منذ أول يوم وطأت قدماه أرض الفيروز وبداخله إحساس ويقين أنه سينال الشهادة التي كان دوما يتمناها، وبات المقاتل يؤدي خدمته الوطنية بحماس وتفان وعزيمة وإيمان، علي أرض سيناء الطاهرة، وبالتحديد في الشيخ زويد، حتي استشهد في 24 مايو 2016. انه الشهيد عريف عرفة رجب سعد ابن قرية مازورة التابعة لمركز سمسطا جنوب بني سويف والذي تقدم لنيل شرف الخدمة العسكرية بمجرد وصوله لسن التجنيد ليلتحق بسلاح الدفاع الجوي وعلم أنه سيقضي فترة تجنيده في سيناء، فذهب إلي هناك، عازمًا علي تطهيرها، من دنس الإرهاب والتطرف بصحبة زملائه من أبطال القوات المسلحة، لينال الشهادة التي طالما تمناها طوال فترة خدمته. تقول والدة الشهيد بعيون باكية : التحق نجلي بسلاح الدفاع الجوي في سيناء الا انه رفض الافصاح لنا عن مكانه وكان يخبرنا انه في حلوان حتي لانقلق عليه وكان دائم الاتصال بنا بين الحين والاخر ليؤكد لنا ان الوضع آمن وان مقر تجنيده قريب جدا من المحافظة حتي لايقلقنا . حتي جاء في اجازته الاخيرة وقبل ان يسافر اوصاني بالاهتمام بأشقائه وبنفسي مما اثار قلقي فطلبت منه الا يسافر ولكنه رفض وطمأنني وسافر الي جيشه ولم اعلم الا عندما اتصلوا بنا واخبرونا انه اصيب في حادث فسافر نجلي محمود ليجد ان شقيقه قد استشهد . ويلتقط الحديث رجب سعد والد الشهيد: عرفة اكبر ابنائي وقد سافرت للعمل بالسعودية وتركته يعمل وينفق علي اشقائه حتي جاء سن التجنيد فأقدم علي الالتحاق بالقوات المسلحة والتحق بسلاح الدفاع الجوي ورفض اخبارنا انه في سيناء ولم اعلم انه يخدم في سيناء الا وقت استشهاده واستطرد والدموع تنهمر من عينيه وفي ليلة استشهاده فوجئت باتصال هاتفي منه وقالي » انا طالع مأمورية لو رجعت ها تصل بيك تاني ولو مارجعتش هاكون استشهدت ادعي لي » فطلبت منه الا يكرر كلماته مرة اخري ولا اخفيك سرا فقد اصابني القلق ولم تذق عيني طعم النوم قط وفي الصباح اتصلت به فوجدت تليفونه مغلقا ولم اعلم الا من بعض اصدقائي في السفر عندما اخبروني ان هناك حادثا ارهابيا في سيناء فوجدت اسم نجلي ضمن الشهداء فأجريت اتصالا هاتفيا بزوجتي وابنائي واخبرتهم وتابع.. عرفة كتب علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي »فيسبوك» قبل استشهاده بأيام معدودة »يانحميها.. يا نموت فيها» وكأنه كان يعلم انه سيكون شهيداً . واختتم حديثه قائلا انا راض تماماً بقضاء الله وقدره، وباحتسب ابني شهيداً في سبيل الوطن وأنا عارف ان ابني في أحسن مقام عند ربنا فقد كان يداوم علي الصلاة في اوقاتها وبارا بي وبوالدته ودمث الخلق . اما محمد حسن عمر »موظف بالوحدة المحلية أحد جيران الشهيد فيقول : عرفة كان يتمتع بدماثة الخلق والابتسامة ويشتهر بين زملائه بالتدين الشديد ولم يفتعل مشكلة سواء في مجال العمل أو الصداقة وكان يداوم علي الصلاة والصيام وفي النهاية طالبت اسرة الشهيد بتوفير فرصة عمل لنجلهم الثاني لمساعدة الاسرة في تحمل اعباء الحياة خاصة وان رب الاسرة مسن وظروفه الصحية لاتسمح بالعمل والشهيد كان هو العائل الوحيد للأسرة .