"أموات فوق الأرض"..هكذا وصف عمرو موسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية سكان المقابر والعشوائيات في مصر ، عندما زار مقابر الإمام الشافعي بالسيدة عائشة أول أمس تلبيةً لدعوة الإفطار مع سكانها التي وجهتها اليه جمعية "العالم بيتي " - إحدي الجمعيات التي تهتم بشئون سكان العشوئيات والمقابر والتي تقدم لهم المساعدات وتنفذ لهم برامج توعية وإرشاد. وقام موسي بجولة داخل المقابر قبل الإفطار ، وطرق أحد أبواب ساكنيها..فتحت له سيدة عجوز، وصافحته بحرارة ، وقالت له: "انا مش مصدقة عنيا" ، ان يزورها مسئول مثل موسي في بيتها بين الأموات ، كما قالت له ان هذه الزيارة تعد الأولي لشخصية معروفة لتسأل عن أحوالهم. وربت موسي علي كتفها وقال لها: بعد 25 يناير لن يهان مصري بعد اليوم ولن تهان مصر أيضاً بعد اليوم ، وأنه في حال فوزه بالرئاسة لن يسكن المقابر إلا الأموات أما الأحياء فمكانهم الطبيعي ليس هنا وانما في مسكن مناسب يراعي آدميتهم التي أهدرت طوال هذه السنوات الطويلة وبشكل متعمد. وزار موسي سيدة أخري وسألته عن كرامة المصريين التي أهدرت ، فقال لها: لن تهدر كرامة مصري بعد اليوم وسوف تستعيد مصر ريادتها ومكانها الطبيعي..كما سأله السكان عن رأيه في المنطقة ، ورد موسي: "حاجة تزعل..أما الناس حاجة تفرح".."هي دي مصر وناسها الطيبين لما تزورهم بيعملوا كل اللي يقدروا عليه"..وأضاف: ما رأيته اليوم صورة قاتمة والمواطنون لديهم شكاوي كثيرة جداً ويجب أن نتفهم أن هناك 2.5 مليون قنبلة موقوتة وهم سكان المقابر. وطلب الحاضرون من موسي إلقاء كلمة ، فقال لهم موسي: الوعود لن تكون وعوداً في الهواء وستكون هناك نقلة نوعية لأن مصر القادمة ستكون مختلفة عن مصر السابقه. وقال أنا أعرف أن دوافع السكن في المقابر تعود إلي البحث عن مأوي بعد الهجرة من الريف إلي القاهرة ، فلا تجد هذه الفئة من المواطنين سوي المقابر تضمهم وتشجعهم علي ذلك وأحيانًا لوجود أقارب لهم هناك..ولعل أهم الأسباب فعليًّا هو الاكتظاظ السكاني لمدينة القاهرة مع مشكلات المساكن الآيلة للسقوط والانهيارات الفعلية وهذا ما سأعمل علي حله حال فوزي بالانتخابات. وأضاف: تشير الدراسات التي قرأتها إلي أن سكان المقابر فيما يتعلق بالعمل سينقسمون إلي فريقين، الأول فريق "يعمل" والثاني "لا يعمل"، والذي يعمل ينقسم إلي نطاقين الأول داخل المقابر والثاني خارجها..أما التقسيم المهني لساكني المقابر فهناك الحرفيون وهذه الفئة تمثل أبرز المهن حيث تبلغ نسبتهم 37٪ من إجمالي السكان العاملين، ثم ثانيًا الموظفون وتنخفض نسبتهم حتي تصل إلي 9.4٪ أما نسبة المشاركين في أعمال التجارة فتنخفض نسبتهم كثيرًا لتصل إلي 1.7٪ وأخيرًا أصحاب الأعمال المتصلة بمنطقة المقابر حيث تبلغ نسبة هذه العمالة نحو 5.5٪...وهناك مشكلات أخري داخل المسكن، مثل ضيق المساحة وعدم وجود مرافق مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء والخدمات الصحية والمواد الغذائية.. ثم قام موسي بتسليم جوائز أوائل مسابقة حفظة القرآن الكريم.