لمصلحة من يتم استخدام تقنية »الفار» التحكيمية وحكام الفيديو ؟ هذا هو السؤال الأكثر جدلا في المونديال الروسي الذي يتم لأول مرة فيه استخدام هذه التقنية التحكيمية المتقدمة والتي كانت أملا كبيرا لكل الفرق واللاعبين الذين يشتكون من قرارات التحكيم المتحيزة للفرق الكبيرة خاصة أن تقنية الفار من الصعب التحايل عليها لأن الحكم يري بعينه وبالتصوير البطئ وإعادات للحالات التحكيمية بكل الزوايا لكي يصل إلي القرار الصواب والأكثر دقة. ولكن مع نهاية الدور للمونديال تبين عكس ذلك ومازال التحكيم يسقط في بئر الهاوية ويواصل أخطاءه ولم يأت »الفار» ليعيد الاتزان والعدالة للصغار ولكن جاء لكي ينقذ الكبار. تقنية التحكيم بالفيديو أو »الفار» كانت ستكون ذات جدوي لو لم يتم التحكم فيها ب»الريموت كونترول» وفق هوي الاتحاد الدولي لكرة القدم.. فالحكام المشرفون علي »الفار» يصدرون قراراتهم بشأن الحالات التي يتدخلون فيها حسب رغبة الفيفا الذي يصر علي حماية »الكبار» دون سواهم من الخسارات أو حتي من الإقصاء.. وهو ما وصفه النجم الكبير آلان شيرر بأن هذه التكنولوجيا »مهزلة». كما قال عنها لاعب ليفربول جيمس ميلنر بأنها »خدش مطلق» للحياء.. وقال سيرجيو راموس قائد إسبانيا: »إن فريق «Aک لم ينقذنا، لقد أخبرنا الحقيقة فقط». الكثير من الأحدات التي عرفتها مباريات المونديال الروسي سواء فيما يتعلق باحتساب ضربات الجزاء أو التغاضي عنها.. أو في توزيع البطاقات الصفراء.. أو في إعلان حالات الطرد.. أو غير ذلك لا يمكن أن تمر من دون أن يؤشر عليها التحكيم ولو بمساعدة »الفار» ما لم تكن تخدم المنتخبات الكبيرة.. لذلك بات واضحا أن بقية المنتخبات ليس لها دور في هذا المونديال أكثر من دور »الكومبارس».. وظهرت تجليات التحكيم علي حسب الأهواء وحفاظا علي الكبار في العديد من المباريات ودائما ما كانت تسير نحو فرق النجوم والمرشحة حتي ولو كانت لا تستحق حيث كانت أبرزها في لقاء المغرب أمام البرتغال الذي أقصي أسود الأطلسي رسميا من المونديال فبالرغم من وضوح الأخطاء لم يتم اعتمادها طيلة المباراة، كضربتي الجزاء الصحيحتين لصالح المغاربة، فيما رفض طلب المغاربة بإعادة النظر فيهما، فضلا عن احتساب هدف للبرتغال ظلما حيث سبقه خطأ دفع من بيبي نجم البرتغال علي مدافع الفريق المغربي.. كما تعرض أسود الاطلسي للظلم مرة أخري ولكن هذه المرة أمام فريق كبير آخر ألا وهو إسبانيا حيث لم يرض الحكام بأن ينتصر فريق بلا تاريخ عالمي علي كوكبة النجوم الأوروبية وتغاضي الحكم عن طرد صريح لبيكيه بعد تدخله العنيف علي لاعب المغرب والذي يستوجب عقابا قاسيا.. وفي نفس المجموعة أبي الحكم بأن يطرد أفضل لاعب في العالم أثناء لقاء إيرانوالبرتغال بعد تعمده ضرب مدافع إيران واكتفي الحكم بإنذاره فقط. واستمرارا لمسلسل إنقاذ الكبار تعرض المنتخب النيجيري إلي ظلم تحكيمي فج أمام الأرجنتين ضمن الجولة الأخيرة من المجموعة الرابعة، بعد أن لمست الكرة يد المدافع الأرجنتيني ماركوس روخو، مما تطلب ضربة جزاء لصالح نيجيريا، إلّا أن الحكم شاكير كونيت احتسب ركلة مرمي للأرجنتين. وبعد مطالبات لاعبي نيجيريا للحكم بمراجعة »تقنية الفيديو»، تم التثبت لكن تمسك الحكم التركي بقراره الأول، مؤكدا أنه لا وجود لركلة جزاء، ليبقي الحكم علي أحلام ميسي ورفقائه في المونديال الذين كانوا قاب قوسين أو أدني من توديعه مبكرا. وبالرغم من أن منتخبنا خرج مبكرا إلا أن تقنية الفار لم ترحمه أيضا أمام السعودية في الجولة الأخيرة وتم احتساب ركلتي جزاء بهما الكثير من الشك الأولي عندما ارتطمت الكرة بيد أحمد فتحي الثابتة والأخري لم يعرقل علي جبر مهاجم السعودية أو تعمد إعاقته ولكن بغرابة شديدة لم يتراجع الحكم حتي بعدما شاهد الإعادة وأصر علي موقفه في مشهد مثير للجدل وبكل تأكيد ستفتح هذه التقنية التحكيمية المستحدثة وكل هذه التجاوزات الكثير من التساؤلات بعد كأس العالم خاصة أن اللقاءات القادمة في المونديال سيتواجه الكبار مع بعض فلمن ستميل هذه التقنية ولماذا؟.