أكد السفير أسامة المجدوب سفير مصر في الصين أن العلاقات المصرية الصينية ليست علاقات متميزة فحسب، وإنما أيضا علاقات إستراتيجية شاملة بالفعل تربط بين البلدين وتقوم علي صداقة ممتدة تجمع بين شعبيهما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956 حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، مشيرا إلي أن هناك مؤخرا صداقة وطيدة تجمع بين الرئيس السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ، وقال هذا »يسهل عملنا ويضع علينا مسؤوليات بأن نرتقي بأدائنا وبالعلاقات لمستوي العلاقات بالغة التميز بين الرئيسين». كما أكد أن هناك اتساقا بين مبادئ الصين ومصر في السياسة الخارجية والمتمثلة في عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري وترك نمط التنمية لكل دولة تختاره كما تشاء، والحل السلمي للنزاعات، وبذل جهود الوساطة والتقريب بين وجهات النظر. وأشاد المجدوب بتنوع أوجه التبادلات والتعاون بين البلدين ولاسيما في مجال السياحة، إذ لفت إلي أن مصر دولة سياحية كبيرة لديها الكثير لتقدمه للعالم بفضل ما تذخر به من معالم سياحية فريدة تحكي تاريخها الممتد عبر آلاف السنين، فيما تعد الصين أكبر بلد مصدر للسياحة في العالم، وهذا يبرز بدوره أهمية تنشيط هذا المجال بين البلدين بما يعود بالفائدة علي شعبيهما. وأوضح أن الصين تنخرط بقوة في العديد من مشروعات البنية الأساسية بمصر وخاصة في حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، علاوة علي وجود شركات صينية تقدم إسهاماتها في محطات الكهرباء والطاقة وفي القطار السريع الذي يمتد لمسافة 500 كلم وغيرها من المشروعات. وأشار إلي أن الشق الآخر الذي تركز عليه مصر في تعاونها مع الصين هو التصنيع ونقل التكنولوجيا الذي أوضح أنه جانب تعاوني بدأ يتطور بشكل جيد وثمة مساحة كبيرة لاستفادة البلدين منه، مشددا علي أن مصر والصين تسعيان دوما إلي استكشاف قطاعات جديدة للتعاون وقطاع الصناعة والتكنولوجيا هو المرشح الأبرز في هذا الصدد. جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الانباء الصينية. وقال المجدوب إن مشاركة الرئيس السيسي في منتدي الفوكاك تعكس اهتمام مصر الكبير بعلاقاتها الثنائية مع الصين خاصة وبتطوير العلاقات الصينية الإفريقية بوجه عام. وأضاف أنه مع تولي مصر العام القادم للرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، فإنه من الأهمية بمكان أن ينشط دور مصر بالمحافل الدولية في تمثيل القارة الإفريقية، مشيرا إلي أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة منتدي التعاون الصيني الإفريقي بالعاصمة الصينية تعد بداية مبكرة لتبوء مصر لمسؤولياتها تجاه العلاقات الإفريقية مع دول العالم. لافتا إلي وجود آفاق رحبة لتعزيز التعاون المصري الصيني في إفريقيا في إطار عمل ثلاثي علي مختلف الأصعدة وخاصة التنمية، واشار الي أن تولي مصر رئاسة الاتحاد يتيح العديد من الفرص لتعزيز وتكثيف هذا الشكل من التعاون في ضوء ما تتمتع به مصر من خبرات كبيرة في إفريقيا وبما لديها من أفكار وما تحظي به من كوادر وشركات مؤهلة وكذلك بما تذخر به الصين أيضا من إمكانات هائلة مماثلة. وحول مجالات التعاون المصري الصيني الإفريقي المستقبلية، ضرب السفير المجدوب مثالا بالزراعة، مشيرا إلي إمكانية إقامة مشروعات زراعية مشتركة حيث تمتلك مصر خبرة وافرة في الزراعة وإفريقيا لديها أرض خصبة كبيرة والصين تستورد الكثير من المنتجات الزراعية، ومن ثم يمكن أن تتشارك الأطراف الثلاثة في إقامة مزارع مشتركة في إفريقيا تنهض بالتنمية في القارة وتعزز الاقتصاد المصري وكذلك السوق الصينية. وأكد المجدوب ان مصر تعمل علي جذب الاستثمارات ولديها الكثير من الامكانيات التي يمكن للمستثمر الصين الاستفادة منها.