هناك حملة شرسة ضد اختيارات بعض المحافظين ، ولكن لن يختلف أحد معي علي اختيار اللواء عادل لبيب ليعود "الأسد إلي عرينه" بقنا الذي اعتبره أهلها الرجل الذي خدم محافظة قنا بكل عقلانية ومقدرة علي المواجهة وروح خلاقة لاكتشاف وتطبيق الأساليب المناسبة لطبيعة الموقع وطبيعة أهله ، فأصبح قدوة ونموذجا جعلت بعض صانعي القرار حتي في الماضي يقولون لغيره من المحافظين "انظروا لما يقوم به هذا الرجل في قنا". وأذكر أنني زرت هذا الإقليم مرة أثناء وجود عادل لبيب المرة السابقة لاكتشاف معالم التجربة في قلب صعيد مصر ، واليوم استعين بما توصلت إليه من معلومات ونتائج عند زيارتي لقنا وعادل لبيب عندما عشنا تجربته الأولي في هذا الإقليم والتي أضعها تحت تصرف الرأي العام وثوار 25 يناير لنعتمد عليها في تقييم اختياره. خلفيات اختيار عادل لبيب أهم خلفيات هذا الاختيار هي خلق تقليد جديد أنه يمكن إعادة اختيار محافظ للمرة الثانية لموقع تركه منذ سنوات لأن كل الدراسات الجدية أثبتت نجاحه فضلا عن أن ذلك كان دائماً مطلباً شعبياً لدي أهل قنا وهذا ما يعكس وعي جمهور قنا بمصلحته الحقيقية حينما لا يختلط بالصوت العالي للإثارة والغوغائية. الخلفية الثانية وهو تقليد جديد أيضاً أنه يمكن اختيار محافظ استقال من عمله أو طلب منه أن يستقيل ، حينما تتجلي الرؤية وتتضح الصورة فنختار الواقعية. معلومات عن تجربته السابقة بقنا كمحافظ التي بدأت في 2 نوفمبر 99 واستمرت حتي4 يناير 2006 قبل أن يتم اختياره محافظا للإسكندرية تكريما لجهوده منذ 28 أغسطس 2006 حتي فبراير 2011. عندما زرت قنا وتجولت في شوارعها لأري درجة نظافة غير عاية ، وكأني في مدينة أوروبية ولست في صعيد مصر ثم جاءت لي فكرة أعترف أنها خبيثة ، فذهبت إلي شوارع المدينة الضيقة وحاراتها لأجد نفس مستوي النظافة. . رأيت تغييرا حضاريا علي كورنيش النيل بمستوي عال ليتنزه عليه شعب قنا واستراحات علي الطريق استفادت منها المرأة في قنا لأول مرة . أما ما هو أهم فإن عادل لبيب لم يكتف بما عمله في عاصمة الإقليم فمد يد الإصلاح للقري والنجوع خارج المدينة وبدأ بوضع مصابيح الكهرباء لأول مرة في تلك الأماكن وبتجربته الأمنية السابقة كان يعلم أن إضاءة هذه المناطق سيؤدي حتما إلي تخفيض نسب الجرائم في تلك المناطق. وجاء رصف الطرق ليشعر الناس بآدميتهم . حينما طبق عادل لبيب في قنا مبدأ الغرامة لإلقاء القمامة في الشوارع (حتي ولو علبة سجائر...!) ولعلمه أن الإنسان المصري لديه قناعة أن العقوبة تطبق علي الغلابة فقط فتتبع رجاله أحد أعضاء مجلس الشعب وهو يتجول في المدينة حتي وصل إلي نقطة ألقي عندها علبة السجائر في الطريق وحين جاء رجال عادل لبيب يطالبونه بدفع الغرامة وأمام رد الفعل الذي تعودناه من "المهمين" :أنت عارف بتكلم مين؟ وكما خطط عادل لبيب لهذه الدعابة الجادة أوصل رجال عادل لبيب عضو مجلس الشعب علي المحمول بالمحافظ الذي فاجأه بقوله لديك الآن فرصة نادرة لتكون مواطن قنا الأول في احترام النظام ، وأنا واثق أن ذلك سيؤثر في شعبيتك في الانتخابات القادمة ..!! واستجاب عضو مجلس الشعب. عودة لموضوع زاهي حواس ليس سراً أن حالة وزارة الآثار الآن "لا تسر حبيبا..!" هل من مراجعة عادلة لرفض الاتهامات الظالمة مثل الشكوك التي جاءت في ذهن حفيدة تيمور باشا متهمة زاهي حواس أنه السبب في اختفاء السيف التاريخي لجدها ثم تحققت بنفسها بعد ذلك من عدم صحة الإدعاء وهي تتندم الآن ...! كلمة حق عن اللواء سمير فرج التقيت برجل في الأقصر كان سمير فرج قد أزال منزله مثل المنازل الأخري في الحملة الحازمة التي قام بها من أجل تطوير طريق الكباش - ومن الطبيعي أنه كان خصما - وقال لي لقد تندمنا جميعا علي ترك اللواء سمير فرج لموقعه وأهم شيء حزنت عليه هو نظافة المدينة ولم يكن بالصدفة أن يختار اتحاد المدن العالمية الأقصر لتكون من بين المدن المتميزة علي مستوي العالم ، كان سمير فرج أكثر من محافظ فكان سفيرا فوق العادة لمحافظته أمام الوفود الأجنبية التي أتت إلي الأقصر ورأت نموذجاً في التطوير والتجميل.