أحسب انه بات لافتا للانتباه بقوة لكل المتابعين والمهتمين بالشأن العام، ثبات الموقف المصري الداعم والمساند للقضية الفلسطينية في كل الظروف، وعلي الرغم من ضبابية المشهد الخاص بمستقبل عملية السلام، في ظل الانحياز الامريكي الفاضخ لإسرائيل، وعجزالمجتمع الدولي علي التصدي للجرائم الاسرائيلية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني. وإذا ما أردنا تفسيرا للموقف المصري، فلابد ان نقول بوضوح انه موقف مبدئي، بمعني انه موقف غير قابل للتقلب او التغير او التقلب رغم كل الظروف، وعلي الرغم من الانتكاسات والتقلبات الجارية علي الجهود المبذولة للوصول للسلام،..، وبالرغم ايضا من الرفض المصري لحالة الانقسام والفرقة علي الجانب الفلسطيني. وإذا ما أردنا مزيدا من الايضاح، نقول ان هذا الموقف المبدئي مبني علي اساس رؤية متكاملة للصراع في الشرق الاوسط بصفة عامة والصراع الفلسطيني الرسرائيلي بصفة خاصة، وهذه الرؤية تقوم في اساسها علي حقيقتين رئيسيتين، لابد من وضعهما في الاعتبار والتعامل معهما بالجدية الواجبة. الاولي أن القضية الفلسطينية من وجهة نظر مصر هي لب وجوهر الصراع في الشرق الاوسط، وانها هي المسئولة عنه والسبب الرئيسي وراء جميع التداعيات السلبية والقضايا الفرعية التي نشأت بعد ذلك. والثانية أن الاستقرار لا يمكن ان يتحقق في هذه البقعة المضطربة من العالم، دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يؤدي الي حل شامل لجميع القضايا والمشاكل المتفرغة منها والناجمة عنها، وهو ما يعني حلا شاملا ودائما للصراع في الشرق الاوسط. والحل العادل الدائم الذي تراه مصر، لا يتحقق دون تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وقيام دولته المستقلة ذات السيادة والحدود المعترف بها علي الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.