خلّدت أنشودة » قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه » بصوت قوات الصاعقة المصرية اسم البطل الشهيد الأسطورة »أحمد منسي» ورفاقه الأبرار، كل يوم تضم الأنشودة اسماً، بطلاً. القوات المسلحة المصرية تنجب أساطير، تزود الذاكرة الشعبية بأبطال، وكما رسخ في الوجدان الشعبي الرقيب أول »محمد عبد العاطي» صائد الدبابات، يدخل الذاكرة الشعبية من بابها الواسع العقيد أركان حرب »أحمد الجعفري» صائد الإرهابيين، وسيخلد كأسطورة تتحدث عنها قمم جبل الحلال وتتردد في كهوفه صداها، الحلال جبل يتزين بأسماء الشهداء، وتتعطر مدقاته بدمائهم الطاهرة، جبل الشهداء تفوح منه الرَيَاحينُ ( جمع رَيحانَة). من لم يخدم تحت إمرة العقيد الجعفري لم يعرف طعم الجندية في سبيل الله، ومن لم يتلق دروس الجندية من بطل مصري من الرجال السمر الشداد، لا يستطعم طلب الشهادة، يطلبونها في سبيل الوطن من بعد الله سبحانه وتعالي، في مصنع الرجال يرسمونهم أبطالاً.. وإذا لقوا ربهم شهداء أحياء عند ربهم يرزقون. لن ينساه أحد من الذين عملوا معه أو سمعوا عنه أو تمنوا الخدمة تحت قيادته، إنه العقيد أحمد الجعفري، وحده أسطورة وفي الأفواه أنشودة، وفي تاريخ العسكرية المصرية نموذج ومثال، طوبي للشهداء، طوبي للمرابطين، طوبي لأولاد الأرض السمراء المجاهدين علي أرض الفيروز، عجباً إنهم لا يرضون بغير النصر أو الشهادة علي أرضها بديلا، ويتواصون بالصبر، ويلتفون حول العلم، وينشدون نشيد الفخار، وإذا طلع عليهم النهار حمدوا الله كثيراً، وإذا دخل عليهم الليل وعوت الديابة عقورة في كهوفها، ساهرين علي حماية الحدود، عين باتت تحرس في سبيل الله، يعلمون أن النصر آت لا ريب فيه، يرونه قريباً إن شاء الله. مثل الجعفري مثل فرسان الاساطير، لا يكل ولا يمل من ولوج المعارك، ويعود من كل معركة ظافراً ليشحن طاقته لمعركة جديدة، ما تيسر من سيرة البطل أنه ما من معركة إلا وكان يتصدرها، وما من مهمة إلا وكان قائدها، وصمم علي أن تكون استدامة خدمته في سيناء التي حفظ وديانها، وولّف علي ليلها، وتطيّب بترابها، وتكحلت عينيه بشروق الشمس تسبّح بحمد الله، لم يغادرها إلا شهيداً، وزفته بلدته » سحيم / السنطة » بالغربية في وسط الدلتا في جنازة عسكرية / شعبية مهيبة ملفوفاً في علم مصر، يا له من مشهد مهيب، وموكب الشهيد يتهادي في الشوارع تزفه الملائكة قبل البشر إلي جنة الخلد يا شهيد. سيسطر التاريخ إلي جانب معركة الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد، العملية سيناء 2018، سيخلد الملحمة التي تدور معاركها في قمم جبال شاهقة، وأنفاق تحت الأرض، وكهوف عميقة، في مواجهة ديابة موغلة في الخسة والنذالة، ستشهد أرض الفيروز علي شجاعة بطل كان قادراً بحوله وقوته سبحانه وتعالي أن يصيد الإرهابيين المختبئين، وإذا ظهروا كان لهم بالمرصاد مقاتلاً بالمواجهة، أبطال القوات المسلحة من هذه النوعية الفاخرة لا يهابون الأعداء، فرسان ذوو بأس شديد. استشهد وهو في طريقه لمداهمة وكر للديابة ساكنة الجبل، لغم أرضي انفجر تحت مركبته فنال شهادة تمناها، ويتمناها الأبطال علي خطوط المواجهة غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً.. أصلهم ولاد مصر، ولاد الناس الطيبين، طوبي للشهيد الجعفري، ألف رحمة ونور علي نور العيون.