لنا رؤيتنا الخاصة رغم انضمامنا لائتلاف دعم مصر صرف الدعم دون تمييز وضع يستحيل استمراره المهندس أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن أحد أصغر رؤساء الأحزاب في تاريخ الحياة السياسية المصرية..عرفه الجمهور عن طريق رئاسته للهيئة البرلمانية للحزب داخل مجلس النواب، مع بدء انعقاد المجلس في أول عام 2016، وشق بعده طريقه ليفوز بالتزكية برئاسة الحزب في آخر مؤتمر عام في سبتمبر الماضي ولمدة 4 أعوام، يشرف حالياً علي خطة اندماج الحزب وتكوين كيان سياسي موحد.. ربما يكون الأقوي والأكبر في الفترة الحالية ولسنوات قادمة، يري رشاد أن الأحزاب المنغلقة علي نفسها واهية المستقبل وضعيفة الآمال، وأن المنافسة والتواجد وثبات الذات ستكون من نصيب الكيان الحزبي والسياسي الذي يمثل كل فئات المجتمع ويضم جميع أجيال الشعب، ويصنع الوعي المجتمعي الذي يجعل الشعب مدركاً للتحديات التي يقبل عليها الوطن.. المهندس أشرف رشاد اختص »الأخبار» بهذا الحوار. كم عدد أعضاء حزب مستقبل وطن بعد الاندماج خاصةً بعد انضمام نواب كانوا من أحزاب أخري مثل علاء عابد وعبد الهادي القصبي؟ - لا أستطيع أن أقوم بحصر نهائي لعدد أعضاء الحزب.. خاصة من النواب لأننا لم نقم بتجميع استمارات من النواب لدي أمانات المحافظات، ولكن أستطيع أن أقول أن »مستقبل وطن» بما انضم إليه من نواب سيكون حزب الأغلبية البرلمانية داخل مجلس النواب، وبالنسبة لمنصب علاء عابد والقصبي تم اختيارهما نائبين لرئيس الحزب، وهي مناصب تنظيمية والحزب اكتسب بهما خبرة نظرا لخبرتهما البرلمانية والسياسية. انتقاء الكوادر هل هي سياسة ينظر إليها الحزب بعين الاعتبار.. خاصةً بعد ضم القيادي الوفدي السابق المهندس حسام الخولي؟ - باب الحزب مفتوح لكل من بخارجه إذا أراد الانضمام إليه.. كما أن الباب مفتوح لكل عضو من داخل الحزب إذا أراد أن يخرج أو لمن يفشل في إثبات جدارته، والمهندس حسام الخولي قامة سياسية كل الناس تحترمها، وقامة عالية في مجال العمل السياسي.. وهو مكسب وإضافة كبيرة للحزب، وبالفعل تحرك فور انضمامه علي مستوي أكثر من ملف وأصبح مسؤولاً عن عدد من القضايا، وفيما يتعلق بمسألة كيفية جذب الكوادر الذين لهم نفس الرؤية والذين ينتمون لنفس المدرسة الوطنية، »مش قضية كوادر وخلاص» .. وهدفنا الأسمي هو الاتفاق علي رؤية واحدة وان اختلفت وسائل وآليات تنفيذ هذه الرؤية. شكل العلاقة البعض لديه التباس في فهم شكل العلاقة بين كياني حزب مستقبل وطن وائتلاف دعم مصر؟ - لايوجد تشابك أو تداخل بين الكيانين.. خارج المجلس مستقبل وطن هو حزب، ودعم مصر كيان أو ائتلاف برلماني.. داخل المجلس فإن الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن تعبر عن وجهة نظر الحزب، وهي إحدي مكونات الائتلاف لكن الائتلاف لديه بعض المكونات الأخري مثل الشعب الجمهوري وحماة الوطن والمؤتمر، وكلٌ من هذه الأحزاب له رؤيته والخاصة.. بالتالي »دعم مصر» يجمع هذه الرؤي بين هذه الأحزاب ليخرج برؤية ائتلاف دعم مصر.. وبلورتها. والائتلاف أحد الطرق التنسيقية الهامة للغاية للترتيب والتنسيق بيننا وبين الأحزاب الأخري..