تمكن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الخاص بإعادة الثقة إلي البورصات العالمية التي منيت خلال الأسبوع الماضي بخسائر بسبب عمليات بيع وصفت بالأكبر منذ اعوام نتيجة المخاوف من تأثيرات أزمة الديون في أوروبا وأمريكا. وكان المجلس الفيدرالي قد وعد بالابقاء علي معدلات الفائدة الاساسية قريبة من الصفر لسنتين آخريين علي الاقل مؤكدا انه ينوي اتخاذ إجراءات اخري للحد من تدهور الوضع الاقتصادي في هذا البلد الذي تعرض لخفض تصنيفه الإئتماني قبل أيام. وقال مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بيان في ختام اجتماع للجنته للسياسة النقدية ان معدل الفائدة الاساسي الذي حدد بما بين صفر و0.25٪ منذ ديسمبر 2008 سيبقي علي حاله "حتي منتصف 2013 علي الاقل". وسيبقي حجم السيولة التي تضخ في النظام المالي علي حاله. وانعكس الاعلان عن هذا القرار بشكل ايجابي علي اسواق المال. ففي نيويورك أغلق مؤشرا داو جونز وناسداك علي ارتفاع كبير عقب خسائر فادحة تكبدوها في جلسات سابقة. كما حقق مؤشرا "ستاندرد اند بورز" ووول ستريت مكاسب في الدقائق الأخيرة من جلسة امس. وسجلت البورصات الآسيوية تحسنا خلال جلساتها امس حيث ارتفع مؤشر نيكي ببورصة طوكيو بنحو 2٪ فيما ارتفع مؤشر كوسبي بكوريا الجنوبية بنحو 4 ٪. وفي الصين أذكي ارتفاع الصادرات الي أوروبا والولايات المتحدة الي مستوي قياسي في يوليو المخاوف من تأثر ثاني أكبر اقتصاد في العالم بأزمات الدين في الخارج. وفي الخليج، افتتحت بورصات دبي وابوظبي وسلطنة عمان مداولاتها علي ارتفاع ايضا. كما انعكس القرار الأمريكي علي أسواق المال الأوروبية، حيث سجلت بورصات باريس ولندن وفرانكفورت ومدريد وميلانو ارتفاعا في بدء تعاملاتها امس. لكن الأسهم الأوروبية عادت وقلصت مكسبها بشكل محدود اثر تحول أسهم البنوك للإنخفاض وفي مقدمتها أسهم البنوك الايطالية في حين قال متعاملون ان المستثمرين ربما يقايضون أسهم البنوك بسندات ايطالية. وفي لندن خفض بنك انجلترا توقعاته بالنسبة للنمو الي 1.4٪ من متوسط معدل سنوي يبلغ 2.7٪ بسبب ما وصفه ب"تدهور الاقتصاد العالمي". واثر الإعلان تراجع الجنيه الاسترليني علي نطاق واسع مما عزز التوقعات بأن تظل أسعار الفائدة البريطانية منخفضة خلال العام المقبل ويبقي أيضا علي توقعات السوق بإحتمال اللجوء الي مزيد من إجراءات التحفيز المالي. وفي سويسرا ارتفع الفرنك السويسري الي "قمة قياسية" أمام اليورو والدولار مع بحث المستثمرين عن ملاذ وسط أزمة ديون تحيط بمنطقة اليورو. وأعلن البنك الوطني السويسري انه سيضخ مزيدا من العملة في السوق لضبط التصاعد القياسي للفرنك السويسري أمام العملتين العالميتين. وفي فرنسا قطع الرئيس نيكولا ساركوزي عطلته لحضور اجتماع اقتصادي في قصر الاليزيه. وأكد ساركوزي عقب الاجتماع ان التزامات فرنسا "لن يتم المساس بها مهما كانت تطورات الوضع الاقتصادي، متعهدا بالسعي للإمتثال لأهداف الحد من العجز" علي ضوء أزمة منطقة اليورو.