لا تجعل أصوات طلقات الأسلحة يقلقك إذا أردت العيش في ليبيا هذه الأيام، فمقولة عقيدها الهارب معمر القذافي تحققت وأصبح السلاح في يد الجميع.. ومع تراجع المعارك لم تتراجع الطلقات ولكنها طلقات تعبر عن الفرح وهي جزء من العادات والتقاليد التي تشهدها الأفراح والإحتفالات العربية...عادات لن يغيرها سقوط ضحايا أثناء الحرب بعد أن اعتقد طيارو حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أن هناك من يستهدفهم فقصفوا الثوار علي سبيل الخطأ أو حوادث نتيجة عدم إجادة الثوار لاستخدام الأسلحة وهي حوادث يومية أعتدناها هنا ومنها اصابة زميل صحفي قبل ايام في فندق المهاري بطرابلس بطلق ناري سطحي.. المجلس الإنتقالي تنبه للمشكلة و بخاصة بعد أن عبر الغرب عن قلقه من ذلك. بدأوا يدركون الواقع الذي أمامهم في بلد يغض بالاسلحة والمقاتلين المسلحين الذين يتحكمون في الشوارع في ظل انعدام مؤسسات الدولة أو قوة شرطة أو جيش للحفاظ علي تماسك البلاد.. وقال اجوستينو ميوزو كبير ممثلي الاتحاد الأوروبي في العاصمة الليبية طرابلس إن العدد الكبير من قطع السلاح المتداولة في ليبيا خلال فترة ما بعد الحرب مع وجود حدود غير آمنة يشكل خطرا علي أوروبا ودول أخري. وطالب المجلس الوطني الانتقالي الليبي بمعالجة المشكلات الأمنية من خلال بسط سيطرته بسرعة علي حدود ليبيا وإعادة تنظيم القوات المسلحة.. وقال ميوزو لمراسل وكالة الأنباء الصينية إن "الأمن مصدر قلق كبير. إنها مشكلة كبيرة.عند التجول نري الناس كأنهم في عطلة. إنهم سعداء. اللعبة انتهت بالنسبة للقذافي ولكنكم ترون أسلحة كثيرة جدا. شبان وجنود صغار يحملون الكلاشنيكوف. الجميع يرتدون كلاشنيكوف". وتخشي الدول الغربية من استغلال جماعات مثل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أي فراغ في السلطة.. ومن جانبه قال عبد الرزاق عبد السلام العلاقي رئيس فريق ادارة الأزمة بالمجلس الوطني الانتقالي في حواره معنا "نريد أن نثبت للعالم اننا قادرون علي بناء ليبيا كما نجحنا في اقامة ثورة" مشيرا إلي أن السيطرة علي الأسلحة أحد أهم التحديات وأن الثوار سيكون عليهم تسليم أسلحتهم فور القضاء علي جيوب القذافي و سيختارون بين الرجوع لأعمالهم أو الإنخراط في الجيش الوطني والأجهزة الأمنية الأخري.. وقال عبد الرحيم الكبت عضو المجلس الانتقالي الليبي: "تحررنا منذ ايام معدودة ونعمل بكل جهدنا للسيطرة علي الأوضاع... الحمد لله لم يتحقق سيناريو حمام الدم الذي حرض عليه القذافي، كما تكاد تنعدم نسبة الجرائم في شوارع العاصمة.