لإخراج رأي مشترك، فمهما كان الحزب حزب الأغلببية فهو يعبر عن رؤيته الخاصة به، لكنه هناك أحزابا لها رأي مختلف ودور ائتلاف دعم مصر هو أن يجمع هذه الرؤي ويبلورها في وجهة نظر موحدة. هوية الحزب وأيدلوجيته هل يمكن تصنيفها علي أنها ليبرالية محافظة؟ - بعيداً عن المصطلحات السياسية المعقدة التي قد لايفهمها الشعب المصري من أحزاب ليبرالية أو يمينية أو يسارية أو غير ذلك.. هذه مصطلحات لايمكن استخدامها في مصر، لأن أي حزب مصري يضم في عضويته كل هذه الفئات والأيدلوجيات أو حتي المدارس السياسية المختلفة.. نظراً لأننا الحزب الأكبر وبالتالي يضم الأعداد الأكبر والفئات الأكثر ؛ فيمكن القول بأننا ننتمي لمنطقة الوسط للأحزاب المصرية. شكراً شريف ما رأيك في اختيار د. مصطفي مدبولي لرئاسة الحكومة.. وهل يمكن أن يستخدم الحزب حقه في المادة 146 من الدستور ويرفض منح الثقة للحكومة؟ - في البداية نود أن نوجه الشكر للمهندس شريف إسماعيل، لأنه أدي أفضل ما لديه خلال العامين الماضيين، قد نتفق معه أو نختلف لكن لابد أن نشكره.. لاسيما أنه لم يبخل بأي جهد علي البلد.. استخدامنا لحقنا الدستوري في رفض منح الثقة للحكومة يكون حسب الموقف، ومن المؤكد أنه سيحدث لحزب الأكثرية أو الأغلبية البرلمانية في يوم من الايام، لكن ليس الآن، لأننا حالياً في مرحلة المعارك التنفيذية، ولو صنفنا سياسة الدولة المصرية حالياً كمحاور أهمية فالسياسة تأتي في المحور الثالث أو الرابع ولن تكون أبداً في المرحلة الأولي، ولكن الاقتصاد هو الأول والأهم، نظراً لخريطة الإصلاح والتحول الاقتصادي وأهمية آثاره، والتحديات الاقتصادية لمصر.. فنحن كنا نحتاج بشكل أساسي لحكومة تحديات، حكومة يجب أن تكون متوافقة مع نهج ورؤية رئيس الجمهورية لاسيما أنه عازم علي استكمال الإصلاح الاقتصادي.. مهما كانت التضحيات، حتي لوكانت هذه التضحيات علي حساب شعبيته وحساب رضاء الناس عنه، ولهذا فإن رئيس الجمهورية هو الأجدر باختيار رئيس الوزراء.. لأنه سيختار الأصلح للسير معه في سبيل استكمال خطة الإصلاح الاقتصادي، ويستأنف تنفيذ هذه الخطة التي شارفت علي الانتهاء.. ونحن كحزب أغلبية سنضع ثقتنا فيمن اختاره الرئيس لأنه هو الأجدر بالاختيار. هل سيكون لمستقبل وطن مرشح رئاسي في 2022.. وهل سيتحول الحزب من حزب الأغلبية إلي حزب الرئيس؟ - سأتكلم عن مستقبل وطن كفكرة قبل أي شيء، فهذه الحملة ارتبطت عاطفياً منذ انطلاقها بالرئيس السيسي وهذا عاطفي قبل أن يكون سياسياً، وكان يشار لها علي انها حملة انتخابية للرئيس السيسي..وهذا شرف لا ندعيه ومسئولية وطنية لاننكرها، هذه الحملة ولدت بعد 30 يونيو وأول من رفعت شعار نري فيك »مستقبل وطن»، وكنا حريصين علي دعم هذا الرجل بما أمامه من تحديات في فترة هامة جداً من تاريخ مصر، وحول فكرة دفع مستقبل وطن بمرشح رئاسي فإن مرشحنا حتي لو لم ينتم إلينا فهو الرئيس عبد الفتاح السيسي. ماهي رسالة الحزب لجموع المواطنين لتحمل الآثار الناجمة عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي؟ - يمكن تلخيص هذا الأمر في 5 محاور، أولها هو استحالة استمرار الوضع القائم، والوضع القائم هنا هو استمرار صرف الدعم لكل فئات المواطنين دون تمييز، لأن هناك أحقية وواجبات. ثانياً هو تغيير الوضع القائم وذلك بعد اتفاق الجميع علي استحالة الاستمرار، فلابد أن يحدث التغيير، والسؤال هنا ما هي آلية إحداث هذا التغيير، من يملك طرحاً مناسباً أكثر مما تنهجه الدولة نتمني أن نسمعه.. وهي آلية اتفق عليها كل من يفهم في الاقتصاد، ويستحيل ان تسأل أي اقتصادي في العالم عن خطوات مصر ويقول أنها خاطئة. ثالثاً مراعاة البعد الاجتماعي أثناء إجراءات هذا التحول أو التغيير، هل نحن نقوم بمراعاة البعد الاجتماعي، الناحية النظرية عندنا صحيحة ولكن التطبيق أحياناً لايكون صحيحاً، فعندنا برنامج تكافل وكرامة وهناك قانون التأمين الصحي الجديد، وزيادة بطاقات التموين، ولكن الخطأ في التطبيق يكون بأنه أحياناً يكون هناك خلل في الضمائر فيضع من لايستحقون أسماءهم في برنامج تكافل وكرامة، وأخرون يصرفون من بطاقات التموين وهم لايستحقون. رابعاً النتيجة، هناك نتيجة ربما تكون غير مباشرة لكن من يدعي عدم وجودها فهو ناكر وجاحد، فعندنا الآن شبكة طرق هي الأكبر والأحدث في تاريخ مصر وتنمية صناعية واستصلاح ملايين الأفدنة وحقول غاز جديدة يتم اكتشافها، وتحسين خدمات وتعديل التشريعات التي تمس المواطنين بشكل مباشر، مشروعات الصرف الصحي علي سبيل المثال فالرئيس السيسي استلم البلد بدون صرف صحي إلا في المدن، وتمت إقامة 1100 مشروع في 1100 قرية وهو في تاريخ الدول معدل إنجاز ضخم جداً.. ليس هناك نتيجة نهائية ولكن المقدمات الدالة علي هذه النتيجة تبشر بالخير، خامساً الاستهلاك وهو أننا شعب مستهلك بطبعه وهنا تكون الرسالة الأساسية؛ فآثار الإصلاح الاقتصادي طالت جميع طبقات المجتمع وليس الفقراء فقط، وهنا لن نقول للناس »استحملوا أو شدوا الحزام».. وهذا الكلام المستهلك، ولكن نقول أنه قد يأتي علي الأوطان فترة يتحمل فيها أهل الوطن الصعاب من أجل الأجيال القادمة، ويجب علي الناس الصبر ومؤازرة الدولة والوطنية ودعمها والنتيجة ليست ببعيدة ؛ قد تكون خلال عامين أو 3 علي الأكثر. معركة الوعي الرئيس السيسي تحدث في خطابه أثناء حلف اليمين عن معركتي البناء والبقاء، معركة الوعي من يقودها.. ومن وجهة نظرك هل هناك تقصير فيها؟ - هذا دور أساسي للأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، الوضع في مصر أن لدينا حدودا ملتهبة من 3 اتجاهات.. العدو الاستراتيجي القديم علي مر الزمان من الناحية الشرقية لحدودنا وهو إسرائيل، مهما كان بيننا من شكل دبلوماسي فهي عدو أو خصم، وعدو إرهابي علي حدودك الغربية تقاتله في مساحات شاسعة جداً من الحدود بينك وبين ليبيا، وحدود جنوبية غير مستقرة يتم فيها تهريب السلاح، فالمحصلة ثلاثة اتجاهات من الحدود ملتهبة بكل تفاصيلها فهذه معركة البقاء، ولدينا أيضاً إرث عام كامل من