هل هناك ضرورة للتغيير الآن، هذا سؤال محير أجاب عليه قيادي بارز بالحزب الوطني بطريقة »المنطقيين« حيث لم يجد غضاضة في توصيف الحالة التي يمر بها الوطن.. وأنه بحق يحتاج الي التغيير وانني اري مع الدكتور حسام بدراوي انه من الافضل ان تكون اساليب التغيير واهدافه في اولويات اي عمل سياسي لانه جزء من الاستقرار علي المدي القريب والبعيد.. وأنه وسيلة فعالة وناجعة في استئصال الفساد أولا بأول، وليس من الكياسة تأخير ذلك التغيير لأي سبب مهما كان إذا ألحت الضرورة ودقت ساعتها باصرار. وقد اتصور ان سنة الحياة وضعت فكرة التغيير اساس كل تقدم وازدهار، وهي قادمة من اعماق ما نعرف من علوم بيولوجية حيث ان الدماء وعناصرها تتغير تلقائيا ليحل محل القديم جديد دائما والامثلة كثيرة علي ان التغيير ضرورة حياة واستمرار، وان اي تهاون في طلبه يعد خطرا شديدا يهدد طموحات الشعب وتطلعاته.. وقد اختلف في رؤيتي بعض الشيء عما طرحه البعض من ان الاوضاع السائدة في اي مجتمع هي التي تفرض التغيير او الاستمرار، لانني ازعم ان تجديد الدماء هو غاية التغيير، ودفع عناصر فاعلة وافكار متجددة يجعل التغيير سهلا ويسيرا دون تنازع يؤدي الي صدام وخسارة دائما ما تأتي علي مصالح الناس وتؤخر ما يصبو اليه الآملون في مستقبل زاهر وحياة افضل. ولابد هنا من ان نؤكد علي الفروق الدقيقة بين تغيير الاشخاص وتغيير السياسات وكم من اناس جاءوا وذهبوا ولم نشعر بهم الا رقما في طابور طويل من المسئولين، ومنهم من ترك بصمته واضحة وحقق نهضة كبيرة في مجال عمله،. وذلك ما كنا نبتغيه ونرجوه فحدث وان كان في عداد الصدفة، لكنه يبحث عن الامل ويحض علي اتاحة الفرصة لدماء تتجدد في شرايين الامة. ان لحظات التغيير صعبة جدا.. وقراره اشد صعوبة لانه في ظل الظروف والاحداث الدولية والاقليمية والداخلية الساخنة يرتبط بمستقبل الوطن اذا ما تربص به المتربصون وقعدوا له كل مرصد، حتي يتحينوا فرصة من تلك الفرص الغامضة وينهالوا عليه.. وبذلك يكون قرار التغيير تماما مثل الحياة والموت وبالرغم من كل هذه الارهاصات التي تشي بقرب حدوث تغيير آمن ومحسوب فإننا نحتاج فعلا الي ادارة حوار واسع من قبيل ما طرحه الدكتور حسام بدراوي منذ ايام. حيث ان هناك افكارا تحتاج الي هذا الحوار الموسع مثل قضية التجديد التي يبني عليها اي تغيير، وان هذه الفكرة اوسع من ان تكون في حزب بعينه أو مؤسسة بذاتها، ولكن التجديد والاحياء سمة رئيسية للتقدم والنمو وان هذا التجديد كفيل بالقضاء علي المتراكمات من اشخاص وممارسات فاسدة كرسها اصحاب المصالح بطول بقائهم في كراسيهم، وكذلك فإن فكر التجديد يحرك تيارات الهواء في الاماكن المغلقة والمحصنة والمدججة لتصبح أنفاسه بلسما شافيا من كل الامراض. اننا فقط نحتاج الي لمسة بسيطة دقيقة ليندفع تيار التجديد والتحديث الي قنوات الوطن الشرعية المهيأة والتي ليست بحاجة الي وصايا من احد في الداخل او الخارج فقط هي البداية التي طالما يحلم بها البسطاء ومن يحبون البسطاء من ابناء مصر الطيبين.