أثينا، عواصم العالم- وكالات الانباء وسط موجة من الغضب والاحتجاجات التي تشهدها اليونان، احتل العشرات من الشيوعيين صباح امس موقع الاكروبول الاثري الشهير في اثينا احتجاجا علي اجراءات التقشف المفروضة علي اليونان ورفعوا فيها لافتة عملاقة تدعو الي التعبئة وكتب علي اللافتة المعلقة علي صخرة الاكروبول قبالة المدخل الرئيسي للموقع ومتحف الاكروبول الجديد باللغتين اليونانية والانجليزية "يا شعوب اوروبا انتفضوا!". وتجمعوا في سفح البارثينون مرددين شعارات ورافعين اعلاما حمراء. وقد اعتاد الحزب الشيوعي اليوناني كي.كي.اي والنقابة الموالية له "بامي" وهما في طليعة التعبئة ضد اجراءات التقشف التي فرضت علي اليونان بسبب عجزها المالي، علي مثل هذه العمليات الاعلامية. ولم تتمكن الشرطة القول كيف تمكنوا من دخول الموقع المحظور علي الجمهور في الصباح الباكر والخاضع عادة لحراسة مشددة. وتجري عملية احتلال الاكروبول في الوقت الذي بدأ فيه العمال و قطاع الوظيفة العمومية اضرابا لمدة 48 ساعة في انحاء البلاد. وعشية اضراب عام دعت اليه اكبر نقابتين في القطاعين الخاص والعام وخطة التقشف تم التصديق عليها الاحد مقابل مساعدة مالية قدرها 110 مليارات يورو من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. وتنص هذه الاجراءات غير المسبوقة من حيث صرامتها، بالخصوص علي الغاء راتبي الشهرين الثالث عشر والرابع عشر في الوظيفة العمومية وعلاوتين من اصل 14 للمتقاعدين تعوضهما علاوات لادني الاجور. ومن جانبها،اعربت خمس دول في مجموعة العشرين هي كوريا الجنوبية وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن دعمها لخطة التقشف القاسية التي اعلنتها اليونان، ودعت المجتمع الدولي الي الحذو حذوها. وقال وزراء مالية هذه الدول في اعلان مشترك نشر في اوتاوا "اننا نرحب بالبرنامج الاقتصادي المتين الذي ابدت اليونان استعدادها لتطبيقه مع المساعدة المالية للدول الاعضاء في منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي". واضاف الوزراء في هذا الاعلان الذي صدر باسم دول من مجموعة العشرين التي تضم اكبر عشرين دولة ذات الاقتصاديات المتطورة والناشئة "ان مجموعة الاجراءات هذه تستحق دعم المجتمع الدولي". وقالوا ايضا "ان التطبيق الحاسم والموحد لهذا البرنامج من قبل اليونان علي خط متوازن مع هذا الدعم الاستثنائي للدول الاعضاء في منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي، سيسهم في احلال الاستقرار المالي في اليونان وسيشجع الثقة في الاسواق". ومن جانبها تبنت الجمعية الوطنية الفرنسية- البرلمان- الخطة الفرنسية الهادفة الي تقديم مساعدات فورية لليونان والتي تشتمل علي قروض ثنائية بقيمة 16.8 مليار يورو علي مدي ثلاث سنوات بينها 3.9 مليار للعام الحالي.