لايوجد عدد نهائي وأخير لشباب ائتلاف الثورة، وهذا خطير، فالمعني أن لاأحد يثق في الثاني، وأن لا ائتلاف واحد قرر أن ينتخب الثاني قائدا لكل هذه الائتلافات الصغيرة، الأخطر أن كل ائتلاف يبحث عن دور ومكان ومنصب وقطعة من هذا الوطن مهما كلف الوطن من عبء، كل ائتلاف يقف في مكانه يرفض أن يتركه لائتلاف آخر، حتي يحصل علي نصيبه في سلطة إدارة مصر . وأري في تفسير الوطنية أن يكون هناك اتحاد يتكلم باسم الجميع، ويكون له قائد يتفاوض بإسم الجميع، لكن الصورة بعد مايقرب من 200 يوم علي الثورة أن الائتلافات تتضاعف وكل منها يتمسك أن يكون في صدارة الصورة وأن يجد له متحدث رسمي وتصريحات ووجوه علي الساحة، السؤال هنا: إذا كان هذا هو الحال في قاعدة ميدان التحرير، فكيف يتم عمليا خلال الأيام القادمة اتفاق الأغلبية علي لجنة إعداد دستور جديد في قاعدة الوطن كله، الصورة لا أخفيكم تزداد سوءا، والأمر إذا لم يحسم بطريقة تتغلب فيها مصلحة الوطن علي مصلحة الجميع سوف نفقد وطننا قبل نهاية العام، إذا لم يحدث مؤتمر نرفع فيه شعار مايحتاجه الوطن أولا .. فإن مصر إلي ضياع تام، نقطة سقوط أي وطن الفتنة بين أطرافه والصراع علي السلطة والمكانة، فماهو الحال وهذه الأطراف تزداد صباح كل يوم إلي مزيد من الفرق المختلفة التي تحتمي بالميدان وبالإعتصام وبالصياح، إذا تطور الأمر حتي نهاية شهر رمضان، إذا ظل تنازل حكومة الدكتور عصام شرف بهذا القدر من الضعف المقلق، إذا ظلت تصريحات الوزراء بهذه الهشاشة المكسورة، وظل التطاول علي المجلس العسكري بهذه السفالة المتعمدة الطائشة التي لاتبحث سوي عن مصالح خاصة، فإننا أمام هاوية لا صعود منها إلا بعد كثير جدا من الوقت، إلي الجميع: ائتلافات الثورة الصحفيون والكتاب الإعلاميون ومقدمو برامج التوك شو الأخوان والسلفيون ورؤساء الأحزاب الشخصيات العامة التي تبحث عن دور وتتحدث علي مدار 24 ساعة في التليفزيونات، هذا ليس وقت البطولات المنفردة، ليس وقت الحصول علي قطعة من الوطن مهما كان الثمن، ليس وقت الحناجر والأصابع وأقنعة الدهشة والسخرية والحنجورية علي الوجوه، هذا وقت العقلاء، أليس منكم عاقل يفكر في حاضر هذا الوطن الذي فيه أطفال مازالوا في سنواتهم الأولي لاحول ولاقوة لهم نحدد مصائرهم باندفاعنا المجنون المتهور نحو هدم كل شيء، أليس بينكم عاقل يعلن خوفه الحقيقي علي مصر ويتنازل عن شهوة الشهرة وحسابات السلطة، أليس فيكم عاقل يتوقف ليكشف حجم الاختراق الذي يحدث للمجتمع المصري الآن من الخارج، أليس فيكم عاقل يخشي علي بلده من الجماعات التي تتحرك الآن علي مسرح الأحداث تبث أفكارها وتجمع معلوماتها لتصدرها لمن يدفع أكثر، أليس فيكم عاقل يدافع عن هيبة القضاء والقضاة التي لايجب أن تمس وإلا وصلنا إلي ذروة الأزمة في أبسط القضايا بيننا، أليس فيكم عاقل يعلن إنحيازه التام والكامل للقوات المسلحة المصرية والمجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد حتي نحمي حائط الأمان الوحيد والباقي لنا في الداخل والخارج، أليس فيكم عاقل يقول إنه لكل دولة حرية مسئولة لها أول ولها آخر، ولاتوجد حرية مفتوحة علي مصراعيها في أي دولة ولا أي تاريخ وزمان، أليس فيكم عاقل يقول إنه عند حد معين من لائحة الطلبات يجب أن نتوقف حتما إجباريا لننقذ الوطن.. فقد نحصل علي كل مانريده وزيادة.. لكن بعد أن نفقد الوطن ونسقطه تماما، يعني: نخربها ونقعد علي تلها.. وهذا مانذهب له بسرعة جنونية.