وصلني صوته عبر الهاتف وهو في أضعف حالاته، وجدت نفسي أشد من أزره وأنا أتمزق في داخلي من أجله، ملعون المرض الذي يذل أعناق الرجال المخلصين المحبين للمسرح والحياة، الذين أعطوا كل حياتهم لأبو الفنون، ملعون الجحود ونكران الجميل وانعدام الوفاء المتمثل في أبسط حالاته بعدم السؤال، عن أخي الحبيب الناقد الكبير د. احمد سخسوخ عميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقا أتحدث، عن الأستاذ الذي تخرج من تحت يديه أجيال، وتعلم منه نجوم شقوا طريقهم بدعم منه، كتابة وتشجيعا ومساندة، رجل واجه الفساد ولم يتوان عن فضحه، وبرغم الشدة التي يعانيها بفعل المرض كان يحدثني عن الفساد والفاسدين الذين سيطروا بنفوذهم وتلونهم علي الحركة المسرحية، كان يحدثني بصوته الخافت المتعب جدا من أثر كم الإشعاع الذي تعاطاه عن الذين تربحوا علي حساب كرامتهم وكرامة أبو الفنون ! كلمة أقولها لكل من كان للدكتور أحمد سخسوخ يد بيضاء عليهم، بادروا من أنفسكم واتصلوا بالرجل الذي علمكم ودعمكم، اسألوا عنه في مرضه، شدوا من أزره، ردوا له بعضا من الجميل، ولكل من كتب د. سخسوخ عن عروضهم وأنار لهم الطريق بكتاباته النقدية الأكاديمية الرصينة المحايدة، اسألوا عنه في شدته، فكلنا معرضون للشدة، ومن سمات الفنان الحقيقي: الإنسانية والمحبة وتقدير صاحب الفضل ورد الجميل لأصحابه ! هو لا يريد اي شئ من أي أحد، لكن صعبان عليه نفسه، ولو كنت مكانه للعنت الجحود ونكران الجميل وانعدام الوفاء والسؤال. لقد طلبت منه أن يتحامل علي أوجاعه وآلامه ويجلس ليكتب، ويكتب، ويترجم، ويسرد مشوارا زاخرا له مع المسرح والحياة، فله من المترجمات والمؤلفات والمسرحيات التي ألفها وترجمها ما يثري المكتبة المسرحية المصرية والعربية. يا صديقي العزيز تحدَ مرضك، اقهرالوحش الذي تقاومه بالكتابة والإبداع. صلوا من أجل د. سخسوخ، وادعوا له بالصمود لأنه من أهم وأخلص من عشقوا المسرح.