قصص الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الزكية فداء للوطن دروس وعبر يستفيد منها المصريون في صنع الحاضر والمستقبل ومن ضمن هؤلاء الأبطال ابن مركز ناصر ببني سويف الشهيد الملازم أول احمد محمد كامل الذي استشهد في منتصف مايو 2014 في مواجهة مع بعض المهربين والخارجين عن القانون في الصحراء الغربية. الأخبار التقت بأسرة الشهيد البطل الذي عرف بين أبناء بلدته وزملائه بالشجاعة والكفاءة وحب الوطن حتي انه كان يتقدم صفوف زملائه في مواجهة الإرهابيين حتي جاء اليوم الموعود الذي اشتبك فيه مع الخارجين عن القانون، وظل يحارب ببسالة حتي لفظ أنفاسه الأخيرة وسالت دماؤه الطاهرة علي ارض الوطن. يقول محيي احمد شقيق الشهيد :حصل شقيقي احمد علي ليسانس الحقوق من جامعة بني سويف والتحق بالقوات المسلحة في أكتوبر 2013ثم بكلية الضباط الاحتياط وتخرج منها في ابريل 2014 ثم التحق بسلاح حرس الحدود في محافظة الوادي الجديد وبالتحديد في واحة الفرافرة وكان تغمره السعادة لأنه استطاع تحقيق حلمه في خدمة وطنه وذهب إلي هناك، عازمًا علي تطهير الأرض المصرية الغالية، من دنس الإرهاب والتطرف بصحبة زملائه من أبطال القوات المسلحة، لينال بها الشهادة التي طالما تمناها طوال فترة خدمته. وأضاف :وفي الأجازة الأخيرة وقبل أن يسافر أوصاني بالاهتمام بوالدتي وشقيقي مما أثار قلقي وطلبت منه ألا يسافر فطمأنني وفي يوم السبت 15 مايو 2014دخل الشهيد في مواجهة مع بعض عصابات التهريب في الصحراء الغربية وقام بمطاردتهم بصحبة 5 جنود إلا أن بعض الجبناء كانوا يختبئون في الجبال وقاموا بمبادلتهم إطلاق النيران بالأسلحة الثقيلة فاستشهد البطل وارتقت روحه الطاهرة إلي بارئها لتتحقق أمنيته التي حلم بها دوما. فقد كان دائما ما يردد "حد يطول يموت شهيد" وقد نال الشهادة ونحتسبه عند الله شهيدا. أما الحاجة نجاة طلبة "والدة الشهيد "فتقول :التحق نجلي بالقوات المسلحة بالعريش عقب حصوله علي ليسانس الحقوق وكان سعيدا لتحقيق حلمه فقد كان يحلم منذ طفولته أن يكون ضابطا بالجيش المصري وعندما حاولنا السعي لنقله رفض وكان دائما ما يطمئننا عليه ويجري بنا اتصالات هاتفية بين الحين والآخر ليؤكد لنا أن الوضع آمن وألا نصدق الشائعات وان القوات المسلحة مسيطرة تماما إلي أن جاء اليوم الموعود وقبل استشهاده بيوم تلقيت اتصالًا منه يطلب مني الدعاء له ولزملائه لما يواجهونه من مواجهات مع عصابات التهريب،فأصابني القلق والتوتر وشعرت بالخوف علي نجلي إلي أن فوجئت في اليوم التالي باتصال هاتفي من احد زملائه ليخبرنا بنبأ استشهاده ففقدت الوعي لمدة 3 أيام، لم أري فيها سوي صورته، ولم أسمع إلا صوته". واستطردت بعيون باكية: احمد ابني كان إنسانا طيبا وبارا بأسرته وأهله وكان محبوبا من كل الناس اللي يعرفهم.. وأضافت أحمد مش كتير علي مصر، ربيت راجل بأخلاقه وعمله وعلاقته مع زملائه، استشهد وهو يدافع عن وطنه علشان يبقي فخر لينا ولأخواته ولمصر كلها. "بدعي له في كل وقت وصورته لا تفارقني وأنا عارفه انه في الجنة بس الفراق صعب يا ابني". أما حسن محمد شقيق الشهيد فيقول: احمد كان صديقي وأخي وسندي في الحياة.. كان دمث الخلق يداوم علي الصلاة في أوقاتها ونحتسبه عند الله شهيداً. اما محمد سيد خال الشهيد فيقول: احمد كان يتمتع بدماثة الخلق والابتسامة ويشتهر بين زملائه بالتدين الشديد ولم يفتعل مشكلة سواء في مجال العمل أو الصداقة وكان يداوم علي الصلاة والصيام. وفي النهاية طالبت أسرة الشهيد بتوفير فرصة عمل لنجلهم لمساعدة الأسرة في تحمل أعباء الحياة خاصة شان رب الأسرة مسن وظروفه الصحية لا تسمح بالعمل والشهيد كان هو العائل الوحيد لهم.