هل يوجد علي أرض مصر من مواطنيها من لا يعرف حجم التضحيات التي قدمت علي ارض سيناء وشملت سقوط مئات الآلاف من الشهداء بالاضافة إلي ما تم انفاقه من اموال طائلة في حروب الدفاع والتحرير. هل ينكر أحد من المصريين الذين ينتمون لتراب هذا البلد مدي غلاوة هذا الجزء من الارض المصرية والتي شهدت أمجد صور البطولة والبذل والعطاء في تاريخنا؟ هل هناك مصري يمكن أن يسمح بالتفريط في شبر من هذه الارض المقدسة التي تعد البوابة الشرقية للدولة المصرية ونافذتها علي الشرق العربي. لقد كانت عملية تحرير سيناء من الاحتلال الصهيوني الاسود صفحة فخار لقواتنا المسلحة وللرئيس والقائد الراحل انور السادات صاحب قرار الحرب والسلام رحمه الله. لقد استطاعت روح التحدي التي تملكت الشعب المصري والتي ظهرت خلال حرب اكتوبر المجيدة أن تبني وتعمر علي أرض سيناء الطيبة لتجعل منها قبلة للسياح والزوار ومجالا للرزق لاهلها. ان كل هذا الإنجاز التاريخي معرض لخطر جسيم فضحته أجندة اليهودي كيسنجر وزير خارجية أمريكا »الاسبق« في فترة حرب أكتوبر وما تلاها من مفاوضات السلام. لقد أشار بأن حل القضية الفلسطينية يمكن أن يتم ويتحقق بتوطينهم في سيناء التي سوف تكون امتداداً لغزة وهو ما سوف يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية. يبدو أن ما خطط له كسينجر بالتنسيق مع إسرائيل والصهيونية العالمية قد تم تبنيه من جانب اللوبي الأمريكي. ظهرت بوادر هذه المؤامرة في عمليات القرصنة المسلحة التي تتعرض لها العريش وقراها من جانب ملثمين تابعين لامارة غزة الاسلامية الحمساوية. هذا الامر لا يمكن ان يتم بمعزل عن الترحيب الاسرائيلي ودعم ومساندة حكومة هنية ومرشده السياسي مشعل الذي يعيش محاصراً حالياً في دمشق. وارتباطا بهذه القضية ذكر لي صديق من أهل العريش وقائع مثيرة وخطيرة حول هذه العمليات التي تستهدف المراكز العسكرية المصرية وخط أنابيب الغاز. قال لي أنه كان في العريش وشاهد هؤلاء المسلحين المدربين في سيارات لاندروفر وفوق موتوسيكلات حديثه حاملين للمدافع وأحدث الاسلحة ورافعين للأعلام السوداء. لقد دخلوا مدينة العريش في تشكيلات شبه عسكرية لنشر الدمار بها. لم تقتصر عملياتهم علي هذا الهجوم وانما قاموا ايضاً باستعادة جثث زملائهم الذين سقطوا في معركتهم مع رجال الشرطة المصرية الأبطال بعد محاصرة المستشفي ثم اقتحامه. وحتي ندرك أبعاد المؤامرة التي تشترك فيها امريكا واسرائيل ومعها العناصر المتآمرة في حماس والمتجسدة في هذه الاعمال الاجرامية.. لابد وأن نعود بالذاكرة الي الطلبات المصرية المتكررة بضرورة تعديل بعض بنود اتفاق السلام المتعلقة بالتواجد العسكري المصري في سيناء. أن الاتفاقية تحدد عدد القوات المصرية في المنطقة من سيناء بما لا يتجاوز 057 جندياً محددة اسلحتهم. بالطبع وأمام هذه الاخطار فإن الامر كان يتطلب زيادة هذه القوات ونوعية تسليحها وهو الامر الذي ترفضه اسرائيل بدعم من أمريكا رغم استقرار السلام معها لسنوات طويلة دون مشاكل . ويقول لي الصديق المصري العرايشي أن هؤلاء المسلحين الملثمين يأتون الي العريشوسيناء عن طريق الانفاق التي اصبحت منافذ غير شرعية ومفتوحة للمرور ليل نهار. للتأكيد علي هذه الحقيقة فقد دعاني لزيارة سيناء ليأخذني الي غزة عبر أحد هذه المنافذ بسيارة اضاف بأن العديد من الغزاويين اصبحوا يأتون الي العريش للعشاء ثم العودة. اني أهدي ما سمعته الي الذين يتعمدون شغلنا وشغل قواتنا المسلحة بالمظاهرات والاعتصامات والتخطيط للهيمنة والسيطرة علي مقدرات الشعب المصري. أن سيناء في خطر حقيقي أيها المجاهدون بالحناجر والمتآمرون علي الأمن والاستقرار الداخلي في مصر.. أن هذا الخطر وللاسف يحظي بدعم وتأييد بعض الاطياف الدينية في مصر باعتبار أن النظام الحاكم في غزة امتداد لهم.