بدأت قوافل الحجيج المتعجلين في مغادرة مكةالمكرمة، أمس الأول بعد أداء طواف الوداع دون سعي وسط منظومة متكاملة من الخدمات سهلت ويسرت علي حجاج بيت الله الحرام أداء النسك وأدائهم لطواف الوداع. وعلي جانب أخر مازال بعض الحجاج يواصلون أداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة من غير المتعجلين، حيث مازالت الفرصة أمامهم كبيرة للبقاء في مكةالمكرمة عدة أيام قبل السفر لمدينة رسول الله أو مغادرة مكةالمكرمة الي ارض الوطن. وأكد اللواء عمرو لطفي مساعد وزير الداخلية الرئيس التنفيذي لبعثة الحج ان حجاجنا بخير وجميعهم أدوا المناسك بفضل الله وان من زار المدينة قبل الحج وموجود الان في مكة سيغادر الي ارض الوطن مباشرة دون العودة لمدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم اما ضيوف الرحمن الذين لم يزوروا المدينة فسيتوجهون الي المدينة والبقاء بها عدة ايام ثم يتوجهون الي ارض الوطن من مطار المدينة وأعلن اللواء عمرو لطفي الرئيس التنفيذي لبعثة الحج عن ارتفاع عدد حالات الوفيات ل 45 حالة، معظمها بسبب أزمات قلبية حادة أدت لهبوط بالدورة الدموية، وتوقف مفاجيء في عضلة القلب، وغيبوبة كبدية، أكبرهم يبلغ من العمر 87 سنة، وأصغرهم 43 سنة. البعثة الطبية وتواصل العيادات الطبية للبعثة المصرية المنتشرة في مقار إقامة الحجاج المصريين بفنادق مكة استقبال المرضي من ضيوف الرحمن، وفحصهم وصرف الأدوية اللازمة لهم بالمجان. ويعد الشعور بالألم في القدمين و"التسلخات" الشكوي الأكثر انتشاراً بين الحجاج بسبب الجهد الذي بذله ضيوف الرحمن خلال أداء المناسك علي مدار الأيام الماضية خاصة في التصعيد الي عرفة ورمي الجمرات في ايام التشريق ونظرًا للزحام الشديد للاتوبيسات اضطر الحجيج للمشي عدة كيلومترات يوميا وأكد أن غرفة العمليات المتواجدة بمكةالمكرمة تتابع حجاجنا علي مدار ال 24 ساعة، وهناك تواصل مستمر معهم.وأضاف الرئيس التنفيذي لبعثة الحج، أن جميع الحجاج بخير وصحتهم أفضل، ويتلقون العلاج اللازم بصفة دورية، وأن الأطباء يمرون علي بعض المرض بغرفهم لمتابعة حالتهم الصحية. وأشار الرئيس التنفيذي لبعثة الحج، في تصريحات خاصة ل" للأخبار " أنه بالنسبة للمتوفين من الحجاج المصريين، يتم استئذان المرافقين لهم أو ذويهم في مصر لدفنهم في الأراضي المقدسة، ويتم استخراج شهادات وفاة عقب ذلك لهم من القاهرة. ومن ناحيتها، أخفت حاجة مصرية معاناتها مع أوجاع الفشل الكلوي الذي سكن جسدها قبل نحو سبعة أشهر خوفاً من حرمانها من أداء فريضة الحج إثر اختيارها لتكون ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج الذي تنفذه وزارة الشئون الاسلامية والدعوة والإرشاد، وبعد وصولها لمكةالمكرمة وأدائها طواف القدوم عادت إلي مقر إقامة الضيوف وهي تشعر بألم عارض زارت علي إثره العيادة الخاصة بالبرنامج ليكتشف طبيب العيادة الخاص سرها الذي أخفته. وأكتشف الدكتور أشرف بدر الطبيب المرافق لحجاج أسر شهداء ومصابي الجيش والشرطة المصرية، سر الحاجة "صبيحة" بعد زيارتها للعيادة وسؤالها عن تاريخها المرضي لتجيب الحاجة وهي مترددة بأنها تعاني من فشل كلوي منذ سبعة أشهر، وتعمل غسيلا كلويا 3 مرات أسبوعياً. ويوضح الدكتور بدر أن الحاجة صبيحة جاءت للعيادة تشكو من ألم عارض بسيط لديها وأبلغتهم أنها تقوم بالغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعياً وحريصة علي أداء الحج ولم تخبر أحداً لخوفها من عدم تمكنها من أداء الحج حيث تم عمل الإجراءات اللازمة وإجراء 3 جلسات غسيل لها حتي الآن، الأولي كانت في مستشفي النور والثانية في مستشفي عرفة والثالثة يوم العيد في مستشفي مني وجار متابعة حالتها. من جانبه روت الحاجة صبيحة محمود محمد 47 عاماً قصتها، :"أعاني من الفشل الكلوي وأتيت إلي المملكة لأداء الحج دون مرافق، ووجدت الجميع هنا أبنائي. وأضافت : بعد أن أجرت جلسة غسيل كلوي في مستشفي مني إثر اكتشاف الفريق الطبي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين. وتُكمِل صبيحة سرد قصتها مع الأقدار قائله: "فقدت زوجي في أحداث تفجير مسجد الروضة في عام 2017، ولدي خمسة أبناء وبنت أحدهما يعاني من إعاقة، واكتشفت إصابتي بالفشل الكلوي قبل 7 أشهر وقرر الأطباء إجراء 3 جلسات أسبوعية للغسيل. وأكد رئيس اللجنة الطبية لحجاج أسر شهداء ومصابي الجيش والشرطة المصرية عبدالله المطرفي، أنه يجري متابعة حالة الحاجة صبيحة وتم مرافقتها من المخيم بمني إلي المستشفي والبقاء معها حتي أنهت جلسة الغسيل، مؤكداً أن جميع ضيوف خادم الحرمين الشريفين يتم متابعة أحوالهم الصحية والاهتمام بها من أجل سلامتهم وراحتهم علي أداء مناسكهم بيسر وسهولة. وأوضح المطرفي أنه منذ وصول الحجاج المصريين من ضيوف الملك تم إجراء أكثر من 350 حالة كشف تم نقل 3 حالات منها للمستشفي إلي جانب متابعة حالة الحاجة "صبيحة"، مشيراً إلي أنه يوجد سيارتي إسعاف مجهزة بطواقم طبية من 3 أطباء و 3 ممرضات. ومن ناحيه أخري غادر أسر شهداء الجيش والشرطة مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة، لزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم. وستستغرق زيارة الضيوف للمدينة المنورة يومين، تتخللهما الصلاة في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم، ثم زيارة بعض المساجد والأماكن الأثرية في طيبة الطيبة. ضيوف خادم الحرمين وعلي جانب آخر، أدت الحاجة الفلسطينية "رماح، 44 عاماً" فريضة الحج في أطهر البقاع، فقد كان قبل أن تطأ قدماها ساحة المسجد الحرام ينضح من أطرافها وجعا، وجسداً سكنته رصاصة جنود الاحتلال فضّل الأطباء عدم إخراجها لتبقي تزاحم تفاصيل حياتها منذ 29 عام. وتروي الحاجة رماح، إحدي ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين التابع لوزارة الشوؤن الإسلامية والدعوة والإرشاد، قصتها التي ظلت تعيش آلامها منذ 29 عاماً "، بقولها: في عام 1989، كنّا نجلس في أمان الله في منزلنا الواقع في مدينة جنين، إذ بِنَا نشاهد أخي يدخل المنزل مسرعاً، وتبين لنا أنه مُطارد من قبل شرطة إسرائيلية، وأغلق الباب وإذ بِنَا ندخل جميعا 12 فرداً في غرفة واحدة، وقام الجنود بتهشيم النافذة و قتلوا شقيقتي الصغري أمامنا في مشهد بشع". وتضيف، "كانت أمي تقول للجنود "يكفي قتلتم أبنتي يكفي دم" وإذا بهم يطلقون النار علينا جميعاً، وفي الحال استشهد أخي الصغير، وأصيب جميع إخواني، وتلقيت طلقة نارية في صدري استقرت في رئتي منذ ذلك الوقت حتي الآن، وجري أيضاً أسر ثلاثة من أشقائي". وتكمل "رماح" قصتها المؤلمة، "والدتي كانت أمنيتها أن تحج لكنها أصيبت بجلطة أدت إلي وفاتها، بينما يصارع والدي مرض السرطان ".