الحزب وعد بإلغاء قانون الطوارئ ولايجب خوض الانتخابات القادمة في ظله.. وطالما تحدثنا عن الشفافية والنزاهة فلابد من الترحيب بمراقبة الانتخابات عبد الرازق: التغيير من الداخل نظرية أثبتت فشلها رغم كل المحاولات المخلصة لبدراوي وغيره حرب: الوطني حزب غير مرن لايقبل التغيير ومصير دعوة «بدراوي» إما التجاهل أو رد فعل عصبي ضده د. حسام بدراوى أكد دكتور حسام بدراوي -عضو مجلس الشوري- خلال كلمته باجتماع المجلس الأعلي للسياسات الذي عقد يوم الخميس الماضي أنه يجب علي الحزب الوطني الترحيب بالإشراف علي الانتخابات القادمة لأنه في الوقت الذي يتحدث فيه الحزب عن نزاهة العملية الانتخابية وعدم وجود تزوير، عليه أن يتقبل المراقبة لأنه «مش خايف من حاجة وليس لديه ما يخفيه» لكن الإصرار علي عدم وجود رقابة دولية أمر يثير الشكوك حول الانتخابات القادمة.. كما أن الحزب وعد بإلغاء الطوارئ ويجب إجراء الانتخابات بدونها. وأضاف أن طبيعة البشر تميل للتغيير ويجب أن نساعدهم علي ذلك، خاصة في ظل زيادة المطالبات بالتغيير، فلابد أن نتعامل مع هذا ونستجيب له. وتساءل بدراوي: لماذا يغضب الناس في الشارع من الحزب رغم كل هذه الإنجازات؟!.. المؤكد أن هناك مشكلة يجب تشخيصها وحلها. كما شدد بدراوي علي ضرورة أن تكون انتخابات الشوري نزيهة حتي لو خسر الحزب عدداً من المقاعد قائلاً: «يجب أن تصل رسالة للمجتمع بأن الحزب الوطني ماض في الإصلاح حتي لو خسر الانتخابات». أما عن دور الحكومة وأدائها السلبي طوال الفترة الماضية فقد تساءل بدراوي «هي فين الحكومة؟ هو كل ما نسأل عنها قبل الانتخابات تختفي!.. هناك إخفاقات كثيره يجب طرحها وسؤالها عنها بحكم أنها الذراع التنفيذية لسياسات وتوجهات الحزب، فالتعليم والصحة وكل شيء أصبح منهاراً بسبب الأداء الحكومي». وتابع بدراوي قائلا: كيف تستطيع الحكومة أن تنام وهناك عشرات المتظاهرين والمعتصمين يوميا أمام مجلس الشعب ومجلس الوزراء الذين أصبح لهم حق الآن في رقبة الحكومة حتي لو لم يكن لهم حق في مطالبهم من قبل، وهذا الحق اكتسبوه من صمت الحكومة وعدم تدخلها... وأضاف: الحزب لديه برنامج سياسي ورؤية اقتصادية واضحة ومهمة جدا، ومع ذلك الحكومة التي تعبر عن الحزب لايشعر المواطن العادي بأي إنجاز لها.. إذن فما المشكلة؟، ولماذا دائما أشعر بأني الأقلية كلما تحركت في أي مكان علي الرغم من أنني أنتمي لحزب الأغلبية؟!.. ماذا يعني هذا؟!، لابد أن هناك خللاً ما يجب مناقشته بصراحة والتعامل معه خاصة أن أوراق الحزب تدعو إلي كل ما هو عكس ما ينفذ علي أرض الواقع، لكن يبدو أن هناك بعض الأعضاء بالحزب والحكومة لم يقرأوا أوراق الحزب. ما طالب به الدكتور حسام بدراوي خلال كلمته باجتماع المجلس الأعلي للسياسات هو نفسه ما تطالب به المعارضة خارج الحزب الوطني، فالتغيير وشفافية ونزاهة العملية الانتخابية دائما ما يتحدث عنها أعضاء الحزب الحاكم باعتبارها شكلاً من أشكال المزايدة السياسية من قبل المعارضة من أجل الصراع علي السلطة، لكن الآن لم تكن المطالبة بالتغيير وإنهاء حالة الطوارئ صادرة عن أحد رموز المعارضة، وإنما أحد رموز وقيادات الحزب الحاكم وهو «بدراوي» الذي يؤمن إيمانا كاملا ببرنامج الحزب وأهدافه وإن كان يري أن المشكلة فقط في التنفيذ.. وبالتالي يبرز السؤال: هل مطالبات بدراوي ستؤخذ محل اهتمام من قبل الحزب ورئيسه أم أنها سيتم التعامل معها علي أنها «اتهامات» للحكومة والحزب الذي ينتمي إليه ومن ثم فرض الحصار والضغط ومعاقبته علي وجهة نظره التي طرحها ؟ هذا ما طرحناه علي عدد من السياسيين: أكد حسين عبد الرازق - عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع - أن حسام بدراوي يمثل أحد أبرز قيادات الحزب الوطني، وهو دائما يعبر عن وجهة نظر مختلفة كثيرا مع سياسات الحزب الوطني، وهو يمثل تيارا داخل الحزب لكن هذا التيار مازال «أقلية» محدودة للغاية ومن ثم تأثيره الفعلي داخل الحزب غائب تقريبا لأن الأغلبية من أصحاب القرار يعبرون عن مصالحهم المباشرة التي ترتبط بالسياسات الخاطئة التي يمارسها الحزب.. وفيما يخص نجاح التيار الذي يمثله بدراوي داخل الحزب في الضغط علي الحزب وأحداث التغيير المطلوب أكد عبد الرازق : تجارب العمل السياسي أثبتت أن قضية التغيير من الداخل مجرد وهم، لأن بنية النظام قائمة علي الاستبداد وتحقيق مصالح شخصية صغيرة وهذا كاف لأن يعرقل مسيرة تيار التغيير من الداخل التي يتبناها «بدراوي» ومؤمن بها كل الإيمان. وعن مطالباته بإلغاء الطوارئ قال عبد الرازق: رئيس الجمهورية والحزب الحاكم وكل مؤسساشت الدولة وأجهزتها الأمنية وغيرها لم تمارس يوما عملها السياسي والأمني بدون طوارئ، لذا فتلك العقول غير قادرة علي استيعاب الحياة بدون قانون مقيد للحريات.. من جانبه أكد الدكتور أسامة الغزالي حرب - رئيس حزب الجبهة الديمقراطية - أن آراء حسام بدراوي «التي تحمل كثيراً من الجرأة والصراحة» دائما ما تكون معارضة لتوجهات الحزب وتعكس وجود وجهات نظر لأصوات عاقلة أكثر اتساقا مع نفسها... وإن كانت تلك التصريحات التي أدلي بها عضو المجلس الأعلي للسياسات تعبر عما يمر به الحزب الوطني من أزمة حقيقية الآن، فالحزب طوال فترة بقائه في السلطة ويتبني مجموعة من السياسات أخلت بكل مطالب المواطن، كما أن حالة عدم اليقين والغموض التي تواجه المستقبل السياسي في مصر من الطبيعي أن ينتج عنها أصوات معارضة داخل الحزب الوطني نفسه، وأصوات أكثر قدرة علي تفهم التحديات التي تواجه الحزب والتوجهات السائدة لدي الرأي العام المصري والتي هي بالقطع غير متفقة مع سياسات الوطني. وتابع الغزالي: غير مستبعد علي الإطلاق أن يتعدي الأمر صوت حسام بدراوي وأن يتضامن معه عدد من الأعضاء في السياسات ويتبنوا نفس وجهة النظر التي طرحها بدراوي. وعن كيفية تعامل الحزب الوطني وقياداته مع مطالب «بدراوي» هل سيكون مصيرها الاستجابة والمناقشة أم التجاهل والعقاب؟ أجاب الغزالي : الحزب لايتمتع بالمرونة الكافية التي تجعله قادرا علي استيعاب تلك التصريحات والتعامل بشكل إيجابي معها، ومن ثم إما سيتم تجاهلها بشكل كامل - كأن شيئاً لم يكن- أو أنه سيكون هناك رد فعل عصبي من قبل قيادات الحزب ضد بدراوي، لكن من المؤكد أن « حسام بدراوي» لن يخسر من هذا لكنه سيكسب، أي أنه في كل الأحوال لن يستجيب الوطني لتلك المطالبات ومصيرها هو نفس مصير مطالبات المعارضة ذلك لأنه حزب متكلس غير مرن... وفي تعليق الدكتور منير فخري عبد النور - سكرتير عام حزب الوفد - اكتفي بالقول إن «بدراوي» هو صوت المعارضة داخل لجنة السياسات، أما عن استعداد الحزب الوطني للتقبل والاستجابة لمطالبة أحد أعضائه بالتغيير ومراقبة الانتخابات وإنهاء حالة الطوارئ والتي هي نفسها مطالب المعارضة منذ سنوات فعلينا أولا الإجابة عن سؤال: هل الحزب الوطني استجاب لكل تلك المطالبات التي نادت بها المعارضة علي مدار الثلاثين عاما الماضية؟!