من أين جاءوا..؟ من السماء أم من البحر، وأين ذهبوا؟ هل طاروا إلي السماوات العلي أم نزلوا إلي أسفل الأراضين.. وهل جاءوا وانصرفوا عن طريق لا يعلمه أحد من المصريين مع أنه علي أرض مصر؟.. وأي أرض؟ إنها أرض سيناء التي يتشدق الكل بأنها حبيبة.. ومقدسة.. ثم لا تجد من يحميها ولا يدافع عنها، ولا يحمي شرفها الذي لوثه الأنجاس القادمون للعبث بما عليها من بشر وحجر. إن هذه لكارثة.. فلأن يتجرأ بعض صبية فلسطينيين أو مصريين أو من أي جنسية قذرة كانت علي ترابنا الوطني فيطؤه عدة مرات، ليفعلوا في كل منها ما يشاءوا، ثم يعودون من حيث أتوا.. فتلك والله مصيبة كبري، ومعرة لا تمحي ولا تنسي، وللأسف الشديد غفل عنها أهل مصر وكبراؤها بمليونيات كثرت فاندثرت معانيها وفوائدها.. وتعددت فاتهم كل فصيل فيها الآخر بخيانة الأمانة وتبديد الثقة. إن ما حدث في العريش مساء الجمعة الماضية أمر لا يمكن السكوت عليه، ولا قبوله.. ولابد من كشف كل الحقائق والملابسات، وكفانا تضليلا وكذبا وإخفاءً للحقائق.. قولوا لنا من هم المعتدون، ولماذا اعتدوا.. وكيف جاءوا بأسلحتهم الثقيلة وكيف هربوا بها. وهل هربوا إلي الداخل أم إلي الخارج؟، وهل للأنفاق بين مصر وغزة علاقة بها؟ وإذا كانت لها علاقة فلماذا لا تهدم؟.. إن مصر قد سمحت بها حتي تقدم الطعام والشراب للمحاصرين في غزة، ولقد فتح معبر رفح علي آخره وعلي اتساع أبوابه، فما جدوي الأنفاق إلا إذا كانت للتهريب أو للدخول والخروج لارتكاب الإرهاب الأسود ضد الشعب الذي قدم أكثر من 021 ألف شهيد من أجل عيون القضية الفلسطينية. ياسادة.. ماذا نقول، ولمن نشكو، وفي وجه من نصرخ؟ أهكذا نحن، نقدم الخير والمعونة ويرد إلينا الشر والإرهاب وقتل الأبرياء.. ما ذنب أطفال شهداء العريش- وهم من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين- والذين سيعيشون أسود شهر كريم »رمضان« في حياتهم بعد أن فقدوا الأب والعائل والسند وحائط صد مكائد الحياة وقسوتها وعثراتها. الملثمون ذوو الملابس السوداء جاءوا قبل ذلك 5 مرات فجروا فيها خط الغاز العربي 4 مرات وفشلوا في الخامسة، ثم يأتون في السادسة ليقاتلوا قوات الشرطة داخل قسم ثان العريش، يطلقون آلاف الرصاصات الثقيلة وعشرات القذائف من ال»آر بي جي« والمدافع الثقيلة فيقتلون من المصريين خمسة. منهم ضابطان ويصيبون 12 من الشرطة والجيش والمدنيين.. وفي هذه السادسة لم يكتفوا بإطلاق بضع رصاصات تكفي لقتل واصابة هؤلاء الضحايا.. بل ان شهود العيان أكدوا أنهم كانوا أكثر من 051 ملثما يرتدون ملابس سوداء، وعثروا في الأرض علي أكثر من 01 آلاف مقذوف من العيار الثقيل أطلقها الإرهابيون خلال 6 ساعات كاملة، ولم تتحرك طائرات حربية أو قوات خاصة لمواجهتهم.. ما هذا بحق الله؟.. إن هذا لإثم مبين جناه المصريون بعدم التصدي الحاسم لهؤلاء الارهابيين الجبناء، مما زاد كيل خسارة المصريين، وزاد كيل مكاسب الجناة المأجورين الذين قيل إنهم لاشك فلسطينيون.. ولو اتبعت قلبي وتركت عقلي لقلت لعن الله كل من جاءنا من خلف أسوار شائكة يجب أن تتحول علي الفور إلي أسوار من نار تحرق كل من يقترب منها من علي بعد مئات الأمتار. لم ينس الإرهابيون الجبناء كما فعلوا في كل مرة سابقة أن يتوجهوا في نهاية عدوانهم إلي محطة إسالة الغاز في الشيخ زويد وآه وألف آه من الشيخ زويد وما فيها محاولين تدميرها.. لقد منع المعتدون التصوير وصادروا هواتف وكاميرات الموجودين حولهم من أهل العريش.. إنهم مدربون علي خراب مصر وتدميرها ولهذا فلابد من الرد عليهم وتدمير وخراب ديار من أرسلهم إلينا حتي ولو كان شقيقي أو ابن شقيقي.. وعلي الله حد يفهم كلامي حماية لتراب مصر وردا لكرامتها التي فقدت في العريش يوم الجمعة الماضية.. ورغم أنف كل المليونيات والمظاهرات.