في عدوان أمريكي إسرائيلي جديد علي فلسطين، قرر الرئيس الأمريكي وقف المساعدات الأمريكية لمنظمة الأونروا المعنية بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين ضحايا النكبة، والذين أجبروا علي ترك أراضيهم عام 1948، وعاشوا في مخيمات علي الحدود في لبنانوالأردنوسوريا علي أمل العودة بعد تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي. ورغم ولادة الأونروا من رحم الأممالمتحدة صاحبة قرار تقسيم وضياع فلسطين التي مازالت كل قرارات إدانتها لإسرائيل حبرا علي ورق، إلا أن الأونروا خدمت أربعة أجيال من اللاجئين أولهم جيل النكبة وآخرهم جيل ترامب. وبلغة الأرقام تحتاج الأونروا لنحو 1.2 مليار دولار لاستكمال عملها في مجالات المساعدات الغذائية الطارئة والتعليم والصحة وإصلاح البنية التحتية وتوفير مساكن بديلة للأسر التي فقدت منازلها بسبب الحروب علي غزة وخدمات الدعم النفسي التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وهم نحو 5 ملايين لاجئ. وكانت أمريكا تساهم بالنصيب الأكبر في ميزانية الأونروا بمبلغ 360 مليون دولار من بين 59 دولة أخري تقدم تبرعات للمنظمة من بينها 10 دول عربية فقط هي السعودية، الكويت، عمان، الإمارات، الأردن، قطر، لبنان، سوريا، البحرين ومصر. وأطلقت الأونروا حملة »كرامة لا تقدر بثمن» ردا علي القرار الأمريكي دعت فيها دول العالم لمساعدتها في استكمال عملها الإنساني للتخفيف عن الأبرياء. وأعتقد أننا بحاجة لحملات كثيرة عنوانها الكرامة.. مثل كرامة عربية وكرامة إسلامية وكرامة إنسانية، فلسنا عاجزين عن التصدي لحملة البلطجة الأمريكية. فرجال الأعمال الفلسطينيون المنتشرون في العالم يمكنهم تمويل أنشطة الأونروا وربما كل المنظمات الإنسانية. ولكن تنقصنا إرادة المقاومة حتي لو كنا نقاوم من أجل مساعدة محتاج. فالجميع يعرف جيدا نوايا ترامب المستمدة من نوايا إسرائيل لتصفية كل الملفات المهمة في القضية الفلسطينية وأهمها القدس وحق العودة كي تملي علي الفلسطينيين القبول بالفتات. والنتيجة التي يرجوها صفقة قرن وسلام مزعوم بعاصمة للدولة الفلسطينية مبتورة الحدود في ضواحي مدينة القدس. وإن كانت المنظمات الدولية عاجزة عن إدانة أفعال ترامب اللإنسانية في حق الأبرياء، فهناك بعض الشرفاء في هذا العالم مازالوا يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية وحق اللاجئين في الحياة بكرامة فوق أراضيهم المحررة وأوطانهم التي سرقها الاحتلال. وإذا نفذ ترامب تهديده وأغلق الأونروا العام القادم كما يقول، فلدينا المئات من الكيانات التي تحمل صفة عربية وإسلامية وحان الوقت كي تتحرك ويكون لها تواجد أكبر علي الأرض في كل مكان توجد به صرخة مظلوم. فنحن أولي بمساعدة إخوتنا في مخيمات اللجوء في فلسطينوالأردنولبنانوسوريا وبنجلاديش بعيدا عن الكيانات الدولية التي تستخدم للإبتزاز السياسي. فالعجز قرار والانتصار إرادة والاختيار ليس صعبا لمن يملك حريته وكرامته وقبل كل شيء إنسانيته.