كتبت أكثر من مرة متسائلا: هل توقف العطاء و لم يعد لدينا جديد؟ هل نضبت قريحتنا ولم نعد قادرين علي إفراز قمم جديدة؟ عندما نتحدث في أي مجال ننظر إلي الماضي ونترحم علي الزمن الجميل الذي ولي ولم يعد هناك جديد وجميل مثله، في الغناء مازلنا نتغني بما أبدعته قريحة العمالقة أمثال أم كلثوم وعبدالوهاب وعبد الحليم، في الأدب والفكر مازلنا ننهل من إبداعات العقاد و الحكيم و طه حسين وغيرهم و عندما نستمع إلي القرآن الكريم لا نسمعه إلا بأصوات العمالقة الكبار المنشاوي وعبد الصمد ومحمد رفعت والحصري ومصطفي إسماعيل، حتي المشاعر والأحاسيس تفتقد رومانسية الزمن الجميل الذي ولي ولم يعد له وجود نتلمسه نترحم عليه فقط، وعندما نتأمل أي شيء حولنا نتأكد أننا نعاني من عقدة الزمن الجميل وأنه لم يعد لدينا جميل فالأخلاقيات و القيم و التقاليد أحسنها و أفضلها كانت في الزمن الجميل، فهل بالفعل نضبت قريحتنا، هل لم يعد لدينا ما نقدمه، أعتقد أن مصر زاخرة بكل ما هو جميل في كل المجالات ولكن هناك غبار يحتاج إلي من يرفعه ويكشفه لينكشف ما تحته ولكن أين الكشافون والجواهرجية الذين يملكون القدرات العالية لكشف المواهب، في ذلك الماضي والزمن الجميل، كان هناك هؤلاء الكشافون والجواهرجية في كل مجال ولابد أن نعيد تقاليد هذا الزمن في كشف المواهب وإبرازها ودفعها للأمام فمصر دائما ولادة في كل المجالات، المصريون في كل دول العالم عندما يجدون من ينتبه إلي مواهبهم ويعطيها الفرصة ماذا يفعلون؟ يتبوأون أعلي المناصب ويقدمون للبشرية مختلف الإبداعات في الطب في الكيمياء وفي العلوم، فماذا لو كان هذا العطاء في مصر لدعم مسيرة التقدم فيها؟ وقد وجدت ضالتي أخيرا للإجابة علي أسئلتي في توجيه الرئيس لوزير الشباب بصياغة آلية فعالة لاكتشاف المواهب الرياضية، في كل ربوع محافظات مصر، التوجيه مهم، وفي وقته فمصر تزخر بقاعدة شبابية عريضة، تعظم من فرص انتقاء مواهب رياضية متميزة، تستطيع المنافسة علي المستوي العالمي، وإن كنت أطمع أن يكون البحث عن المواهب في كل المجالات وليس الرياضة فقط من خلال هيئة عليا مهمتها كشف المواهب في كل مكان في مصر، وأعتقد أننا سنجد الكثير في كل المجالات.