اليوم في زمن التقلبات والمتغيرات، حرب مستترة وهي أشد ضراوة وأقوي فتكاً، لأنها تستهدف الإنسان من حيث عطائه وقيمه، إنها هي الحرب القذرة »حرب الشائعات»، وهي أشد الاسلحة فتكاً وتدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً، والمدمرة للمجتمعات والأفراد، فكم أقلقت الإشاعة من الأبرياء وحطمت عظماء، وكم تسببت من جرائم، وكم فككت من علاقات أسرية وصداقات وكم هزمت الإشاعة من جيوش، وأخرت الإشاعة في مسيرة الأوطان في التقدم والرقي، فمروج الشائعة لئيم الطبع دنيء الهمة مريض النفس، ومنحرف التفكير ضعيف الديانة، لقد ترسب الغل والحقد في أحشائه، فتاك ساع في الأرض بالفساد، إنه عضو مسموم.. وبسبب شائعة تقول عائشة رضي الله عنها: »فمكثت شهراً لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بالنوم، حتي بدأها الله عز وجل من فوق سبع سماوات».. والشائعات تتطور بتطور العصور، وخاصة عصرنا الحاضر، فإنه عصر ذهبي لرواج الشائعات المغرضة. لقد هوجمت بلادنا الغالية »مصر» ب 21 الف إشاعة في ثلاثة أشهر. تخيل كم من أعداء يريدون تحطيم »البلد الأمين» وتقوم بعض الفضائيات والإعلاميين وغيرهم من المأجورين بإشعال الدنيا ناراً وعليهم تحري الدقة في المعلومات، ومن نطالب بالقضاء علي هذه الظاهرة التي استفحلت بعد دخول الانترنت ومشتقاته لعالم الاتصالات، وآثاره المدمرة ضد أمن الوطن واستقرار الأسر، فمؤسسات المجتمع مسئولون عن محاربة الشائعات وتنبيه النشء وتذكير الكبار ممن ينجرفون وراء كل خبر يأتيهم دون تثبت رؤيته غير مبالين بما يمكن ان تنتهي إليه الشائعات من سلبيات مدمرة.. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، نطالب بعقوبات رادعة لمثيري الشائعات من الفضائيات وثرثرة الاعلاميين والأفراد. ولك الله يا مصر..