هبت علينا نسائم التفاؤل التي افتقدناها لسنوات طويلة فقد دخلت مصر عصر التعليم النووي لتجهز كوادر وطنية شبابية مدربة ومتعلمة علي أعلي مستوي للعمل في المفاعل النووي بالضبعة لهذا فالمدرسة لا تبعد عن موقع بناء المفاعل إلا ثلاثة كيلومترات فقط.. المدرسة متخصصة تضم 150 طالبا فقط تم تصفيتهم من بين 1590 طالبا بعد اختبارات شاقة تضمنت قياس مهارات التفكير واتقان اللغتين العربية والإنجليزية والمعلومات العامة، بالإضافة إلي إجراء كشف طبي دقيق مماثل لكشف الالتحاق بالكليات العسكرية، بمعني أنه تم اختيار الطلاب الذين يمثلون النخبة ليلتحقوا بالمدرسة النووية الداخلية مجانا بمستوي خمس نجوم وتضم المدرسة فصولا دراسية والعديد من معامل للحاسب الآلي وملاعب لكرة القدم للاهتمام بممارسة الرياضة، بالإضافة إلي فندقين أحدهما للمعلمين والثاني للطلاب وتم اختيار المعلمين بدقة وتدريبهم علي أعلي مستوي ليتمكنوا من التدريس للطلاب وإعدادهم للعمل في المفاعل النووي الذي يحتاج لعاملين مؤهلين ذوي طبيعة خاصة وسيتم إرسال الطلاب المتفوقين إلي روسيا في بعثات دراسية وتدريبية ولهذا يتم تدريس اللغة الروسية للتعامل مع الخبراء الروس الذين سيديرون المفاعل النووي السلمي الذي سيولد طاقة كهربائية هائلة.. ها نحن نقيم مدرسة نووية للمستقبل ونخطط لها ونضع مناهجها المتطورة بعد بحث في الجهات المماثلة وليت هذه المدرسة تكون نموذجا للتعليم الفني المتطور الذي تحتاجه كل صناعة علي حدة لتخريج عمال مؤهلين لنعيد للتعليم الفني أهميته ووضعه بدلا من أن يكون مجرد شهادة لمن لم يستطيعوا الالتحاق بالتعليم الثانوي.. الجدية في التخطيط والتنفيذ والمتابعة هي مفتاح الانضباط الذي ينقصنا.