علي الرغم من النجاح الذي حققه حلف شمال الاطلنطي في مواجهة نظام العقيد معمر القذافي، يبدو التدخل العسكري مستبعدا جدا في سوريا. فمن جهة لا تريد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الاوروبيون فتح جبهة جديدة في دمشق، خاصة مع وجود معارضة غير منظمة وامتلاك الرئيس السوري بشار الاسد قوات يخشي بأسها. ومن جهة اخري، أكدت واشنطن ان المتظاهرين السوريين لا يحبذون تدخلاً أجنبيًا. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند "انهم يسلكون طريق مارتن لوثر كينج وغاندي". ويري الخبير الامريكي انتوني كورديسمان انه لا توجد في سوريا "انتفاضة حقيقية يتوجب دعمها". وقال ان سوريا "تملك آلة عسكرية تتمتع بقدرات كبيرة، ليست مثل ليبيا حيث لا تعدو كونها واجهة". واعتبر ان تدخلا اجنبيًا في سوريا سيتطلب وسائل اكبر بكثير، ذلك مع احتمال وقوع ضحايا مدنيين. واضاف ان معظم المعارضين السوريين يرفضون فكرة التدخل الغربي خوفًا من ان يؤدي إضفاء طابع عسكري علي مواجهتهم مع نظام الاسد الي حرب اهلية بين مختلف المجموعات القومية والدينية في البلاد. وفي حين اعتمد الغربيون بالنسبة لليبيا علي دعم شامل من العالم العربي، يقول شبلي تلحمي من جامعة ميريلاند الامريكية ان "الرأي العام العربي والدول العربية تعارض تدخلاً عسكريًا في سوريا". كما أن سوريا حليفة ايران وتتمتع بنفوذ كبير في لبنان، حيث تدعم حزب الله. والتدخل في سوريا يمكن ان يحرك كل هذه القوي ويؤدي الي تفجير المنطقة بكاملها. لكن تلحمي قال ان "كل شيء يمكن ان يتغير (...) اذا وقعت مجازر علي نطاق واسع، ولم يتمكن أحد ان يوقفها".