يعلم المتآمرون وأهل الشر،أن مصر هي قلب العروبة النابض الذي تضخ منه الدماء،فإذا هبت في أرضها ثورة، انتقلت نسائمها إلي الجميع، وإذا نشأت بها نهضة امتد شعاعها إلي كل دول المنطقة، مصر التي تلعب دور رمانة الميزان في المنطقة، بتاريخها وحضارتها وثقافتها، وتضحياتها والحروب التي خاضتها دفاعاً عن العروبة، وبقدر حجمها ومكانتها تأتي المؤامرات التي تتعرض لها. خطط الأشرار لإطفاء الشعلة وإخماد البريق، ليتسني لهم استكمال مخطط ربيع الجحيم وديمقراطية الدماء، وإزهاق روح المنطقة بضربة قاضية، فماذا كان يحدث لو لا قدر الله، نجح مخطط ضرب مصر؟ من كان في مقدوره أن يقف وسط الحطام العربي، ويصرخ مستنهضاً الهمم والعزائم، باعثاً في النفوس الأمل؟، ومن كان في استطاعته إعادة إحياء الأمل ولم الشمل ؟ لنا وطن يقف الآن علي قدميه، نافضاً عن جبينه بقايا التراب والدخان، مستعيداً عزته وكبرياءه ومكانته، ويسابق الزمن لبناء دولة عصرية حديثة، سوف تكون في السنوات القليلة القادمة قادرة علي تلبية احتياجات شعبها، بعد أن حاولوا إفقاره وتجويعه وتشريده،، وتقدم لدول وشعوب المنطقة نموذجا حيا وخلاقا، للربيع الحقيقي الذي يحمي الشعوب ويصون الدول.. ربيع لم تخترعه كوندليزا ولا بوش وأوباما وترامب، الحاقدين علي العرب والكارهين للإسلام، وإنما ينبع من الهوية العربية، وثقافة شعوب المنطقة وحضارتها.. ربيع يأتي بوئام وسلام، وليس بسيوف داعش وغارات الحلفاء. كان مقرراً أن يهب الجحيم العربي المعروف بالربيع، علي مصر قبل احداث يناير بخمس سنوات، ولكنه تأخر حتي يتم تهيئة مسارح الدول المجاورة المستهدفة، ليكون الشرر هنا وهناك،وتشتعل الحرائق في كل دول المنطقة، بصورة هائلة لا يمكن السيطرة عليها، وعندما جاء الأشرار إلي مصر بعد 2011، ابتكروا بالذات خلطة شيطانية مأخوذة من تجارب الدول التي تم إفشالها وهدمها. يعلم الأشرار أن الحروب الدينية لا تنطفئ نارها، ولا تتوقف دماءها، فأعادوا انتاج ويلات الصراع الذي حرق اوربا، في حروب دينية امتدت ثلاثين عاماً، فأكلت نصف الدول وأفنت ثلث الشعوب، فلماذا لا يشعلون في مصر مثل تلك الحرب؟.. وتولي المعزول المتآمر تنفيذ المخطط بإعلان الجهاد في سوريا، وإضفاء صبغة دينية علي الحرب، ومحاولة اشعال فتن دينية مزدوجة، بين المسلمين والمسلمين، سنة وشيعة، وبين المسلمين والاقباط. يعلم الاشرار ان مصرلها جيش قوي، فلماذا لا يتم تشتيت انتباهه وبعثرة قوته، في حروب الشوارع والميادين، التي اشعلوها تحت ذريعة الثورة ؟، ولماذا لا يطلقون في وجهه الهتافات المعادية والشعارات المسيئة؟، فتصدي لهم الشعب ورفض المساس بجيشه، لان جنوده وضباطه، هم ابناء كل المصريين، وفلذات اكباد الامهات والآباء المسلحين بحب مصر، وعشق ترابها ونيلها وعلمها. وجاء الأشرار إلي مصر بخلاصة تجارب الخراب والدمار الذي حدث في ثورات أوروبا الشرقية سنة 1989، وترجموا نفس الشعارات والعبارات، ورددها النشطاء في وسائل الاعلام ومظاهرات الميادين، وادخلوا علي الأجواء السلمية، ممارسات العنف والقتل والخرطوش لتوسيع دوائر الثأر والانتقام، ايقاع البلاد في براثن فوضي النشطاء. افشلت مصر مخططا رهيبا لتفكيك المنطقة وإعادة تقسيمها، وتحويلها إلي ولايات دينية،وهيأ المعزول واهله وعشيرته مسرح التنازل والتفريط،بإلغاء النص الوارد في دستور 1971 الذي يحظر التنازل عن الأراضي، وأجري تعديلا قانونيا يتيح له إدخال تعديلات علي الحدود، ليتنازل عن اجزاء من التراب الوطني، مقابل اعلان قيام دولة الخلافة الاخوانية في مصر، فتصدي له الجيش والشعب وانتزعوا جماعة الشر، من فوق مقعد السلطة، قبل ان يضيع الوطن.