من داخل أشهر »قفص اتهام« في تاريخ مصر تم اعداده داخل »أكاديمية الشرطة« »التي كان اسمها مرتبطا بالمتهم الأول« وتمت ازالته بعد خلعه وتجري الان محاكمته مع نجليه ورجاله، وجه المتهمون رسائل الي من يعنيهم الامر فكيف تكون هذه الرسائل؟! من الرئيس السابق إلي الرئيس القادم الرسالة الأولي: أنا المخلوع محمد حسني مبارك، أكتب الان من سرير المرض والضعف والهوان داخل القفص الكئيب، لاقول لك يا اخ عمرو انت او البرادعي او العوا او ايمن او حمدين وامثالكم من المتطلعين الي كرسي الرئاسة، فأقول للقادم منكم: »انني اندم الان اشد الندم، فقد تصورت ان »العادلي« ورجاله في قوات الأمن قد ضمنوا لي الامان والبقاء في الحكم حتي آخر نفس، او حتي أسلم كرسي الرئاسة الي ابني الغالي جمال، وبالتالي لم أنتبه الي ان الشعب المصري مهما بدا انه طيب ومستسلم وسلبي وعلي نياته يمكن ان يثور فجأة ثورة عارمة ليؤكد المثل المعروف »اتق شر الحليم اذا غضب«! وهأنذا أنصح من يحقق حلمه منكم في ان يشغل مكاني رئيسا للجمهورية بأن يستوعب الدرس جيدا، ويعلم ان »ميدان التحرير« صار خطرا داهما علي كل من تسول له نفسه فيمارس السلطة بالقهر والاستبداد، وقد اثبت بملايينه وملايين الميادين الاخري انه لا مجال بعد الان للتهاون مع اي حاكم مهما كان، وبالمناسبة احذرك يا من تنال اللقب ان تستهين بالحركات الشعبية المحدودة لانها في النهاية تتجمع مرة واحدة، وميادين مصر كلها جاهزة، يعني بلاش تقول لمتظاهرين »زي بتوع البرلمان الشعبي«: »خلليهم يتسلوا« اوعي تقولها!! الرسالة الثانية: إلي المشير طنطاوي: مكنش العشم يا حسين، انا كنت فاهم انك اقرب لي من الشعب اياه، كده ترفض طلبي بأنك تضرب العيال بتوع الثورة، وكمان تحميهم وتساعدهم ضدي؟! من الوريث المجمد جمال مبارك أكتب إلي أبناء الرؤساء، لأقول لهم: »ما دمتم تعيشون في دول جمهورية وليست ملكية، احذركم من التطلع الي وراثة كرسي الحكم من ابائكم«، انا شخصيا كان بيني وبين الكرسي خطوة واحدة سريعة، والامور كانت مهيأة ومعدة تماما بفضل صفوت وعز وزكريا، لكن ميدان التحرير »الملعون« عملها وظهر فجأة ومعه بقية الميادين التي احتشد فيها اكثر من عشرين مليون متظاهر عنيد لا يخشي امن مركزي او امن دولة وبالتالي لم تفلح معهم قوات »عمو حبيب« وللاسف ساندتهم قوات »عمو المشير«، وسقطنا انا وابي واخي وكل رجالنا في اسوأ مصير، و»اهه انتم شفتونا في القفص اياه ويا عالم راح يجري لنا ايه؟!«. من رجل الأعمال علاء مبارك الي صديقي ابن أي رئيس عربي أو أفريقي أو حتي آسيوي، سوف يحيط بك بعض الانتهازيين من التجار ورجال الاعمال، ليستغلوا اسمك وسلطة والدك، فيعرضون عليك ان تشاركهم اعمالهم وتجارتهم دون ان تدفع مليما واحدا، وسيتسابقون في تقديم الهدايا الضخمة لك من فيلات وقصور واراض بلا حصر، وقد انزلقت أنا الي هذا المستنقع، وانت تراني الان مع اخي وابي في قفص الاتهام »ولو اني اعلم طريق ذلك »البيزنس« ما كنت بدأت«. من حبيب العادلي إلي منصور العيسوي! أعلن أنك لا تحبني، ومع ذلك انصحك يا منصور ان تقاوم اغراء السلطة والقوة وجشع المال، كما انصحك بأن تكون حذرا في الاستجابة لاوامر اي رئيس لانه ممكن جدا يدعوك الي مواجهة الشعب بالعنف الدموي، وعندما تقع الواقعة يحاول ان يتركك وحدك.. تلبس الجريمة ومعاها البدلة الحمراء!!