.. وبعد مرور أكثر من ستة أشهر علي قيام ثورة 25 يناير، وجب علينا الاعلام أن نتساءل : ما الذي جناه المصريون وجنته البلد من ثمار الثورة ؟!! .. فالثمرة التي كان مفترضا أن نجنيها بعد مرور نصف العام علي الثورة هي التي كان ولابد أن تعم كل الشعب المصري بكافة ملله وأطيافه لا أن يقتصر لحسها علي بعض الموظفين ممن زادت مرتباتهم بمقدار لا يتجاوز حد زيادة حصتهم من اللحمة إلي كيلو واحد بعد أن كانت الحصة لا تتعدي نصف الكيلو في الشهر !! فما المعني أن ننقلب ونثور ضد نظام الحكم ، فيما يظل الفساد الاخلاقي والسلوكي كما هو ؟!! فحتي المكسب الذي فرحنا به وتفاءلنا له أيام الثورة بنزول الشباب إلي الشوارع لكنسها وتجميلها سرعان ما أختفي وزال.. بل أن الفساد الذي ظننا أننا حاصرناه وقبضنا عليه بميدان التحرير وجدناه أكثر توحشا وبشاعة في بقية الميادين والشوارع والحارات والازقة ليس من البلطجية فحسب ولا الفلول فقط إنما من دعاة الهمجية ، حتي الموظفين من محترفي فتح الادراج والذين كانوا قد أستحيوا من الثورة وتحلوا بالتعفف مراعاة لظروف الناس سرعان ما إستعادوا نشاطهم الفسادي وفتحوا أدراجهم وجيوبهم من جديد !! والحال في الشارع لا يختلف عنه في الرياضة والتي أظن بل أجزم أن الثورة لازالت لا تعرف طريقها حتي الآن !!