الوطن والمواطن، وهو مايتطلب التحرك العاجل والفوري من الحكومة، وجميع الأجهزة والجهات المسئولة والمعنية في الدولة، لمواجهة هذا الوضع الخطير، ووضع نهاية سريعة وحاسمة لحالة الانفلات والفوضي، وحالات البلطجة والعنف التي استشرت وانتشرت. فهل يحدث ذلك؟!