الشئ الذي لا يستطيع أحد إنكاره هو أن الحياة السياسية الحزبية قد شهدت تغيرا ملحوظا عقب ثورة 25 يناير.. فقد خرج العديد من التيارات والحركات السياسية المصرية بكافة أطيافها لتتباري في المشاركة في الحياة السياسية بإنشائها أحزابا تعبر كل منها عن وجهة نظرها وتوجهاتها سواء كانت دينية أو مدنية.. الأمر الذي خلق حالة من الجدل الواسع في كافة الاوساط السياسية.. الا أن مدينة الاسكندرية شهدت ميلاد حزب جديد »بلادي الحرة« هذا الحزب الذي اختلف عن باقي الاحزاب التي ظهرت علي الساحة السياسية فهو أول حزب سياسي هدفه الاساسي تقديم مشروع قومي للنهوض بالرياضة في مصر باعتبارها مصدرا من مصادر الدخل القومي، كما أنه أول حزب ترأسه أمرأة وهي الدكتورة ماجدة الهلباوي.. »الاخبار« التقت الدكتورة ماجدة الهلباوي وكيل مؤسسي حزب »بلادي الحرة« تحت التأسيس، وعلي مدي ساعتين شرحت لنا فكرة إنشاء الحزب وأهمية الرياضة بإعتبارها مصدرا مهما للدخل القومي ولم يخل الحوار من فتح ملفات الرياضة والوقوف علي أوجاع الرياضة السكندرية. بداية.. نود أن نتعرف علي فكرة إنشاء الحزب، وما هي توجهاته ومرجعيته؟ أولا أريد أن أوضح نقطة مهمة وهي أن الحزب هو حزب سياسي يسعي للمشاركة في الحياه السياسية.. وليس كما أثير في العديد من وسائل الاعلام أنه حزب ذو مرجعية رياضية فلا يوجد حزب له مرجعية رياضية ولكن هو حزب هدفه الاساسي تنمية مورد هام من موارد الدولة وهي الرياضة.. فعلي الرغم من ظهور العديد من الاحزاب السياسية عقب الثورة الا أن أحدا لم يهتم بهذا النشاط الذي أري انه من أهم الموارد التي من الممكن أن تدر دخلا كبيرا للاقتصاد القومي لمصر.. فحزب »بلادي الحرة« هو الحزب الوحيد الذي يقدم مشروعا قوميا للتنمية الرياضية في مصر.. فالنظام السابق كان يخطب ود الشعب من خلال إهتمام نجلي الرئيس بالرياضة.. أما فيما يتعلق بتوجهات ومرجعية الحزب فالحزب يؤمن بالفكر الليبرالي والذي يؤمن بالحرية التي يكفلها الدستور والقانون ووفق العادات والتقاليد للمجتمع المصري ويسعي لان يكون له دور في الحياه السياسية كأي حزب آخر.. ولكن.. كيف تستطيع الرياضة أن تحقق نموا في الاقتصاد المصري؟ هناك دول عديدة يقوم إقتصادها علي الاستثمار الرياضي وأبرز مثال هو البرازيل والتي يعتمد دخلها القومي علي كرة القدم بشكل اساسي بالاضافة إلي نيجيريا والتي تعد من أكبر الدول التي لديها محترفون في أغلب الدوريات الاوروبية.. ومصر لديها إمكانيات هائلة تستطيع تسخيرها من أجل الارتقاء بهذه الثروة والدخول الي عصر الاحتراف.. فمصر لم تدخل بعد في عالم الاحتراف فما زالت المنظومة الرياضية تدار بفكر الهواة.. وأنا أري أن الرياضة تستطيع أن تؤثر علي العديد من الملفات الهامة لمصر في المرحلة الراهنة.. ويقدم الحزب خطة واضحة للنهوض بهذا المورد الهام من خلال تطبيق إستثمار الموارد البشرية في الرياضة عن طريق فتح أكاديميات للرياضة يتبناها رجال الاعمال وتكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم يتم قبول الطفل منذ صغره ويتلقي خلال دراسته كل ما يتعلق بالرياضة فسيقوم الطالب بدراسة الاعلام الرياضي والطب الرياضي والعلاج الطبيعي بالاضافة الي اللغات الاجنبيه، وبذلك نستطيع تخريج أجيال لديها الثقافة وقادرة علي الاحتراف بشكل حقيقي.. إذن.. ما هي خطة الحزب التي من شأنها توسيع قاعدة الاحتراف في مصر؟ خطة الحزب كما أوضحت هي إستقطاب رجال الاعمال للاستثمار في المجال الرياضي من خلال إنشاء أكاديميات رياضية يدرس خلالها الطالب وتكون مجانية لدخول أكبر شريحة من الاطفال ويتم إعداد المناهج الدراسية علي أعلي المستويات ووفقا للمعايير العالمية علي غرار تجربة إنجلترا والمانيا.. ويتم إستغلال القدرات المصرية الرياضية الاكاديمية في إعداد هذه المناهج.. ويمكننا أن نجني ثمار هذا المشروع في غضون عشر سنوات فقط إذا تم تطبيقه بشكل صحيح واستطيع أن أقول أن الرياضة تستطيع أن تؤثر علي العديد من الملفات الهامة في مصر في الوقت الراهن فإذا تطرقنا الي ملف التعليم فالاكاديميات ستستطيع أن تستوعب أعدادا ضخمة من الطلاب والتي بدورها ستقلل من التكدس في المدارس الحكومية بالاضافة الي أن الطالب سيتلقي تعليما يتعلق بمجال تخصصه بعيدا عن الفيزياء والكيمياء وسيتم تخريج شباب رياضي واع قادر علي ممارسة لعبة رياضية ويكون ملما بكل ما يتعلق باللعبة.. أما الملف الاقتصادي فإن زيادة ممارسة الرياضة الاحترافية في مصر سيؤدي الي ارتفاع أعداد اللاعبين المحترفين في الخارج سواء في الالعاب الجماعية أو الفردية كذلك يمكننا أن نستوعب العديد من الايدي العاملة.. كما يمكننا إستغلال المناطق الخضراء الشاسعة في مصر سواء في الساحل الشمالي أو في جنوبسيناء لتدريب هؤلاء الشباب طوال العام وهذا الامر سيساعد علي جزب الدول الاوروبية لعمل معسكرات الاعداد في مصر لما تتمتع به من طقس معتدل طوال العام.. وهذا الامر سيزيد من جذب السياحة إلي مصر. أما إذا إنتقلنا للملف الداخلي لمصر فالشعب المصري بطبيعته عاشق للرياضة وظهر ذلك جليا خلال حصول مصر علي كأس الامم الافريقية فكان الشعب يخرج بكل طوائفه وإنتماءاته للتعبير عن فرحتهم فلا يمكن أن نفرق بين مسلم ومسيحي ورجل وإمرأه.. وزيادة نسبة ممارسة الرياضة ستقضي علي مشكلة البطالة التي بدورها ستقلص من نسب تعاطي المخدرات والانحراف فالشاب الرياضي كل ما يملكه هو جسمه ولياقته والتي سيفكر كثيرا قبل أن يحاول تدميرها.. ولا يمكننا أيضا تجاهل الرياضة في العلاقات الخارجية بين الدول فالرياضة هي التي أعادت العلاقة بين أمريكا والصين بعد حرب باردة إستمرت لسنوات وهي التي أدت الي إضطراب العلاقة بين مصر والجزائر عقب مباراة كرة قدم إذن فلا يمكننا أن ننكر الدور الذي تقوم به في توطيد أو توتر العلاقات بين الدول.. نذهب بعيدا عن الملف الرياضي.. ماذا عن باقي الملفات الاخري التي سيدرجها الحزب علي قائمته؟ نعمل في الوقت الحالي لاستكمال الاعضاء المؤسسين لاشهار الحزب خلال الايام المقبلة.. فالحزب بدأ من الاسكندرية ولاقي ترحيباً كبيراً في عدد من المحافظات فهو أول حزب ينشأ من خارج القاهرة وأول حزب تكون وكيل مؤسسيه سيدة بالاضافة الي أنه أول حزب يتبني مشروع تنمية الموارد البشرية في الاستثمار الرياضي ونسعي أن يكون له تواجد في الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة.. فأي حزب يقاس بمدي مشاركته في البرلمان والحزب لن يقبل في عضويته الا الاشخاص المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة. وماذا عن الانتخابات الرئاسية؟ في الحقيقة حتي الان لم يتم حسم دعمنا لمرشح بعينه في الانتخابات الرئاسية.. وتلقينا عروضا من مرشحين لمساندتهم في حملاتهم الانتخابية الا أننا لم نحسم الامر بعد.. في رأيك.. هل المرأة ممثلة بالشكل الكافي في الحياة السياسية في مصر؟ المرأة الان يتم تهميش دورها في المجتمع دون مبررات.. وأوجه سؤال للمجتمع، لماذا لا تمثل المرأة في لجنه التعديلات الدستورية؟؟ هل المستشارة تهاني الجبالي ليست لديها الخبرة لان تكون ممثلة في تلك اللجنة؟؟ كذلك الحوار الوطني لم يتم تمثيل المرأة فيه علي الرغم من إمتلاك مصر للعديد من المفكرات اللاتي يستطعن أن يخدمن المجتمع من خلال رؤاهن وأفكارهن وعلي سبيل المثال سكينة فؤاد.. فالمرأة حقيقة دورها مهمش في المجتمع علي الرغم من أنها كانت شريكا أساسيا في الثورة مع الرجل.. وأنا أعتقد أن كوتة المرأة كانت عوارا دستوريا يميز بين المرأة والرجل وهذه الكوتة كانت وسيلة من المجلس القومي للمرأة والذي ليس له أي علاقة بقضايا المرأة، الهدف منه إختيار 64 سيدة من الحزب الوطني المنحل ليجلسن تحت قبة البرلمان. تمويل الحزب؟ الحزب يمول من خلال إشتراكات الاعضاء والأنشطة الرياضية التي يقوم بتنظيمها فقمنا خلال الفترة الماضية بعمل مسابقة ماراثون للجري.. ونسعي لعمل دورات لكرة القدم الشاطئية وبعض الانشطة التي تدر دخلا للحزب. عادت مرة أخري روح 25 يناير متمثلة في الاعتصامات التي شملت معظم ميادين مصر للمطالبة بتحقيق كافة المطالب التي قامت من أجلها الثورة.. هل الثورة نجحت بالفعل أم أنها لم تحقق أهدافها بعد؟ في الحقيقة أن غالبية المواطنين لديهم شعور بأن الثورة »تسرق عيني عينك« فكان لابد من إستعادة روح يناير حتي تتحقق كافة مطالب الثورة وأنا مع إستمرار الاعتصام حتي نشعر بأن دماء شهدائنا لم تذهب هباءا، فأبسط قواعد العدالة أن يتم محاكمة الجميع أمام المحاكم المدنية.. فمن غير المعقول أن يتم محاكمة أحدا إذا تجاوز في محاكم عسكرية وفي المقابل يتم محاكمة رموز الفساد في محاكم مدنية عادية فمن الاولي أن يتم محاكمة المفسدين في محاكم عسكرية وإذا كنت قد أيقنت أن هؤلاء الاشخاص قد أفسدوا الحياة السياسية بالفعل. ماذا تقولين للشباب الذي صنع الثورة؟ أقول لهم يا من صنعتم ثورة مجيدة تحدث بها العالم أجمع يجب أن تتحدوا، لا يمكن أن ينقسم هؤلاء الشباب الي أكثر من 120 إئتلافا.. لابد أن يتم إختيار عناصر ممثلة تتحدث بأسمهم حتي لا تضيع الثورة. عودة للملف الرياضي وبإعتبارك عضو مجلس إدارة أحد الاندية الشعبية وهو نادي الاوليمبي.. كيف يمكن إصلاح منظومة الرياضة المصرية؟ الحل هو تطهير المنظومة الرياضية وخاصة كرة القدم بإعتبارها اللعبة الشعبية الاولي في العالم ووضعها في مسارها الصحيح.. فأنا أقترح أن يتم تحويل الاندية الجماهيرية الي شركات مساهمة ويطرح جزء منها للاكتتاب العام في البورصة لصالح جماهير النادي..وأعتقد أن هذه الفكرة ستزيد من حجم الاستثمارات والسيولة في البورصة المصرية..كما أقترح أن يتم إضافة مادة في الدستور تنص علي أن الرياضة بناء للامة وأن الرياضة مصدر من مصادر الدخل القومي.. وتوسيع قاعدة ممارسة الرياضة لاحتواء الشباب.. وأري أن أسعار اللاعبين أصبحت مبالغا فيها فيجب أن يعطي كل لاعب قيمته وحجمه الحقيقي.. بالاضافة الي تطهير الوسط الاعلامي الرياضي من صحافة المصالح والسبوبات. أخيرا.. كيف تري هبوط الاندية الشعبية السكندرية الي دوري الدرجة الثانية؟؟ أشعر بحالة ذهول مما يحدث في الرياضة السكندرية.. كيف يمكن أن يكون للدوري »طعم« بدون الكرة السكندرية.. وأعتقد أن ما يحدث هو نتاج سوء الادارة والفساد.