تخيلت نفسي أقف أمام السفارة الصهيونية.. اهتف مع الهاتفين وأرفع معهم علم مصر مطالبا بطرد السفير.. وإذا بي أنسل من بينهم.. واقترب من المبني ذي ال12 طابقا الذي تحتل السفارة الطابق الأخير منه.. ثم »اتشعلق« بين شرفات المبني وشبابيكه وانزع العلم ذي النجمة السداسية.. وأضع علم مصر مكانه. كان هذا مجرد تخيل.. لا أتصور أنه يمكن أن يصبح حقيقة.. لأنها فكرة مجنونة.. كيف أستطيع أن أتسلق كل هذه الأدوار.. وأنا الذي أصاب بالدوار في الطابق الثاني.. عدت إلي بيتي ومازال خيالي يداعبني. عدت إلي بيتي لأري وأتابع عند لحظات الفجر شابا أسمر يفعل ما تخيلته وتمنيته.. وتمناه كل مصري.. تسلق ال 21 طابقا.. وانتزع العلم وأحرقه ووضع مكانه علم مصر.. يا للهول.. يا حلاوتك يا أحمد الشحات.. يا جمالك.. يا عظمتك. أحمد الشحات شرقاوي من فاقوس.. بلد الكرماء.. المحافظة التي أنجبت محمد أفندي أول من رفع العلم المصري علي أرض سيناء في حرب 3791.. وعبدالعاطي صائد الدبابات الذي دمر 32 دبابة إسرائيلية.. وسليمان خاطر جندي الحدود الذي أخذ بثأر زملائه واستشهد في موقعه ولم يخف ولم يقل لنفسه أن الحياة أحلي. كان من الممكن أن يسقط أحمد الشحات من المبني وينزل علي الأرض ستين حتة.. ولكنه لم يفكر في هذا بالتأكيد.. لأنه لو فكر ما كان سينفذ عمليته.. هو لم ير سوي هدف واحد.. ان يحقق حلمه وحلمي وحلم كل مصري في انتزاع العلم الصهيوني من مكانه المغتصب.. وان يرفع مكانه علم مصر. ونحن مع السلام.. ولكننا لسنا مع الاستسلام.. نحن مع احترام الآخر.. ولكننا لسنا مع الاستهانة بأنفسنا.. السلام والاحترام جديران فقط مع من يستحق السلام والاحترام.