منذ أول يوم وطئت قدماه أرض سيناء وبداخله إحساس ويقين أنه سينال الشهادة التي كان دوما يتمناها، وبات المقاتل يؤدي خدمته الوطنية بحماس وتفان وعزيمة وإيمان، علي أرض سيناء الطاهرة، وبالتحديد في الشيخ زويد حتي استشهد في منتصف أكتوبر من العام الماضي انه الشهيد الرقيب أسامة فراج الشنواني ابن قرية الزيتون التابعة لمركز ناصر ببني سويف والذي تطوع لنيل شرف الخدمة العسكرية عقب حصوله علي الثانوية العامة ليلتحق بسلاح المدفعية وأصر علي العمل في سيناء ، فذهب إلي هناك، عازمًا علي تطهير الأرض المصرية الغالية، من دنس الإرهاب والتطرف بصحبة زملائه من أبطال القوات المسلحة، لينال بها الشهادة التي طالما تمناها طوال فترة خدمته. يقول فراج محمد احمد »والد الشهيد » حصل نجلي علي الثانوية العامة وأصر علي التطوع بالقوات المسلحة ليحقق حلمه بأن يكون ضمن صفوف الجيش المصري والتحق بسلاح المدفعية وطلب من قياداته أن ينتقل إلي سيناء وبالفعل تم نقله إلي هناك وكان دائم الاتصال بنا بين الحين والآخر ليؤكد لنا أن الوضع آمن وألا نصدق الشائعات وان القوات المسلحة مسيطرة تماما علي الأوضاع في سيناء وكنت دائما ما أوصيه علي نفسه واجري اتصالات هاتفية به بين الحين والآخر خاصة إذا سمعت عن أي هجوم إرهابي في سيناء وكان يطمئنني انه بخير وانصحه بالحفاظ علي نفسه وسط أجواء الطرق المفتوحة في سيناء، ولكن قضاء الله وقدره كان أكبر من كل شئ. ويضيف والد الشهيد ان نجله البطل ظل يحارب هو وأصدقاؤه بكل بسالة وشجاعة أثناء تصديهم لمجموعة من التكفيريين تهاجم كمين كرم القواديس وأصيب خلالها بطلق ناري في الرأس وفاضت روحه الطاهرة إلي بارئها في الخامس عشر من أكتوبر من العام الماضي. ويوضح موسي شقيق الشهيد» أنه قبل استشهاده بساعات اجري اتصالا هاتفيا بوالدتي وأوصاها بالدعاء له وطالبني بالاهتمام بوالدتي ووالدي وكأنه كان يشعر باستشهاده وكان دائما ما يردد » حد يطول يموت شهيد ..عمرنا ما هانسيب أرضنا إلا بدمنا»وسافر شقيقي وفي اليوم المشئوم اتصل بنا احد أصدقائه وأخبرنا انه أصيب فسافرنا لرؤيته والاطمئنان عليه فوجدناه قد استشهد فتجمع اصدقاؤه حولنا ولم يتركونا ولن ننسي كلام قائده لنا عندما قال بالحرف الواحد » ابنكم بطل... »عاش بطل ومات بطل» وقد لقبه أصدقاؤه بعد استشهاده بأسد معركة »كرم القواديس» خاصة بعدما أصر علي مواجهة التكفيريين رغم إصابة ومقتل أصدقائه حتي أصيب بطلق في الرأس ولفظ أنفاسه الأخيرة وهو يدافع عن وطنه. أما والدة الشهيد فتقول والدموع تنهمر من عينيها أنا راضيه تماماً بقضاء الله وقدره، واحتسب ابني شهيداً عند الله في سبيل الوطن و أنا عارفه ان ابني في أحسن مقام عند ربنا فقد كان يداوم علي الصلاة في أوقاتها وبارا بي وبوالده وأشقائه . وتضيف »هانم فراج شقيقة الشهيد انه كان يتمتع بدماثة الخلق والابتسامة ويشتهر بين زملائه بالتدين الشديد ولم يفتعل مشكلة سواء في مجال العمل أو الصداقة وكان يداوم علي الصلاة والصيام ونحتسبه عند الله شهيدا وفي النهاية طالبت اسرة الشهيد بالموافقه علي التحاق نجلهم بالكلية الحربية ليكمل مسيرة شقيقه خاصة انه تقدم ولم يحالفه التوفيق كما طالبوا بنظرة اهتمام لهم ودعوتهم في مناسبات تكريم الشهداء لبث روح الطمأنينة والوطنية في قلوبهم.