واحة سيوة من أهم الواحات المصرية نظرا لتميزها بالعديد من المقومات السياحية والتاريخية والأثرية،وما تضمه من كنوز طبيعية في مقدمتها جبل الدكرور وجبل الموتي وأخري أثرية مثل معبد الوحي وقاعة تتويج الاسكندر الاكبر،وتشتهر بانتشار اشجار النخيل والزيتون علي أراضيها بجانب عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها إلي العصور الرومانية القديمة. وفي إطار الحفاظ علي هوية الواحة الثقافية والتاريخية التي تتميز تم الانتهاء من ترميم مسجد تطندي الأثري في واحة سيوة والذي تكفلت به احدي الشركات المتخصصة بالتنسيق مع قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار،ومن المقرر أن يقوم الدكتور خالد العناني وزير الاثار غدا الخميس بافتتاح المسجد الذي يقع في الجزء الغربي داخل قلعة شالي الاثرية، التي بناها أهل سيوة في القرن الثاني عشر الميلادي، باستخدام مادة الكرشيف وهو عبارة عن حجر متكلس وخليط من الطين والملح. ويشير محمد العوضي مدير عام الآثار الإسلامية بمطروح إلي أن مسجد تطندي يرجع تاريخ إنشائه إلي العصر الأيوبي في سنة 600 هجري، حيث قامت سيدة مغربية تدعي »حسنية » بالتبرع لبناء المسجد أثناء مرورها بسيوة وهي بطريقها لتأدية فريضة الحج، ويطلق علي المسجد أيضا اسم الشيخة حسنية، نسبة إلي تلك السيدة،وتبلغ مساحته 300 متر مربع تقريباً، ويأخذ شكل المستطيل، وله بابان الأول شرقي والثاني قبلي،ويتميز بمئذنة مستديرة الشكل في الزاوية الشمالية بالمسجد تضيق مع الارتفاع إلي الأعلي ويبلغ ارتفاعها 17 مترا، وبه مصلي سيدات،ويتكون من ثلاثة أروقة مقسمة بواسطة دعامات. ويوضح أن الشركة المنفذة قامت بإعادة بناء المئذنة باستخدام طبقة الكرشيف وهي نفس المونة السيوي المستخدمة في بنائه الأصلي،وهي عبارة عن خليط من الطين والملح، وتم تدعيم الواجهة الرئيسية للمسجد من خلال تركيب دعامات علي شكل نصف دائري وعمل أسقف بحجرة تحفيظ القرآن باستخدام جذوع النخيل،وذلك بعد إزالة الجذوع المتهالكة وإعادة بناء الغرفة المطلوبة علي الشارع الرئيسي بالكرشيف،كما تم عمل أرضيات المسجد العتيق بقلب قرية شالي القديمة باستخدام الطفلة الصفراء،مشيرا إلي أن تلك الأعمال التي استمرت أكثر من عامين كانت بتمويل من المركز الثقافي البريطاني نظرا لأهمية قرية شالي القديمة أثريا وتاريخيا. وتجري حاليا أعمال تنفيذ مشروع ترميم اجزاء كبيرة من قلعة شالي الاثرية بمنازلها ومساجدها والسور الذي يحيطها كأحد المواقع الأثرية الخاضعة لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته بالقرار الوزاري رقم 221 لسنة 2008،ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع خلال مدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، ويتزامن ذلك مع تنفيذ مشروع متكامل لخدمة المجتمع السيوي ورفع المستوي الصحي للأهالي، طبقا للمواصفات التي تتلاءم وطبيعة سيوة المعمارية.