اصحي يا نايم، وحِّد الدايم وقول نويت، بكرة إن حييت.. الشهر صايم.. والفجر قايم.. اصحي يا نايم، وحِّد الرزَّاق.. رمضان كريم.. هكذا يا أصدقائي - أنشد وأنا أتجول في الشوارع لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل الفجر في رمضان.. وقد ارتبطت مهنتي بهذا الشهر الكريم منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم - وكان بلال بن رباح رضي الله عنه أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي. أما في مصر فكان أول من قام بمهمة إيقاظ الناس للسحور هو الوالي عنتبة بن إسحاق سنة 832 هجرية، وكان يسير علي قدميه لينادي علي الناس ليستيقظوا لتناول سحورهم، ثم تطور الأمر مع مرور الوقت وأصبح المسحراتي يستخدم الطبلة، ثم أخذ الشعراء يؤلّفون الأناشيد ليستخدمها أثناء النقر علي طبلته، وأصبحتُ يا أصحابي - صديقًا للصغار قبل الكبار، فقد كان الأطفال يحملون الفوانيس الملونة ويسيرون معي في الليل، يجوبون الطرقات، ويغنون معي علي أنغام الطبلة: اصحي يا نايم وحِّد الدايم.