بين السماء والارض، أو من الارض نحو السماء، هكذا سيكون حال سيارة المستقبل، بعد عقدين وربما أقل من ذلك، لن تصيب الانسان الدهشة حين يري مشهدا لم يكن يتابعه إلا علي شاشة السينما في أحد الافلام التي تجمع بين الخيال والمغامرة!. السيارة تتحرك كمثيلاتها، ثم فجأة تبدأ في الاقلاع عموديا لتحاكي الطائرة المروحية، فاذا انتهت من التحليق عادت لتسير علي الارض!. المشهد الذي يبدو اقرب إلي الحلم، سوف يصبح عاديا تماما خلال نحو عشرين عاما، بعد ان يتم الانتهاء من كل مراحل الاختبار، وعمليات التطوير الدؤوبة لتجنب الاخطاء المتوقعة، ثم توفير شبكة امان عالية لقائد السيارة الطائرة، لتبدأ بعد كل هذه المراحل، عملية الانتاج، وعلي الارجح فإن الغالب علي استخدام هذا النوع من سيارات المستقبل سيكون في المجالات العسكرية، مثل كثير من الاختراعات التي انطلقت من مختبرات الجيوش، ثم ما لبثت ان تدخل إلي الخدمة المدنية. ولاشك ان الامر سيكون اكثر يسرا في ساحات المعارك نظرا لوجود البنية الاساسية التي تخدم حركة السيارات الطائرة، بينما يحتاج استخدامها في المدن إلي استعدادات وتجهيزات هائلة حتي لا يتحول الامر إلي سلسلة من الكوارث!. والسيارة الطائرة التي تعد احد تجليات عصر الابتكار الاندماجي الذي يميز الموجة الرابعة، سوف تعتمد علي الطاقة المتجددة فقط، بخلاف الاجيال الحالية من السيارات حيث تعتمد في الغالب علي الوقود الهجين، كمرحلة انتقالية قبل احالته للتقاعد، وقد يُسرع هذه الخطوة الاستفادة من الابحاث الخاصة بتشغيل السيارة الطائرة. المثير ان هذا الابتكار لن يحاكي الطائرة في آلية الاقلاع، والتحليق فحسب، لكنه سوف يوظف العديد من الافكار، وينقلها من دنيا الطيران الي تلك النسخة من سيارات المستقبل. ولعل فكرة الاعتماد علي الطيار الآلي- او القيادة الذاتية- ستكون إحدي المزايا التي يستمتع معها قائد السيارة الطائرة بإغفاءة قصيرة، بينما يستمر كل شيء علي ما يرام، ودون ادني اثارة للمتاعب او خوف من المخاطر!. ربما يكون القصد من تفعيل الفكرة تسهيل الامر علي جندي يُسند اليه مهمة قيادة السيارة دون خبرة مسبقة في مجال الطيران، لكن يختلف الامر عندما يتعلق بقائدها المدني الذي يحتاج إلي قليل من الراحة عندما يتجاوز زحام المدينة، ويحلق خلال رحلته بين مدينتين- مثلا- عندها قد يفضل ان يغفو لفترة قصيرة وهو يطير، عن ان يهبط ليمضي علي الارض يقظا، الامر الذي يفرض عليه نوعا من الانتباه التام حتي يتفادي اخطاء الاخرين!. ومن الآن وحتي تصبح مشاهدة السيارة الطائرة امرا معتادا، فان المولودة المنتظرة سوف تستفيد من كل التقنيات الجديدة التي تُكتشف، او يتم تطويرها لتكون بحق نموذجا رائعا لمنتجات الموجة الرابعة في القرن ال 12.