كل عام وأنتم بخير، مرت الأيام التي أقسم الله بها »والفجر وليال عشر»، ووقف الحجيج علي صعيد عرفات، اللهم تقبل منهم، وارزقنا حج بيتك الحرام، ومن لم يحج وعنده القدرة المادية اشتري أضحيته، وفي هذا السياق قرأت هذه القصة فأعجبتني، فقررت أن أرويها لكم، القصة تقول إنه قبل العيد ذهب رب عائلة متوسط الدخل للسوق لشراء أضحية العيد، وبعدما اختار الأضحية ودفع ثمنها التقي أحد أصدقائه وطلب منه أن يأخذ الأضحية إلي منزله لأنه كان مشغولا، وكان صديقه متوجها إلي ناحية بيته، الصديق لم يكن متأكدا من موقع المنزل بالضبط فأخطأ وأخذ الأضحية إلي جيران صديقه وأعطاهم إياها قائلا هذه الأضحية لكم دون أن يذكر مصدرها، ولأن الجيران فقراء لا يملكون المال لشراء الأضحية فرحوا بها كثيرا ظنا منهم أنها من أحد المحسنين، عندما عاد رب العائلة إلي المنزل بدلا من أن يجد أولاده فرحين بالكبش، وجد كل شيء عادياً، فدخل المنزل وسأل زوجته فردت عليه أن لا أَحد أتي بالأضحية، وقالت له أعتقد أن صديقك أخطأ وأعطي الأضحية لجيراننا فاذهب وأتِ بها، فرد عليها أن الله قد كتبها لهم ولا يحق لنا أن نسلب فرحتهم وأنت تعلمين أنهم فقراء، وقرر أن يذهب لشراء أضحية أخري، وعندما عاد إلي السوق وجد أحد البائعين يحط رحاله فذهب إليه وقال في نفسه سأكون أول المشترين منه عسي أن يساعدني في الثمن، فعندما وصل عنده تصوروا ماذا قال له البائع.. قال له: »في الطريق وقع لي حادث ونجوت أنا وماشيتي ببركة الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم، وهذا لأنني لايحلو لي النوم قبل أن أصلي علي النبي مائة مرة ولا أبدأ يومي إلا إذا صليت عليه أيضا مائة مره.. وهذا هو سر نجاتي من كل فاجعة تحدث لي، وقد نذرت نذرا أنني سوف أترك أول مشترٍ يختار أفضل أضحيه، ويأخذها بدون أن يدفع شيئا، فتعجب الرجل وقص عليه ماحدث به، وقال أبوح لك أيها التاجر بسر سعادتي في الحياه، وهو أنني أستغفر الله كل ليله ألف مرة، ولا يعرف أحد بهذا حتي زوجتي، فسبحانه وتعالي جل قدره القائل في محكم آياته: »ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب».