ما يدور من جدل حول اقامة معرض القاهرة للكتاب في مكان تابع لهيئة الكتاب بشارع فيصل.. يشبه الي حد كبير ذلك الجدل الذي شغل أهل بيزنطة والعدو يقف امام أبواب المدينة.. البيضة أم الفرخة.. هنا الأمر مختلف.. ليس المهم في أي مكان يقام معرض الكتاب.. المهم ان يقام وان يستعيد الكتاب عافيته بعد الغاء دورة هذا العام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بسبب الاحداث التي مرت بها مصر منذ مطلع العام. لا ينبغي ان نكون مثل أهل بيزنطة ويشغلنا المكان.. البعض قال ان اسم المعرض ( معرض القاهرة ) فكيف يقام في شارع فيصل التابع لمحافظة الجيزة.. هل هذا كلام معقول.. وهل يصح طرح مثل هذا الكلام المضحك.. قد أتفق مع البعض الذي قال ان المكان الذي يقام فيه المعرض قريب من الشارع العمومي المزدحم بالسيارات وان أبواق الآت التنبيه سوف تزعج رواد المعرض.. هذا كلام معقول.. البعض متخوف من مسألة تأمين المكان برجال الشرطة وهذا أيضا له حل في مخاطبة وزارة الداخلية للاهتمام أكثر بالمعرض خاصة ان المشاجرات اليومية بالآلي والسنج والسيوف عرفت طريقها للشارع المصري.. لنبحث عن حلول مناسبة ولنجرب تنظيم المعرض في هذا الشهر الكريم وأعتقد انه سوف ينجح وسوف يصبح مناسبة سنوية بجوار المعرض الأم الذي نتمني ان يعود في يناير القادم ونحن نحتفل بالذكري الأولي لثورتنا الفتية وتكون مصر قد استقرت أوضاعها واستردت عافيتها.. لا نريد ان نصبح مثل أهل بيزنطة فقد داهمهم العدو وهم يتجادلون.. الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب يستحق الشكر فقد أصاب حينما فكر ولم يتقاعس ويعتذر بحجة الأوضاع الأمنية في البلاد وهي حجة منطقية ومقبولة الان ولكنه أراد ان يستغل شهر رمضان ويقيم المعرض وأظن انه فعل الصواب لان شهر رمضان فرصة طيبة وهامة للاهتمام بالندوات والجلسات الفكرية والثقافية.. وكل رمضان وانتم بخير. حفلة علي الخازوق ! بالطبع ليس هذا عنوانا تهكميا لكنه عنوان احدي مسرحيات الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن وهي مسرحية شهيرة جدا قدمتها معظم المسارح في الوطن العربي.. هي تتشابه كثيرا مع أعمال الكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس.. الغوص في التاريخ والتهكم علي أوضاعنا الحالية.. محفوظ عبد الرحمن لم يكن يقرأ الغيب لكن هذا هو دور الأدب والادباء.. هو قدرالمفكرين والمبدعين في استشراف المستقبل.. فهي تتناول قصة حاكم اختار مساعديه من محدودي الكفاءة حتي يستطيع السيطرة عليهم فكانت النتيجة انهم سلبوا البلد ونهبوها وأفسدوا الشعب وقبضوا علي الابرياء وسجنوهم بحجة حماية النظام فكانوا عصابات تحكم البلد دون علم السلطان.. المهم علم السلطان واكتشف انهم جميعا لصوص ! في دراما الواقع.. علم السلطان وتركهم ينهبون الناس فضاق به الشعب وانقلب عليه وعلي حاشيته.. هذا ما حدث في 25 يناير في كل المحروسة.. هل كان محفوظ عبد الرحمن يتوقع هذه النهاية ؟!