حكم جماعة الإخوان المسلمين، مازلنا نعاني آثاره حتي الآن بالذات في قضية الإرهاب.. والمعركة مع الإرهاب صعبة جداً وطويلة الأمد، لأنها ليست معركة مباشرة ولا في ميدان محدد، فأنت تواجه عناصر تختبئ وتظهر ومن أساسيات أسلوبها هو الغدر.. وأري أن المعركة مع الإرهاب فيها نوع من الوعي العام لدي الشعب، لأن المواطن المصري بطبيعته كاره للإرهاب.. ومصر لديها خبرة في محاربة الإرهاب والعلاقة بين المواطنين والقوات المسلحة »فوق ماحد يتخيلها» لأن فعلاً جيش مصر هو مكون من الشعب المصري، وأري أن معركة البناء ينقصها الوعي.. وذلك لأن الشعب المصري ظل لمدة كبيرة جداً منذ الحقبة الناصرية يعتقد أن الحكومة هي المسؤولة عن كل شيء.. ويجب تحويل هذه الفكرة وتغيير هذا الاتجاه الي الاستثمار الخاص والقطاع الخاص، ولابد أن يتحول الفرد إلي صراع العمل في المجال الخاص، ويدرك أن المجال الحكومي لم يعد هو المجال الرئيسي فهذا ليس سهلاً أن يحدث، وهو ما يحتاج لمعركة وعي وبجانبها معركة للتأهيل لأن العمل الخاص يتطلب التأهيل والتدريب والخبرة والمهارة وعليه فإن معركتي الوعي والتأهيل من أهم المعارك خلال الفترة القادمة، وهما مسؤولية الأحزاب والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، ويحتاج لتكاتف جهود كل مؤسسات الدولة. تعديل الدستور ما رأيك في المطالبات بتعديل الدستور؟ - أنا من ضمن الناس التي تدعو إلي تعديل الدستور وهذه وجهة نظري الشخصية، ولكن علي صعيد الحزب فهذا القرار يجب أن يُتخذ عبر إجراء مؤسسي تنظمه الأمانة العامة للحزب، وفي مادة مدة الرئاسة لاتكفي ال 4 سنوات فنحن لسنا أمريكا، والمناخ المصري لايسمح بأن تضع فكرة وتنفذها وتتابع تنفيذها خلال 3 أو 4 سنوات فقط وهناك بعض الدول المتقدمة والديموقراطيات المستقرة مدة الرئاسة فيها 5 سنوات مثل فرنسا، وأنا أتساءل كيف تكون مدة مجلس النواب 5 سنوات ومدة الرئيس 4 فقط.. كما أن الدستور كُتب بحالة توافقية وفيه عدد من النقاط التي تحتاج للتعديل، والدستور ليس قرآناً. ما هي خطة الحزب للمنافسة في انتخابات المحليات؟ - لدينا خطة من 3 مراحل لتدريب 200 ألف شاب سواء من أعضاء الحزب أو خارجه لخوض المحليات.. كل مرحلة منها يُعبر عن مستوي من مستويات التأهيل، ومن المنتظر أن تبدأ منتصف الشهر المقبل »يوليو 2018».. بتدريب 200 ألف شاب عبر برنامج تضعه أمانة التدريب والتثقيف بالحزب، ومدة هذا المستوي شهر واحد لكنه يستمر لحوالي 6 شهور.. حيث سيتم تقسيم الجمهورية إلي 6 قطاعات، وعقد التدريب فيها بشكل متوال، المستوي الثاني يستهدف تدريب 100 ألف شاب ويستمر علي مدار شهرين، وجلساته تخصصية للتدريب علي إدارة جلسات المجلس المحلي وقانون المحليات، وتقديم الاستجوابات لكوادر الحزب، المستوي الثالث والنهائي يستهدف 50 ألف كادر سيمثلون الحزب في انتخابات المحليات، ومدة هذا المستوي شهران.. ويتم خلاله التدريب علي حقوق وواجبات عضو المجلس المحلي ، ومن خلال ماسيفرزه هذا التدريب ستكون القائمة النهائية للحزب في انتخابات المحليات.